يُحكى أن صاحب حانة على علاقة ببشار بن برد الشاعر الأعمى
وكان يُقدم له الشراب مجاناً كي يسهر في الحانة ويُصهلل الجو
ويكثر الزبائن عنده ومرتادي الحانة من صيّع بغداد ذلك الوقت
وآخر الليله يبعث له بحسناء رومية مسبيّة كي ينال منها ويقول بها
وذات يوم شكّت زوجة بشار بن برد في أمره وأنه يخونها أيّما خياناتي
وذهبتْ إلى صاحب الحانة وأعطته سبعة دنانير
أن إن أراد بشار المبيت مع حسناء فلتكن هي وأخذت مكانها في الحانة
وجاء الشاعر بشار كعادته وجعل يُلقي الأشعار ويتغزّل بالحِسان
ويُدرنك كأساً أحمراً وآخر أصفرا حتى لم يسطع أن يُفتح عينيه
ثم طلب من صاحب الحانة أن يُرسل له جارية كي يُداعبها
فأرسل له زوجته والتي ظلت تراقبه وما يفعل وهي صامته
فقام بشار وجعل يتحسّسها ويُقبّلها ويشتمّ رائحتها حتى وقع عليها
فلما قضى منها وطراً صاحت به أن أيها الخائن يا بشار إني زوجتك
إذا به يقول قولته المشهورة : قبّحك االله ما ألذّك في الحرام وأقبح بك بالحلال