بسم الله الرحمن الرحيم
استقر في ذهن البشرية على مر الزمان وبكل بقاع الارض ومنذ بداية الخلق مدرك الله كذات متميز اعلى وهو الاصل والاول والاخر والمهيمن والذي اليه ير جع الامر كله
هذا الذات المتميز اختلف تسميته وطريقة تهجئته من زمان الى اخر ومن ثقافة الى اخرى لذلك نجد تسميات كثيرة وعديدة ، ولكن الاتفاق هو في وصف هذا الذات وحقيقته وتميزه
ولم يستقر في ذهن البشرية ( الا عند النادر كفكر مريض) كينونه لله غير ذلك ،والمختلف عليه هو في انه المتفرد في الألْه او هو في شراكته &aللألْه(اي بحسب الايمان والكفر)
ولم يستقرّ ذلك بسب الجهل وتداول الخرافة وانما بسبب بذرة الغريزة وتراكم العلم والخبرة وضرورات التفسير المنطقي للاشياء والاحداث كنوع من الادراك اللازم لحتمية الكينونة ،وأضفاءا من تراكم الرسالات والوحي الرباني لارشاد الانسان وعدم تركه هملا من قِبل رب احكم واتقن كل شيء صنعا
وفي المفردة العربية ((الله)) لايمكن ان يشتق هذا الاسم وليس له علاقة بغير الاله ولم يعرف التاريخ العربي وما بقبل التاريخ العربي اي اشتقاق مغاير ،اي بعبارة اخرى فان الله هو بزيادة ال التعريف الى اله
ولقد استقر في الذهن العربي الذات الله والاسم الله كذات له وصْفُه مُنطلِقاً من ماهيته العليا ودليله الاله
وعند تعقب معنى هذا ال((الله )) لانجد سبيلا غير تعقب المعنى اله وشرح معناه على حقيقته ودليل ذلك ايات الله البينات في كتابه العزيز ولا يمكن ان تسعفنا الادبيات والرموز والتحاليل القديمة او الحديثه في بيان ذلك لا بالقدر الضئيل ، وفضلا عن القدر الكبير في استكناه الرمز ((الله))
ودليل ((اله ))في ايات الله البينات هو المعاني التي يرمز اليها هذا التركيب من وصف لله له (وصف الله ل اله) ووصف غيره به( وصف غير الله ل اله ) و حينما يثبته الله لنفسه وحينما ينفيه الله عن غيره ،وحين يسمي او يُعرِّف الوصف بالاله
بعبارة اخرى كيف بين الله معنى الاله وكيف بين نفسه بالاله
وكيف وصف غيره باله غير الحق وكيف اصبح المألوهين:هم متخذي الاله
اي ان منطلقنا لفهم الاله هو ما استقر في ذهن البشرية وخصوصا العرب من هذا المفهوم وما استقر في ذهن البشرية(كغريزة وفطرة ووحي وخبرة ) من التسمية ومما استقر في كتاب الله بيانه لهذا المعنى وارى اننا لايمكننات الذهاب الى ابعد من هذا وان الذهاب الى ابعد من هذا هو نوع من العبث المدمر واللامجدي ، ومن ذلك نصل الى ؛ما هو الله ومن هو الله
نبدا بالتعريف ومن ثم نسوق الايات الدالة الى هذا التعريف
الاله هو المعظم المالك لشأن المألوه المُطاع المُتبع المُرشِد المَهيب المَحبوب الذي يثق به المألوه ويخاف منه
الوصف اعلاه حين يعبد الاله حق عبادته ولكن قد يَتبع الها ما ولا يُعبد حق عبادته اي بعبادة مجتزأة وبالتالي تعدد الالهه سواء لله او لغير الله اي الاشراك
واله مفردة متميزة تقترب من مفهوم المعبود ولا تساويها او بالاحرى فان مفهوم المعبود هو جزء من مفهوم الاله ، وان مفهوم المعبود غير موجود كمفهوم عربي على الاقل في كتاب الله ويستعاض عنه في ايات الله البينات بالاله ، وكما لايوجد مفهوم مألوه ،
والاله ابتداء هو الذات المتميز الغير منتهي العظمة والغير منتهي الابتداء والغير منتهي الانتهاء اي لا نهاية له ،هذا من حيث الاصل والكينونة ،ثم بعد ذلك ياتي الاتخاذ ،
ومن كتاب الله المبين نستدل على معنى الاله ،وقد عرّف ربنا نفسه ايما تعريف فقال من حيث الاصل والكينونة ؛
{اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ..........وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }البقرة255
وقال ؛
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الحديد3
من ذلك يستبين ان الاله(من حيث الاصل) هو الموصوف بالصفات اعلاه مع عدم مشاركة غيره له وبذلك كان الها
ونتيجة ذلك تحصل النتيجة الحق ان لا تولوا (ايها الناس )وجوهكم الى اخرين لتتخذوا الها اخر تتوهموا انه يشارك الله في هذه الصفات
والاله المُتَخذ(الاله من حيث الاتخاذ) هو الذي يملك على الاخرجميع ارادته وعواطفه وجميع القيمة التي يعتبرها المألوه لايٍ كان ،ويخلع كل قيمة ووزن ويرده الى الاله ،فلا قيمة لغير الاله ،
اولا :الاله هو المحبوب المطلق ؛
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }البقرة165
ومن الواضح هنا ان المقصود بالند لله هو الاله
ثانيا الاله هو المرهوب الجانب ؛
{وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ }النحل51
ثالثا الاله هو الرب ؛
{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً }الكهف14
والرب هو الذي يقدم لمن هو ادنى منه العطاء المتمثل والمبتديء بالخلق والنماء وانتهاءا بالاصلاح عن طريق الارشاد وهو معنى الاية الاخرى:
{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }المؤمنون116
وخشية الاطالة والتشتت نكتفي بذكر هذه الامثلة من الايات التي تدل دلالة اكيدة ولا غير ان معنى الاله هو انه الذي له كل المحامد المثبتة والمطلقة اللا نهائية والتي يُوصَف بها الذات الاوحد والتي لا يشاركه فيها غيره ومنها استحق ان يكون ان يُوصف بها صاحب الاسم لاغير وحين عرَّف وصفه ب (ال) فكان الله
فمن هو الله : هو الاله المُعَّرف بال
ومن هو الاله : هو الموصوف بالمطلق اللانهائي من العظمة ويمتلك كافة المحامد ويتنزه عن كافة المذام
وما هو الله او (كيف هو الله):النسبة غايةٌ في البعد بين العظمة اللانهائية لله وبين محدودية العقل
يقول الله:
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36
والحمد لله رب العالمين