مدخل: بين حالة الحب وحالة الشهوة تناقض لا منطقي لتأثير المادة.
كان يبحث بين ردهات المساء وتحت أقبية الليل و في زحام الليليين عن امرأة من نار.. امرأة تحرق، يستمتع بلسعات لهيبها.. يلف حولها كفراشة سائرة إلى حتفها راغبا في الاحتراق لا في النور.
كان رجل الغرور ليلا، يعتقد أن أخطر و أكثر النساء إثارة امرأة من نار يستهويه تطويعها و رقم نوعي ينضاف إلى سيرة مغامراته و بطولاته الذكورية..
أنثى النار هي أنثى الإثارة و الاشتعال .. الحريق و الرماد..لها في الغواية و الفتون فنون..
هي أنثى كروما كل الطرق تؤدي إليها..روما التي لم تسلب لب نيرون إلا و هي تحترق..
و ذات فجر عند منعطف حرف تعثر تبعثر بقطرة امرأة من ماء..
امرأة تطفئ فيشتعل، تروي فيظمأ و تحيي فيموت..
- أشربكِ؟
- تشربني؟..تشرب امرأة الماء و تغدو شفافا..أوَ مستعد للتعري؟..مستعد أن تزيل الأقنعة و يسفر وجه تاريخك؟..
كانت امرأة المرايا التي لا تكسر لم يظهر من خلالها إلا عاريا..
امرأة لما أمسكها صقيعا زاد اشتعاله ففرت بخارا.. سمت إلى السماء هربا و لما استسقاها ذات صلاة أمطرت...
معها كان من الصعب أن لا يتبلل.. و المشي فوق الماء أمر لا يتسنى إلا لنبي أو دجال و هو لم يكن لا هذا و لا ذاك فغااااص..
امرأةٌ القليل منها يرقي و الكثير يُغرق..
- يا امرأة الماء.. عدم لونك ، عدم عطرك و عدم ماهيتك..و أنت كل الألوان و مسك العطور و شكل الكون بين عيني.. كوني ماءا تشكلي بين راحتي.. و اجعليني وعاءك..دعيني أشربك و ذوبي فيَّ..وحده الذوبان يطفئ كل الحرائق التي أشعلتها داخلي..
و ما أوجع الماء حين يُحرِق..