تحت شعار "الفوز وحده لا يكفي"
الأهلي يتحدي الترجي
الجماهير والحماس سلاح الفرسان.. أمام مفاجآت المنافس
بروح البطولة وعزيمة الرجال. يخوض الأهلي مباراته المهمة والمرتقبة أمام الترجي التونسي علي استاد القاهرة في السابعة والنصف من مساء اليوم وذلك في لقاء الذهاب بالدور قبل النهائي لدوري أبطال إفريقيا.
يرفع الشياطين الحمر خلال مباراتهم العصيبة اليوم شعار "الفوز وحده لا يكفي" حيث يسعي محمد أبوتريكة ورفاقه إلي تقديم عرض جيد وتحقيق نتيجة مطمئنة قبل لقاء العودة في تونس والذي يمثل مواجهة محفوفة بالمخاطر.
علي الرغم من التاريخ الكبير الذي يحظي به كل من الفريقين علي المستويين المحلي والإفريقي تباينت ظروف كل من الفريقين ما بين المواسم القليلة الماضية من ناحية والموسم الحالي.
الأهلي.. قدم أفضل السنوات في تاريخه. علي الأقل إفريقيا. خلال المواسم الماضية وبالتحديد في أعوام 2001 وما بين 2005 و2008 بينما تراجع مستوي عروضه في العامين الأخيرين ولم تكن نتائجه علي المستوي المطلوب رغم فوزه باللقب المحلي.
أما الترجي فقد تواري كثيرا في السنوات القليلة الماضية ولم تكن له أي بصمة حقيقية علي عكس ماضيه المشرف.. ولكن الفريق عاد بقوة إلي الساحة الأفريقية في الموسم الحالي ونجح في شق طريقه علي أروع ما يكون للمربع الذهبي بدوري الأبطال.
يخوض الأهلي مباراة اليوم وهو يدرك جيدا صعوبة اللقاء في مواجهة الترجي صاحب الخبرة الكبيرة وإمكانيات اللاعبين العالية.. ولكن الشياطين الحمر يمتلكون سلاحا حاسما في مثل هذه المواجهات الصعبة وهو الخبرة من ناحية وعزيمة اللاعبين وحماسهم الشديد ورغبتهم في إسعاد الجماهير.
كما يدرك الأهلي أن عبور عقبة الترجي يجعله علي بعد خطوة واحدة من اللقب الأفريقي الغالي والمشاركة في مونديال الأندية بأبو ظبي.. ولذلك يسعي الشياطين الحمر إلي تحقيق فوز مطمئن بين جماهيرهم التي تعتبر أحد أسلحة الفريق أيضا وذلك قبل السفر إلي تونس لمواجهة الترجي في عقر داره منتصف الشهر الحالي.
كانت الظروف قد عاندت الأهلي كثيرا قبل لقاء اليوم حيث فشلت مساعي الفريق لتخفيف عقوبة الإيقاف المفروضة علي لاعبه حسام غالي كابتن الفريق والتي وصلت لأربع مباريات سيكون آخرها هو لقاء اليوم مع الترجي.
كما عاني الفريق من موجة إصابات مؤثرة في صفوفه وقد بدأت بإصابة أحمد حسن "الصقر" بقطع في الرباط الصليبي منذ فترة ثم ازداد الموقف صعوبة بإصابة محمد ناجي "جدو" مهاجم الفريق والذي تضاءلت فرصته في اللحاق بالمباراة واكتملت محنة الفريق بإصابة سيد معوض وتأكد غيابه عن اللقاء.
فرضت هذه الإصابات تشكيلا اضطراريا علي الأهلي وستكون أبرز التغييرات في صفوفه هي مشاركة اللاعب شريف عبد الفضيل بدلا من معوض في الناحية اليسري علي الرغم من المشاكل التي واجهها عبد الفضيل في هذا المركز خلال لقاء الأهلي مع الانتاج الحربي بالدوري الممتاز.
علي الرغم من استقرار حسام البدري المدير الفني للفريق علي العديد من العناصر التي سيخوض بها اللقاء وخطة المباراة . قد يشهد الجانبان بعض التغييرات خلال المباراة نفسها حيث يسعي الأهلي إلي بدء المباراة بخطة وتشكيل متوازن وعدم الاندفاع في الهجوم منذ البداية خشية ردة فعل الترجي.
يرجع ذلك إلي قوة خط هجوم الترجي بقيادة النيجيري مايكل إينرامو والذي يمثل مصدر الإزعاج الأكبر أمام دفاع الأهلي ويمثل صداعا حقيقيا للبدري والجهاز الفني.
لذلك . كانت تعليمات البدري في الأيام القليلة الماضية هي ضرورة إيقاف إينرامو من منتصف الملعب وعدم السماح له بالدخول إلي منطقة الجزاء ولذلك لن تكون مهمة رقابته قاصرة علي الدفاع بقيادة وائل جمعة وأحمد السيد وإنما سيتولاها بالتبادل لاعبو خط الوسط مثل أحمد فتحي وحسام عاشور وقد ينضم إليهما محمد شوقي في حالة مشاركته لتدعيم عنصر الخبرة في وسط الملعب في ظل غياب غالي.
أما المشكلة الحقيقية التي تؤرق الجهاز الفني وكذلك جماهير الفريق فهي ضعف الأداء الهجومي للأهلي وقلة عدد الأهداف في مباريات الفريق منذ فترة وهي المشكلة التي يحتاج الفريق للتغلب عليها إذا أراد عبور عقبة الترجي إلي نهائي البطولة.. ولذلك أعطي البدري تعليماته إلي ضرورة تحول لاعبي خط الوسط سريعا من وضع الدفاع إلي الهجوم بكثافة عددية لإرباك دفاع الترجي والذي يعتبر أضعف خطوط الفريق التونسي ولكن علي ألا يكون ذلك علي حساب الدفاع خاصة مع ضرورة مساندة لاعبي خط الوسط للمدافعين نظرا لكثرة أخطاء دفاع الأهلي في الآونة الأخيرة والتي سمحت باهتزاز شباك الفريق بشكل أكثر من المعتاد وخير مثال علي ذلك هو هزيمة الفريق 2/4 أمام الإسماعيلي في ختام مباريات دور الثمانية.
في المقابل . يخوض الترجي لقاء اليوم سعيا وراء تفجير مفاجأة أمام الأهلي ووسط جماهير الفريق أو علي الأقل الخروج بنتيجة التعادل التي تقترب به خطوة جيدة من التأهل للنهائي حيث يكفيه الفوز بأي نتيجة علي ملعبه إيابا.
لكن الفريق التونسي بقيادة مديره الفني فوزي البنزرتي يدرك أيضا صعوبة اللقاء مع الأهلي علي استاد القاهرة وسط زئير عشرات الآلاف من الجماهير المتحمسة وهو ما يضع له الفريق حسابات خاصة.
يضاعف من الضغوط الواقعة علي الفريق أن مواجهاته السابقة مع الأهلي تشهد بتفوق الشياطين الحمر حيث ستكون المواجهة في بطولة هذا العام هي الثالثة بين الفريقين في دوري الأبطال الأفريقي.
كانت المواجهة الأولي بين الفريقين في عام 2001 وسط ظروف مشابهة بالنسبة للأهلي حيث عاني الفريق وقتها من الترنح وتراجع المستوي نسبيا تحت قيادة مديره الفني البرتغالي مانويل جوزيه.. وتعادل الفريقان سلبيا بالقاهرة ولكن سيد عبد الحفيظ المنسق العام لكرة القدم بالأهلي حاليا قاد الفريق إلي تعادل ثمين 1/1في مباراة الإياب بتونس حيث سجل هدف التعادل ليقود الأهلي إلي نهائي البطولة.. وضم الفريق وقتها عددا من عناصر الفريق الحالي مثل وائل جمعة وغالي وأسامة حسني.. أما المواجهة الثانية فكانت في دور الثمانية عام 2007 وفاز الأهلي 3/صفر ذهابا في القاهرة ثم خسر صفر/1 إيابا في تونس.
لذلك ستكون مواجهة الفريقين هذا الموسم ثأرية يسعي من خلالها الترجي إلي التخلص من عقدة لأهلي بينما يأمل الشياطين في أن تكون الثالثة حاسمة لصالح الأهلي أيضا.
شق الأهلي طريقه في البطولة الحالية بالهزيمة أمام جانرز "المدفعجية" الزيمبابوي صفر/1 والفوز عليه 2/صفر إيابا في دور ال32 ثم بالهزيمة صفر/2 أمام الاتحاد الليبي والفوز عليه 3/صفر إيابا في دور ال 16 ثم احتلال المركز الثاني في مجموعته بدور الثمانية من خلال التعادل 1/1مع هارتلاند النيجيري والفوز عليه 2/1والفوز علي الإسماعيلي 2/1 ثم الهزيمة أمامه 4/2 والهزيمة صفر/1 أمام شبيبة القبائل الجزائري والتعادل معه 1/1 .
في المقابل تأهل الترجي للمربع الذهبي بالتعادل 2/2 مع إيست إيند لايونز السيراليوني ثم الفوز عليه 3/2 في الدور التمهيدي ثم بالفوز 4/1 و3/1 علي يانيجا من بوركينا فاسو في دور ال 32 ثم الفوز 3/صفر علي المريخ السوداني والتعادل معه 1/1في دور ال 16 واحتلال قمة المجموعة في دور الثمانية بالتغلب علي وفاق سطيف الجزائري 1/صفر والتعادل معه 2/2 والتغلب علي ديناموز هراري الزيمبابوي 1/صفر ذهابا وإيابا والهزيمة من مازيمبي الكونغولي 1/2 ثم الفوز عليه 3/صفر.
تؤكد النتائج علي قوة خط هجوم الترجي بينما يبدو خط دفاعه كما أظهرت شرائط مباريات الفريق التي درسها البدري جيدا وجود بعض الأخطاء المشتركة بين الدفاع وحارس مرمي الفريق وهو ما سيسعي هجوم الأهلي إلي استغلاله.