عقيلة راتب.. حاصدة الجوائز
والدها أصيب بالشلل بعد دخولها الفن
فنانة من نوع خاص بدأت حياتها الفنية مبكراً.. فقد عشقت التمثيل والغناء وهي مازالت طالبة في الصف الثاني الابتدائي.. ورغم رفض والدها الذي كان يعمل مترجماً بوزارة الخارجية لفكرة اشتراكها حتي مع فريق التمثيل بالمدرسة.. جاء التحاقها بالفن بالمصادفة وبالتحديد عندما شاهدها الفنان زكي عكاشة صاحب فرقة عكاشة الذي اقنع عمتها بأنها موهوبة فوقفت بجانبها.. انها كاملة محمد كامل الشهيرة بعقيلة راتب.
ولدت عقيلة راتب في القاهرة وبالتحديد في حي الجمالية في 22 مارس عام 1916 ودخلت مدرسة التوفيقية القبطية وعمرها 6 سنوات.. وكان يحلم والدها بأن تصبح ابنته دبلوماسية.. ولكن عقيلة بالصدفة حضرت الحفل الختامي الذي كانت تقيمه المدرسة وانبهرت بزملائها وهم علي خشبة المسرح ومنذ ذلك اليوم اصبحت عاشقة للفن وقررت ان تدخل المجال في المستقبل.. وعندما انتقلت إلي الصف الثاني الابتدائي اقتربت اكثر من فرقة التمثيل وتابعت بروفات الفرقة كاملة وطلبت من مدرسة التمثيل الانضمام للفريق ولكن للاسف المدرسة طلبت منها ورقة موقعة بخط يد والدها تتضمن موافقته علي الانضمام للفريق.. وعندما عرف اصيبت باليأس قبل ان تسأل والدها لانها كانت تعلم جيداً مدي رفضه لفكرة اشتراك ابنته التي كانت تعرف وسط الاسرة بصوتها العذب في أي نشاط فني.. ولكن اصرارها جعلها تذهب اليه وتطلب منه ان يوافق علي مشاركتها في فريق التمثيل ووقتها اخذت علقة ساخنة.. وبرغم من هذا لم تسلم.. فقد اخذت علقة ساخنة وبرغم هذا لم تكف عن متابعة زملائها وهم يقيمون بالتمثيل مع حفظ كل ادوارهم.. ولحسن حظها جاءت لها الفرصة علي صنية من ذهب ففي حفلة اخر العام التي كانت تقيمها المدرسة كل عام تغيبت احدي التلميذات التي كانت تعتبر عمود الفرقة ودورها من الادوار المحورية في المسرحية ولايمكن الاستغناء عنه أو حذفه معا شجع عقيلة ان تعرض علي المدرسة القيام بالدور بدلاً من زميلتها الغائبة فوافقت انقاذاً للموقف.. ووقفت تؤدي الدور وكان من بين الحاضرين ابن عمها الذي نقل ما حدث بالضبط لوالدها.. الذي عقد للاسرة اجتماعا عائلياً وعاقبها عقاباً شديداً.. ورغم قسوة العقاب إلا انها كانت سعيدة بما حققته من نجاح وظل صوت التصفيق في اذنيها فترة طويلة.
بداية الاحتراف
في هذه الايام كان يحضر الحفلات المدرسية نجوم الفن والغناء وبالمصادفة حضر الفنان زكي عكاشة احد هذه الحفلات التي كانت لا تنقطع عنها.. وكان زكي وقتها يمتلك فرقة عكاشة الشهيرة.. وبالمصادفة واثناء التحاق عقيلة بالمدرسة الثانوية شاهدها ايضاً زكي عكاشة فوجدها وقد نضجت اكثر واصبح صوتها اكثر عذوبة وعرض عليها ان تنضم إلي فرقته فذهبت إلي والدها وطرحت عليه الامر فغضب بشدة وكاد يلقيها بكل اثاث المنزل.. غضبت عقيلة وقررت الذهاب إلي بيت عمتها فاطمة وعاشت معها.. وذات مرة ذهبا العمة لكي تسحب ورق عقيلة من المدرسة فقابلها زكي عكاشة وسألها عن عقيلة وقال لها ان هذه الفتاة موهوبة ويحب ألا يحرم الناس والفن من موهبتها وانها سيكون لها شأن كبير في هذا المجال.. اقتنعت العمة بكلام عكاشة وقررت ان تساند ابنة اخيها فأخذتها وذهبت بها إلي المسرح فأعطاها عكاشة نص أو بريت"هدي" وتم تدريبها علي الالحان في منزل عمتها وكانت تذهب إلي البروفات متخفية.. وقبل عرض الاوبريت ظهرت مشكلة الاسم الذي سوف تظهر به للجمهور فأختارت أسم صديقتها التي غابت عن الحفل واتاحت لها فرصة الظهور علي الجمهور وهي عقيلة واختارت اسم اخيها راتب الذي توفي وعمره 5 شهور معدودة لتصبح عقيلة راتب.. وعرض الاوبريت وحقق نجاحاً منقطع النظير واصبحت عقيلة نجمة في سماء الفن في عام 1930 وهي في الرابعة عشرة من عمرها.. ورغم ذلك كانت تشعر بالخوف من وصول خبر عملها بالفن إلي والدها وللاسف عرف الاب واصيب بالشلل من هول الصدمة واضطرت العمة لإخفاء سبب مرض الاب عن باقي الاسرة حتي لا يكرهوا عقيلة..
ظلت عقيلة مع فرقة عكاشة حتي صارت الفرقة من افضل الفرق الموجودة في شارع عماد الدين لدرجة لفتت أنظار الجميع ومنهم اسماعيل باشا صدقي رئيس وزراء مصر آنذاك الذي اخذ كل اعضاء الوزارة وذهب ليشاهدوها.
بعد هذا الحدث اشتعل الوسط الفني حقداً واضطرت عقيلة راتب ان تجلس في بيتها ولكن الجلوس لم يدم طويلاً لان "حامد سعيد" طلبها للعمل في فرقة الكسار لانقاذ الفرقة من حالة التردي واعد لها مسرحية غنائية بعنوان "ملكة الغابة" وفي فرقة الكسار تعرفت علي المطرب حامد مرسي الشاب الوسيم الذي عرف بحلاوة صوته وكان يسمي تلك الفترة بـ "بلبل مصر" و"كروان الامة العربية".
سينما وجوائز
في بداية مشوارها رفضت الكثير من الاعمال السينمائية خوفاً من ان تغامر بسمعتها الفنية لان السينما آنذاك كانت مازالت وليدة و بدأت العمل بالفن السابع مع فيلم ألين السوداء عام 1936 ثم "خلف الحبايب" عام 1939 وكان لها الفضل في تقديم عماد حمدي لاول مرة في فيلم "السوق السوداء" وانور وحيد في فيلم "قضية اليوم".. أما آخر اعمالها فكان فيلم "المنحوسة" 1987 وكان فيلماً متحوساً بحقه فقد ارتفع ضغط عينيها اثناء التصوير واضطرت إلي جراحة ولكن للاسف ذهب نور عينيها اثناء العملية واكملت التصوير وهي عمياء.
حصلت عقيلة راتب علي العديد من الجوائز منها شهادت تقدير من الملك فاروق وكرمت من الرئيس عبد الناصر في عيد العلم عام 1963 وحصلت في نصف العام علي جائزة احسن ممثلة في فيلم "لا تطفيء الشمس" وأيضاً حصلت علي جائزة عن دورها في مسرحية "حلمك ياشيخ علام" وحصلت علي درع المسرح عام 1992 وجائزة الريادة من جمعية الفيلم وحصلت علي ميدالية طلعت حرب بمناسبة مرور نصف قرن علي صناعة السينما وحصلت علي جائزة من الرئيس حسني مبارك .1998
ورغم ذلك توفيت دون ان تجد مصاريف علاجها في 22 فبراير عام 1999 عن عمر يناهز 83 عاماً
منتديات مملكة الفرات 
منتديات مملكة الفرات 
