الكنغ
الجنس :
عدد المساهمات : 18239
العمر : 45
| السويحلي ييووووه |
|
السويحلي، أحد أشهر الألوان الشعرية الغنائية، وهو لون واسع الانتشار في وادي "الفرات كله"، وهو ليس لوناً رقياً، فأهل "الرقة" ينظمونه بقلة، إلا أنه يغنى بكثرة فهو سهل اللحن ولين الأداء.
أصل تسميته: يرجعه الباحثون إلى (جر السفن)، أو (سحلها)، ويذكر أن أهل "الفرات" كانوا يغنونه أثناء سحب السفن من الضفة المقابلة، والتي تحمل الركاب أحياناً، والمؤونة أحياناً أخرى، قبل أن توصل الضفتان بالجسور الحديثة، ومن ذلك يقال "سويحلي"، أي (غناء سحل السفن), ويسمى في العراق "النايل" المقلوب، وهو ذاته "الدارامي" شعراً، ولكن بتبديل مواقع الكلمات في بيت الشعر ذاته، ويقول آخرون أن تسميته لحنية، شكله بيت بشطرين، والأصح أن يقسم إلى أربعة أشطر، الشطر الأول مع الثالث موحدا القافية، بينما الثاني والرابع لا يشترط أن يكونا موحدي القافية.
أشبيك تدوي/ يابــوم تالـي الليل
ماراح لك شي/ ولامس دليلك ضيم
إلا إن بعض الشعراء يوحدون القافيتين الثانية والرابعة.
لا شري ولا بيع/ مرافج التجار
صدور المرابيع/ بيض الحبارى الزغار
يعتبر "السويحلي" من أعذب الأشعار الشعبية نظماً ولحناً وغناءً، وأرقها شاعرية، حيث ينساب من حناجر المغنين، كما ينساب ماء "الفرات" بين أحجار المرمر، وهو أقرب إلى النفس المعذبة والحزينة التي يحرقها الحب، كما تحرق النار الشمع، ومن أشهر المغنين الذين أجادوا غناءه، "محمود شحاذة"، "محمد الحسن"، "إبراهيم الأخرس".
أما مواضيعه، فهي مزيج من الحزن والفرح بآن واحد،
جلسة غنائية فراتية وتارة أخرى وصف للحبيب، ويختلف أحياناً موضوع الشطر الأول عن الثاني، إلا أن الحزن يبقى ظاهراً فيه، كظهوره في جميع الأشعار الرقية.
شلونك بهالعيد/ ياجرح دلالي
أحبابي المباعيد/ عنّم علينا اليوم
ومن الجدير بالذكر أن أبيات السويحلي إذا ما أردنا تعدادها، فلا تزيد عن ثلاثين بيتاً رقياً، وقد ظهر لنا ذلك من خلال دراسة أجريناها لمدة عشر سنوات، وأكثر شاعر نظم من هذا اللون نظم سبعة أبيات، ثلاثة منها مشهورة، وأربعة مغمورة، وهذا يؤكد صحة رواية بعض المعمرين، الذين يقولون أن هذا اللون قدم إلى "الرقة" من الشرق (شرق "الفرات") ومن نماذج الشعر "السويحلي" الرقي:
من العلو لاح/ يامرحبا بها لزول
قلبي مع الراح/ وظل القفص هينا
ياابو جوابي/ لا أسايلك يابير
شالم أحبابي/ مدري ضعنهم وين
مثل المغربي/ لا دوج بالعربان
بلجي ياربي/ تجمع شملنا اثنين
وأيضاً..
ماسولفلك عقبك رحت للموت/ من شفت زولك راح المرض وبريت
يغنى "السويحلي" على مقامات عديدة، ويجد فيه الموسيقيون راحة في اللحن لسهولة وزنه الشعري، وينسبه أهل "الرقة" للأداة الموسيقية، التي ترافقه عند الأداء فيقال ("سويحلي" ربابة، "سويحلي زمارة"، و"سويحلي منفرد").
هذا هو "السويحلي" بصداه المترامي في آذان العشاق، والذي أحبه المغنون، كما أحبه البسطاء من الناس لما يمتلكه من مزيج لحني وشعري، وصورة جميلة وقف أمامها الشعراء بإجلال.
| |
|