الانتصار للمختار - صلى الله عليه وسلم -
نَبِحتْ شِرَارُ الخَلْقِ تَقْذِفُ بِالتُّهَمْ لِتَعِيبَ مَنْ أَرْسَــى المَبادِئَ والقِيَـمْ
أيْنَ النُّباحُ وإن تَكاثَرَ أَهْلُـــــهُ مِنْ نَيْلِ بَدْرٍ قَدْ سَمـا فَـوْقَ القمـمْ
أو نََيْلِ نَجْمٍٍ ساطِعٍ يَهْدِي الــوَرَى سَعِدَتْ بِـه وَبِنُورِهِ كُـلُّ الأُمـَــمْ
جَادَ الكَريمُ بِهِ بِأَعْظَمِ نِعْمَـــــةٍ فَتَحَ القُلوبَ الْغُلْفَ أَحْـيا مِنْ عَـدَمْ
قَدْ تَمَّمَ الأَخْلاقَ بَعْدَ ضَياعهــــا وَشَفَى العَلِيلَ مِن الوَساوِسِ والسَّقَمْ
بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ قامَتْ شِرْعَــةٌ والفُحْشُ والبَغْيُ البَغيضُ قَد انْهَـدَمْ
فَغَدا ظَلامُ الكَوْنِ صُبْحاً مُشْرِقـــا لَمّا اسْتَضاءَ بِنورِ أحْمَـدَ وابْتَسَـمْ
سَحّاءُ كَفُّ مُحَمَّدٍ بِعَطائِهـــــا كَالْغَيْثِ عِنْدَ عُمُومِــهِ لا بَلْ أَعَـمْ
مَن ذا يُطاوِلُ رَحْمَةً فِي قَلْبِـــهِ مَنْ ذا يُبارِي في السَّماحَةِ والكَـرَمْ
فَلْتَسألِ الثِّقلينِ عَنْ أخلاقــــه بَلْ سائِلِ الطيـرَ المُحَلِّقَ بِالقِمَــمْ
مَنْ صاحَ بالأصحابِ رُدّوا فَرْخَهَ كَيْ يَسْعَدَ العُـشُّ الحزينُ وَيَلْتَئِـمْ
بَلْ سائِلِ الجَمَلَ الْبَهِيمَ إذِ اشْتَكَى لِمُحَمَّـدٍ بِدمُـوعِـهِ مُـرَّ الألَـمْ
فَوَعَى الخِطابَ وقامَ يُعْلنُ غاضِبا لا يَرْحَمُ الرحمـنُ إلا مَـن رَحِـمْ
وَعَفا عَنِ الخَصْمِ اللَّدودِ وَسَيْفُـهُ بِيَمِينِهِ وَالخصْـمُ قَدْ ألْقَـى السَّلَمْ
هَلاّ رَأيتمْ مِثلَ عَفْوِِ محمـــدٍ عَنْ أهـلِ مكـةَ عَبرَ تاريخِ الأُمَمْ
********************
يا جاحِداً لِلْحَقِّ رُغْمَ وُضوحِــهِ أَبِأرْضِكُـمْ رُكْنُ الْعَدَالَةِ قَدْ حُطِـمْ
هلاّ أقَمْتَ لِما افْتَريْتَ دَليلَهُ إنَّ الدَّليلَ لِكُلِّ قَوْلٍ يُلْتَزَمْ
هَلْ يَقْتُلُ المُخْتارُ شَيْخاً فانِيـــا هَلْ يَقْبَلُ المُخْتارُ نَقْضاً لِلذِّمَــمْ
هَلْ مَثَّلَ المختارُ أو قَتَلَ النِّسا هَلْ أَهْلَكَ المُخْتارُ شَعباً وانتقَمْ
فَهُوَ الطَّبِيبُ بِحَرْبِـهِ وبِسَلْمِـهِ يَجْتَثُّ أسْبابَ الشكاية والسّقَــمْ
فِيُزيلُ أنظمةً تُجَرِّعُ شَعْبَها كَـأْسَ المَذَلَّةِ والعِبـادَةِ لِلصَّنَــــمْ
كَيْ ِيُشْرِقَ التّوْحِيدُ فِي أرْجائِهــا ولِيَشكُرَ المَخْلوقُ مَنْ أسْدَى النِّعَمْ
هذا جهادُ نَبِيِّنَا وَمُـــــرَادُهُ فاذْكُرْ مَقاصِدَ حَرْبِكُمْ كُلَّ الأُمَـمْ
ولْتَسْألِ (الْبوسْنا) تُجِبْكَ نِساؤهـا الثَّكْلَى وَقَبْرٌ جامِعٌ وبحــارُ دَمْ
بَلْ سائلِ (الشّيشانَ) مَنْ أَوْرَى بِهـا ناراً أحَطاتْ بِالسِّهولِ وبالقِمَـــمْ؟
والمسجدُ الأقصى يَئنُّ بِجُرْحِــه بَيْنَ الجماجمِ سائلاً أينَ القِيَـــمْ
مَنْ أجَّجَ الحَرْبَيْنِ فتكا بِالـوَرَى أمُحَمَّدٌ أمْ هُـمْ أسـاطِينُ الْعَجَـمْ؟
فاسْأَلِ (هِيروشيما) أو اسألْ أُخْتَها لَمْ يَنْجُ مِنْ إنْسٍ ولا صَخْرٍ أصَـمْ
فَهَلِ الِّدفاعُ عَنِ الحقوقِ جريمةٌ والظلْمُ والعُدوانُ حقٌّ يُحتَـــرَمْ؟!
********************
يا جاحِداً للحقِّ رُغْمَ وُضُوحِــهِ أبِأرْضِكُمْ زمنُ العقولِ قَدِ انصَـرَمْ؟
هلاّ تُقارنُ بَينَ هَدْيَ مُحمـــدٍ ونُصوصِ أسَفارِ الضَّلالَةِ عِندكـمْ
هلاّ بَصَرْتُمْ نُورَهُ بَدَلَ العَمَــى هلاّ سَمِعْتُـمْ قولَهُ بَدَلَ الصَّمَــمْ
هَلاّ لآياتِ الكِتـابِ عَقِلْتُـمُ هي لِلْفَلاحِ صِراطُهُ الحقُّ الأتَـمْ
قدْ فاقَ كلَّ المعجزاتِ بِهَدْيِـهِ وبِنَظْمِـهِ وحقائقٍ تهْـدِي الأُمَـمْ
سَلِّمْ أوِ ائْتِ بِمِثْلِهِ أو بَعضِـــهِ واجْمَعْ شُهُودَكَ ما تَشاءُ مَعَ الْحَكَمْ
فإذا عَجزْتَ وإنَّ ذلِكَ واقِـعٌ فَاحْذَرْ سَعيراً فِي مَآلِكَ تَضْطرِمْ
واحْذرْ قَوارِعَ بِالطُّغاةِ تتابَعَـتْ مِنْ عِندِِ جَبَّارٍ قَوِيٍ مُنتَقِـــــمْ
واسْألْ أبا لَهَبٍ بَلِ اسألْ زَوْجَــهُ كَيفَ العذابُ بِمَنْ بَغَى وَبِمَنْ ظَلَـمْ
واسْألْ أبا جهلٍ وسائرَ صَحبِـهُ وَقَلِيبَ بَدْرٍ قَدْ طَوَى تِلكَ الرِّمَــمْ
********************
لَمَّا وَهَى قَوْمِي لِحُبِّ لُعَاعَةٍ مِــنْ طَيْفِ عَيْشٍ عَنْ قَريبٍ يَنْصَـرِمْ
طَمِعَ الذِّئابُ بِعِرْضِنا فَاسْتَأْسَـدُوا وَتَطاوَلَ القَزمُ الْحَقِيرُ عَلَى الْقِمَمْ
مَن لِي بسيفِ اللهِ فِي أصْحابـِـهِ مَن لِي بِسَعْدٍ أو بِسَيْفِ الْمُعْتَصِمْ
لِيَثُوبَ جَمْعُ الْمارِقينَ لِرُشْدِهِــمْ وَتَلِوذَ أَفْواهُ السّفاهةِ بِالْبَكـــَمْ
وَتُقَبِّلُ الأيْدِي كَما قَدْ قَبَّلـــَـتْ قَدَمَ الجُدُودِ زَمانَ عِزٍ مُنْصَـرِمْ
ياأُمَّتِي هَيَّا انْهَضِي فَعَدُوُّنَــــا مُتَرَبِّصٌ وَعُيونُه لا لَمْ تَنَـــمْ
سِيرِي عَلَى هَدْيِ الرَّسولِ وَصَحْبِه مَن لازَمَ الهَدْيَ القَوِيمَ فَقَدْ غَنِـمْ
وَخُذي عَلَى أيْدِي السَّفيهِ وَأعْلِني مَنْ سَبَّ أحمدَ يا طُغاةُ فقَدْ قُصِمْ
********************
فَابْعَثْ إِلهَ العالَمينَ لأُمَّتِـــــي رَجُلا بِدِينِكَ قائِما يُعْلِي الْهِمَــمْ
كَيْ يَجْمَعَ الصَّفَّ الشَّتِيتَ عَلَى الهُدَى ويُعِيدَ صَرْحا لِلْكَـرامَةِ قَدْ هُدِمْ
وَاجْعَلْ صَلاتَكَ وَالسَّلامَ عَلى النَّبِي ما لاحَ صُبْحٌ أوْ تَشابَكِتِ الظُّلَـمْ
وَكَذا عَلى الآلِ الكِرامِ وَصَحْبِــهِ ما طارَ طَيْرٌ فَوْقَ غُصْنٍ أَوْ عَلَـمْ
وابْعَثْهُ يَوْمَ العَرْضِ حَيْثُ وَعَدتَّـهُ بِمَقامِهِ الْمَحْمودِ مِنْ كُلِّ الأُمَــمْ