الجمعية السورية لمكافحة السرطان.. ومبدأ التكافل الاجتماعي
تُعد السرطانات من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم،
إذ تصيب نحو ربع السكان في البلدان المتقدمة. ويعود شيوع أمراض السرطانات في القرن الأخير إلى عدة عوامل، منها:
- ارتفاع متوسط عمر الإنسان، مما يسمح للأمراض بالظهور والتطور.
- ازدياد عدد السكان ازدياداً كبيراً على نحو ينعكس بوضوح في عدد الإصابات السرطانية.
- ازدياد تعرض الإنسان للمواد المُلوِّثة الكيميائية والمشعة، أي لمسببات السرطان ومحفزات تطوره. فالمشاهدات العلمية تثبت أن 80% من مجموع حالات السرطان لها علاقة بالتعرض لهذه المواد.
ورغم أن الفكرة الشائعة تنسب إلى القدر إصابة البشر بهذا المرض وتحكم على مريض السرطان بالموت العاجل أو المؤجل إلى حين، إلا أن الثابت علمياً هو أنه يمكن الوقاية من 75% من أنواع السرطانات، إضافة إلى أن السرطان مرض قابل للشفاء إذا أمكن تشخيصه باكراً وعولج معالجة متكاملة.
سورية والسرطانات - أرقام وتواريخ
تأسست الجمعية السورية لمكافحة السرطان في عام 1964 بمبادرة من مواطنين ينشطون في الجانبين الاجتماعي والإنساني، رغم أن أمراض السرطانات لم تعد مشكلة عامة في سورية قبل عام 1974، وهو العام الذي تبنت فيه الدولة المسؤولية عن معالجة المصابين بالأورام، إذ صدر المرسوم التشريعي رقم 74 لعام 1974 القاضي بإعفاء جميع المرضى المصابين بالسرطان أو المشتبه بإصابتهم من أجور المعالجة وتكاليفها.
وفي العام 1974 أيضاً صدر القانون رقم 58 القاضي بإحداث مركز الطب النووي، الذي يستقبل حالياً نحو 80% من إجمالي مرضى السرطان في سورية.
وفي عام 1977 وُضع حجر الأساس لمجمع الشام الطبي لتشخيص ومعالجة الأورام السرطانية، وهو مشروع أطلقته الجمعية السورية لمكافحة السرطان بالاعتماد على تبرعات الفاعليات الاقتصادية والاجتماعية والأشخاص، لكن العمل فيه لم ينته حتى الآن بسبب نقص التمويل وبعض العراقيل الإدارية. وسيكون هذا المجمع إضافة طبية مهمة لدى الانتهاء من بناء أقسامه غير المكتملة وتجهيزها، إذ سيؤمن معالجة نحو 2500 مريض في السنة بكلفة تقديرية تصل إلى 75 ألف ليرة للمريض القادر على التسديد، ومجاناً للمريض ذي الدخل المحدود لأن الجمعية السورية لمكافحة السرطان ستتحمل نفقات علاجه.
يتضح من الإحصائيات الطبية المتوفرة أن عدد الحالات المرضية بالسرطان يزيد عن 15 ألف حالة سنوياً في سورية، وهو عدد لا يستطيع مركز الطب النووي وحده استيعابه أو التعامل معه، مما يؤدي إلى ما يلي:
- وفاة كثيرين من المرضى دون تلقيهم أيَّ نوع من العلاج.
- عدم التمكن من إجراء علاجات متكاملة للمرضى المقبولين في المركز بسبب كثرتهم.
- اضطرار عدد كبير من المرضى للسفر إلى خارج القطر لتلقي العلاج مع ما يترتب على ذلك من نفقات عالية جداً.
الوقاية من أمراض السرطانات وسبل مكافحتها
تعتمد الوقاية من السرطان على معرفة هوية العوامل المسرطنة ودراسة تأثيرها وآلية عملها وانتقالها بغية استبعاد وصولها إلى الجسم البشري، وتضم هذه العوامل طيفاً واسعاً من المواد الكيميائية والمشعة، مثل: بعض أنواع المبيدات الحشرية والنباتية، وبعض أنواع حافظات الأطعمة والملونات الغذائية، والعوادم والغازات الملوثة للجو، ودخان التبغ، وجزيئات المواد المشعة المتسربة إلى جسم الإنسان عن طريق الجهازين التنفسي والهضمي.
ويلعب نظام الرقابة الوبائية دوراً أساسياً في مواجهة خطر السرطان والوقاية منه، ويعتمد هذا النظام كي يكون فاعلاً على أمرين هما:
- وجود سجل وطني شامل للأورام السرطانية.
- وجود أطلس لتوزع الأمراض السرطانية على مستوى القطر.
أما مكافحة أمراض السرطانات فيجب أن تبدأ من التوعية الجماهيرية والتثقيف المهني، مروراً بحماية البيئة المحيطة والحفاظ على سلامتها ونقائها، وصولاً إلى تقديم الرعاية الطبية والاجتماعية.
كلمة لا بد منها
عندما تكون الدولة غير قادرة على تقديم كل ما يحتاجه مواطنوها من خدمات، تبرز الحاجة ملحة إلى دور قوى المجتمع المدني من جمعيات أهلية وفاعليات اقتصادية وأفراد ناشطين في المجال الاجتماعي لتأمين نوع من التكافل الاجتماعي يساعد على سد الثغرة بين الإمكانات المادية المتوفرة للدولة وحاجات المجتمع. وعلى هذا الأساس، يجب النظر إيجابياً إلى كل فعل اجتماعي خيري صادر عن هذه القوى ودعمه بكل ما هو متاح مادياً ومعنوياً. فمستشفى المواساة ومشاريع الهلال الأحمر وجمعية مكافحة السل والأمراض الصدرية سابقاً، ومشروع مجمع الشام الطبي حالياً تدخل جميعها في إطار المشاريع الخيرية والإنسانية المعبرة عن هذا التكافل الاجتماعي الأهلي، الذي يسد النقص في الخدمات الحكومية. ومن هذا المنطلق، سيكون مفيداً لجميع أبناء هذا الوطن، على هذا النحو أو ذاك، دعم مشروع مجمع الشام الطبي مالياً لاستكمال بنائه وتجهيزه.
وفيما يلي نقدم للقادرين الراغبين في دعم هذا المشروع الأهلي مالياً أرقام حسابات الجمعية السورية لمكافحة السرطان:
حساب الجمعية
سورية - دمشق - المصرف التجاري السوري فرع 5.
21337/306 بالليرة السورية.
842/307 بالدولار الأمريكي.
2183/307 باليورو.