فاز الفنان الفلسطيني محمد عساف (22 عاماً) بلقب محبوب العرب ( اراب ايدول) في برنامج المسابقات الغنائي الاشهر في الوطن العربي حاليا والذي يحمل الاسم نفسه ويبث على فضائية الام بي سي.
وانتزع عساف اللقب الاغلى في مسيرته الفنية, بعد منافسة شديدة مع عدد من اصحاب المواهب العرب على مدى حلقات البرنامج, واستمر في المنافسة الى الحلقة الاخيرة والنهائية لينافس السورية فرح يوسف صاحبة الصوت العميق والقوي والمصري احمد جمال المميز باحساسه المرهف وصوته الدافىء.
والنجم عساف من مواليد (10 ايلول\ سبتمبر 1989 -) في ليبيا ، التي غادرها مع والديه عندما كان عمره 4 سنوات ، فعاش في مخيم خان يونس في غزة - فلسطين، وكان متفوقا في المرحلة الابتدائيّة، كما شارك في الإذاعة المدرسيّة.
وقد تلقى عساف دعم وتاييد ملايين الفلسطينيين والعرب وحظي ايضا بتأييد السياسيين الفلسطينيين كالرئيس محمود عباس الذي هاتفه اكثر من مرة خلال مشاركته في البرنامج. وكذلك رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض الذي واصل دعمه لعساف عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك ووجه اكثر من مرة نداءً للشعب الفلسطيني يقضي بالتصويت ودعم موهبة عساف.
وسلطت العديد من وسائل الاعلام العربية والدولية الاضواء على موهبة الشاب الفلسطيني حتى ان صحيفة "الغارديان البريطانية" نشرت تحقيقا مطولا تناول سر نجاحه، مشيرة إلى أنه استطاع توحيد الفلسطينيين وراءه من أجل تحقيق الفوز. مؤكدة أن ذلك الشاب القادم من أحد مخيمات اللاجئين في غزة سحر مشاهدي "أراب أيدول" بصوته الذهبي، فأصبح من أقرب المرشحين للفوز باللقب.
وذكرت "الغارديان" أن محمد عساف يحصل على دعم هائل من مشاهدي "أراب أيدول" لتقديمه الأغنيات الرومانسية، فضلاً عن تلك التي تدعم القضية الفلسطينية، إذ أشارت الصحيفة إلى حرص عساف على ارتداء الكوفية الفلسطينية في معظم إطلالاته، ليصبح أحد أسباب توحيد الفلسطينيين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والشتات لسعيهم جميعاً إلى إيصاله إلى مرحلة الفوز باللقب.
كذلك ورغبةً من الفلسطينيين في تحقيق الفوز في البرنامج عن طريق ممثلهم عساف، انتشرت الملصقات التي تروج للتصويت لإبن بلدهم في شوارع ومحلات قطاع غزة والضفة الغربية، ولأن البث المباشر لبرنامج "أراب أيدول" مساء كل جمعة وسبت يجذب آلاف المشاهدين وبخاصة في مدينة رام الله, حرص أصحاب المطاعم فيها على عرض حلقة "أراب أيدول" على شاشات ضخمة دعماً منهم لعساف.
في المقابل واجه عساف انتقادات من بعض الجماعات المحافظة في فلسطين، وعلى رأسهم "حماس" التي تعترض على تلك النوعية من برامج المواهب بحجة ترويجها الأساليب والتقاليد الغربية.
وقال شقيق محمد عساف، شادي الذي يعمل سائق سيارة أجرة، رداً على موقف "حماس" من مشاركة أخيه في برنامج "أراب أيدول" :" لم نسمع انتقادات مباشرة لكننا سمعنا أن بعض الشيوخ الذين يلقون خطب الجمعة يعارضون مشاركة أخي في البرنامج ولا يحبونه"، وأضاف: "دائماً هناك من نسميهم بأعداء النجاح".
واعتبرت "الغارديان" أن موقف المنتمين لحركة "حماس" من محمد عساف ليس بالجديد، وذكرت أن عساف الذي بدأ حياته الفنية مطرباً في الأعراس الفلسطينية والحفلات الخاصة كان يواجه دائماً اعتراضات من المنتمين لتلك الحركة، وقالت الصحيفة إنه عندما التقى مراسلها بعساف العام الماضي أكد له الشاب الفلسطيني أنه يتمنى غناء الأغنيات العاطفية لكن وضع بلاده لا يسمح له بذلك، لذا يقتصر غناؤه على الأعمال الوطنية.
وأوضحت الصحيفة أن محمد عساف أكد في اللقاء الذي أجراه مع "الغارديان" العام الماضي أن حركة "حماس" تريد إحباط الفنانين والموسيقيين، وذكرت أنه تم القبض على عساف أكثر من 20 مرة من قِبل مسؤولي الأمن في "حماس" لإجباره على التوقيع على تعهد يلزمه بعدم الغناء، لكنها أشارت إلى أن محمد عساف لم يخضع لتهديداتهم، وكان يصر على الغناء حرصاً منه على إظهار أن الفلسطينيين يستطيعون الغناء بجانب قدرتهم على الكلام والقتال وتبادل إطلاق النار.