تعليم الطفل على الانضباط
تعليم الطفل الانضباط يعني تعليمه التصرفات المسئوله والتحكم بالنفس لأنه مع وجود انضباط مستمر بصوره مناسبة، يتعلم طفلك تحمل مسؤولية افعاله وعواقبها، جيّدة كانت أم سيّئة. ويكون الهدف النهائي من ذلك تشجيع الطفل على التحكم فى كل سلوكياته ومشاعره وذلك يسمى بالمراقبه الذاتيه.
تبعات العقاب الجسدي للأطفال
اظهر عددٌ من الدراسات ان النموذج المؤثر فى حياة الطفل عادة ما يكون احد الوالدين. لذلك، فمن المهم ان تكون تصرفات الاهل نموذجًا لما يرغبون ان تكون عليه تصرفات ابنائهم. إنّ استخدام العقاب البدنى او الضرب المبرح للطفل لمنعه من السلوكيات الخاطئة يعلمه فقط ان العنف من الممكن ان يكون حلًا لأي مشكله.
مشاكل اخرى يتسبب فيها العنف البدني مع الاطفال:
- تدمير العلاقة بين الطفل ووالديه.
- الاضرار بكرامة الطفل، احترامه لذاته، الثقة بالنفس والاحساس بالايجابية.
- احتمالية الاصابة الجسديه او النفسيه.
- فقدان فرصة تعليم الطفل المسؤوليه واحترام الذات عند اساءة التصرف.
- تدمير احساس الطفل بالعدل والإنصاف.
- تأثيرات على المدى البعيد، فقد يصبح الطفل منعزلًا او خائفًا او يستخدم اسلوب البلطجة والعنف.
- قد يلجأ الطفل الى الكذب لتجنب العقاب البدني.
اسباب سوء السلوك عند الاطفال:
يتصرف الاطفال بصوره سيئة للعديد من الاسباب ومنها:
- صغر سن الطفل وبالتالي لا يدرك ان ما يفعله خطأ.
- احساس الطفل بأنه مقهور او غاضب او متضايق ولا يملك وسيله أخرى للتعبير عن مشاعره.
- ان يكون الطفل متأثرًا بتغييرات كبيره فى محيط حياته مثل انفصال الابوين، وجود طفل جديد في المنزل او بداية دخول الطفل إلى المدرسه.
- عدم حصول الطفل على الانتباه الكافي عند قيامه بتصرف جيد.
- احساس الطفل بان الاهل غير منصفين له ويريدون معاقبته.
- احتياج الطفل الى درجة اكبر من الاستقلالية واحساسه بأنة مقيد.
قابلية طفلك على الفهم والاستيعاب
إنّ انضباط الطفل يعني تعليمه التصرفات المقبولة. والقابليه الفكرية للطفل تنمو وتزيد مع الوقت. من الضرورى مراعاة التناسب بين قدرة طفلك على الفهم وبين قدر تعليم الانضباط الذى يتلقاه منك. فالطفل الصغير جدا كالرضيع مثلا لا يستطيع فهم الخطأ من الصواب.
الاطفال تحت 3 سنوات لا يتعمدون اساءة التصرف، هم فقط لهم احتياجات يرغبون بتلبيتها كالجوع والعطش. فهم لا يستجيبون لمحاولة تغيير سلوكياتهم تبعا لعواقب ما يقومون به. لذلك، يجب ان تكرر لهم نفس الرسالة عدة مرات.
حاولي توضيح الاشياء لطفلك بما يتناسب مع مستوى تفكيره ونموه العقلى. كذلك، تذكري أنّ لغة الجسد مهمّة فحاولي أن تنزلي إلى مستوى طفلك جسديًا وأنت تحدّثينه.
روتين يومى لتعليم الطفل
يتعلم الاطفال كيف يتصرفون عن طريق تقليد الكبار من حولهم. يسعد الطفل عند معرفته لما يتوقعه منه الكبار وتنفيذه له بنفس النمط. إلى ذلك يشعر الطفل بالأمان عند معرفته لترتيب احداث يومه مسبقا وما سيفعله فيه. نفس الحال بالنسبة لردود افعال الاهل على تصرفاته، فالطفل يحتاج دائما لمعرفة رد فعل الكبار تجاه تصرفاته وان ردود الافعال سوف تكون دائما عادله وثابتة.
فيما يلي بعض الاقتراحات:
- عوضًا عن معاقبة الطفل على تصرف خاطئ قام به اخبريه بالتصرف الصحيح المقابل الواجب عمله.
- اشرحي له بوضوح التصرفات او السلوك المفضل لديك وتأكي من فهم الطفل لما تريدينه وتتوقعينه منه.
- اذا كنت منبهرة او سعيدة بشقاوة طفلك، حاولي ألا تظهري ذلك على تعابير وجهك وإلا سيعتقد الطفل انك موافقة على هذا التصرف.
- يسعد الطفل بالروتين اليومى الثابت ولكن لا مانع من بعض التغييرات العرضيه فى هذا الروتين.
مثال على ذلك، تناول الوجبات بصفه دائمة على مائدة الطعام، وكنوع من المكافأة والتغيير فى الروتين اليومى للطفل يمكن ان يأكل امام التلفاز.
- تأكدي من انك لا تتوقعين اكثر مما ينبغى من الطفل الصغير، مثال على ذلك، الاطفال الصغار عادة ما يحدثون فوضى أثناء الاكل وذلك نتيجة لان تحكمهم الحركى الخاص بآداب المائدة يحتاج الى وقت ليكتمل .ايضا لا يستطيع الطفل الصغير الجلوس الى المائدة لفترات طويلة، كما قد يرغب الطفل فى معظم الاوقات بتناول وجبته المسائية مبكرا عن موعد تناولها مع الاهل.
- اذا كان من الضرورى تهديد الطفل بعقاب ما، فحاولي ان يكون تهديدك مقبولًا ويستطيع الطفل تحمله. عامة، التهديد يظهر مدى احباط الأهل وتعتبر طريقه غير ايجابيه لتشجيع الطفل على عمل ما نريد .
- يمكنك الطلب من الطفل ان يشارك فى وضع بعض القواعد الخاصة بالأسرة.
توضيح العواقب للطفل
التأديب الجيد هو الذي يعلم الطفل ان هناك عواقب لتصرفاته. من المثالى ان تتبع العواقب الافعال على الفور وان تكون ذات صله بها.
تعليم طفلك العواقب قد يتضمن ان تطلب منه تنظيف فوضى تسبب بها، ترتيب ألعابه عند عدم استطاعته ايجاد لعبة معينة، تمضية بعض الوقت بمفرده عندما تشير تصرفاته انه لا يستطيع اللعب بطريقه مقبولة مع غيره من الاطفال. هذا الوقت الذى ينفرد فيه الطفل بنفسه لكى يستطيع ان يستعيد توازنه ويعود لطبيعته قبل العودة الى اصدقائه ومعاودة اللعب معهم. أو اللعب بمفرده حينما يتعامل بعدوانيه مع اقرانه.
وقت مستقطع للطفل
بالنسبة للطفل، إن تمضية وقت بمفرده قبل ان تتسبب سلوكياته بإحراج نفسه او اغضاب والديه تعد فرصه قيمة للتأمل الذاتى. تناسب هذه الطريقه الاطفال الاكبر سنا طالما ان الطفل لا يحس انه مجروح او يحس بالإهانة او الاحراج .كلما كبر الطفل تحت توجيه وإشراف وتأديب سوف يتعلم ان يتوجه لغرفته من نفسه عندما يفقد السيطرة على أعصابه