المراهقة ومشكلة الاكتئاب
الأم عندما تجد أن ابنتها المراهقة دخلت مرحلة الاكتائب، لابد أن تبدأ في التفكير في البحث عن أساليب مبتكرة لمعاونة ابنتها على عبور هذه المرحلة الحساسة بشكل طبيعي وبدون خسائر.
من الطبيعي أن تمر الفتاة في مرحلة المراهقة بحالات متباينة بسبب اضطرابات في الهرمونات وكذلك بسبب تقلبات في المزاج النفسي نابع من عدم القدرة على التكيف مع الخروج من مرحلة الطفولة والإقبال على مرحلة الشباب.
والأم التي تهتم بابنتها وتحرص على مصلحتها ولا تنشغل عنها بأمور أخرى تعتبرها أكثر أهمية في حياتها لا يجب أن تجزع عندما تشعر أن فتاتها بدأت في نوبة من الاكتئاب والملل والضيق من الحياة حولها، وبدلاً من هذا الجزع يجدر بالأم أن تبادر بالتفكير في خطوات عملية ملموسة تساعد من خلالها ابنتها على تخطي هذه المرحلة.
أولاً: كوني لها صديقة
أصعب مشكلة تواجهك عندما تصاب ابنتك بالاكتئاب هي رفضها البوح بما في داخلها وشعورها بأنه لا يوجد من سيفهمها أو يتعاطف منها وفي الوقت نفسه أنت لا يمكنك أن تقدمي أي عون لها طالما أنها في حالة الانعزال والتقوقع حول ذاتها، والسبيل الوحيد هو أن تعملي على كسب صداقتها ولكن بأسلوب غير مباشر لأن السلوب المباشر في التقرب منها قد يدفعها إلى العناد والرفض المبدأي، أما الأسلوب غير المباشر فهو أن تشعريها باحتياجك أنت لها رغم أنك الأم فتبدأي بأخذ رأيها في موضوعات تخصك وتصطحبيها معك في أمور تتعلق بحياتك الشخصية، حتى تكتسبي ثقتها يومًا بيوم.
ثانيًا: حاولي تفهمها بعقلك
ليس معنى أن ابنتكم المراهقة تعاني اكتئابًا نفسيًا أنها لا تمر بأزمة معينة في حياتها تستدعي منك استعمال عقلك وتفكيرك لمساعدتها على التغلب على هذه الأزمة، وذلك لا يمكن أن يتم إلا إذا كنت حريصة على تفهم مشكلة ابنتك بدلاً من الميل لإصدار الأحكام عليها، وتذكري أنك في يوم من الأيام مررتي بنفس هذه المرحلة بكل أعراضها، وهو ما يعني أن المشكلة لا تكمن في شخصية ابنتك بقدر ما هي سمات تلك المرحلة نفسها، وهذا التفهم يجعلك لا تصبين انتقاداتك على ابنتك وشخصيتها بقدر ما تكونين حريصة على منحها مفاتيح التعامل مع المشكلة التي تعترضها.
ثالثًا: التزمي فيض الحنان
لابد أن تحيطي ابنتك في حالة الاكتئاب بنبع متدفق من الحنان والعاطفة الصادقة، فأنت أمها التي تحبها أكثر من كل البشر وبالتالي لابد أن تترجمي هذه المحبة في صورة دفقات من الحنان والاحتواء العاطفي لأنه من الأهمية بمكان ألا تبحث ابنتك مضطرة عن صدر حنون تفرغ عنده مشاعر الاكتئاب التي تعاني منها، ومن ثم احرصي على أن تكوني أنت هذا الصدر الحنون لابنتك المراهقة.
رابعًا: قدمي الدعم المعنوي
عندما تتصرف ابنتك المراهقة وهي في حالة الاكتئاب قد تصدر عنها بعض السلوكيات والتصرفات غير المقبولة وهنا يأتي الاختبار الحقيقي أمامك كأم هل تقمعينها وتواصلين انتقادها والحكم عليها بقسوة؟ أم تساندينها وتغطين على أخطائها وتشعرينها بأنك تقفين معها في صف واحد وتتعاملين بروح الفريق وتدركين أن سلوكياتها غير المقبولة لها ما يبررها ويمكن علاجها بحكمة.