الاحترام عند الاطفال وطرق تعويدهم
من
الأمور شديدة الأهمية في تربية الأطفال تعليمهم احترام الآخرين، وفي عالم
اليوم الذي يتسم بثورة هائلة في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات أصبح كثير من
الآباء والأمهات يغفلون ضرورة أن ينشا الأطفال متحلين بميزة احترام
الآخرين لاسيما الأكبر سنًا، نظرًا لأن عوامل كثيرة أصبحت تتدخل في تربية
الأطفال وغالبها لا يخضع لمعايير أخلاقية محددة.
إن
مفهوم احترام الآخرين هو المفهوم الأكثر أهمية في مجال التربية بسبب أن
الاحترام هو القيمة الأولى التي يمكن من خلالها بناء قيم أخرى مهمة مثل
المجاملة والشفقة والهدوء والتهذيب والحكمة، وفي غياب غرس قيمة احترام
الآخرين في نفوس الأطفال نكون قد وضعنا أبناءنا في دائرة خطر قد تلازمهم
طوال حياتهم.
والسؤال
الآن هو عن كيفية نجاح الوالدين في غرس قيمة احترام الآخرين في وجدان
الأطفال، ويمكن تنفيذ مثل هذا الهدف من خلال عدة إجراءات.
أساليب غرس قيمة الاحترام داخل أطفالك:
1- عندما نجد الطفل يحاول مقاطعة الحديث بين الكبار يمكننا أن نذكره بأن هذا يعتبر نوعًا من الوقاحة وأنه يجب على الطفل انتظار اللحظة المناسبة للتدخل في حوار الكبار.
2-
من النصائح المهمة كذلك تعليم الأطفال كيفية التصرف بشكل لائق عندما
يكونون متواجدين في منزل الجد أو الجدة أو أحد الأقارب أو الأصدقاء،
والتأكيد على ضرورة التصرف بأسلوب مهذب سواء في الأماكن العامة أو في منازل
المعارف، ومثل هذه السلوكيات وغيرها لابد من تعليمها للأطفال بشكل سريع
باعتبارها أمورًا بديهية ولا مجال لتناسيها.
3-
حتى تستطيعي كأم أن تعلمي أولادك مبدأ الاحترام يجب عليك أنت أولا أن
تتعاملي أمامهم مع الآخرين باحترام كما يجدر بك أن تعامليهم هم أنفسهم
بدرجة معينة من الاحترام، لأن أفضل أسلوب لتعليم الأطفال هذه القيمة
الأساسية هو أسلوب التعليم بالقدوة، فكلما رأى الأطفال أنك تعاملين والدهم
باحترام بالغ سيبدأون هم بطبيعة الحال في احترام والدهم وتوقيره وإعطائه
الهيبة التي يستحقها والعكس صحيح، وكلما كنتي قادرة على أن تتعاملي بدرجة
كبيرة من تقدير أطفالك والاستماع إليهم بطول بال وصبر واحترام وجودهم
واختياراتهم في الحياة كلما أشعرهم ذلك بأنهم لابد وأن يحترموا الآخرين
المحيطين بهم بنفس النسق.
4-
عندما يتحدث إليك طفلك في أمر يهمه احرصي كل الحرص على الاستماع إليه
بانتباه واهتمام وذلك بأن تبتعدي عن التليفزيون أو عن أي ما يمكن أن يشغلك
إذا حاول طفلك أن يبدأ معك حديثًا معينًا ولا تكتفي بذلك بل حاولي أن
تتفاعلي مع طفلك بكل ما تستطيعين من تركيز لأن مشاعرك وانفعالاتك في هذا
الوقت ستجعل الطفل يرى بعينيه وقلبه أنك تحترمينه بشكل كبير وهذا سيكون من
أهم الأسباب التي تغرس في داخله معنى احترام الآخرين.
5-
انتهزي كل فرصة ممكنة لخلق مجال حوار مع أطفالك فمن خلال حديثك معهم عن
الثقافات المختلفة والشخصيات المختلفة والأنماط السلوكية السائدة في
المجتمع ومن خلال إيجاد هذه البيئة الفكرية التي تتسم بالانفتاح المدروس
سيكون من السهولة بمكان إقناع أطفالك بأن الآخر يستحق كل الاحترام وأن تنوع
الأفكار والثقافات لا يجب أن يكون سببًا في قلة الاحترام.
6-
احرصي على بناء شخصية طفلك بصورة سوية لأن الطفل عندما يكون راضيًا عن
نفسه يكون على الأرجح أكثر قدرة على احترام الآخرين، وكلما استطعتي أن
تشعري طفلك بالإنجاز الذي يحققه على كل المستويات كلما ساهم ذلك في أن يكون
الطفل نفسه راغبًا في تقدير ما يقوم به الآخرين وعدم احتقار أي تفوق أو
تقدم يحرزه الآخرون.