خفقات قلب
لا تسألنَّ عن الذي
قَدْ ضاقَ عنه بنو البَشَرْ
طعنوه خنجرَ غادرٍ
إذْ كانَ جسرَ العِزِّ في ليلِ السَّفَرْ...
ثُمَّ ارتقى برفاتهِ
بِدَمٍ يثيرُ الأرضَ من عَبَقِ الحياةْ
جِسْرًا إلى أَرَجِ الزَّهَرْ
يبني لنا سورَ العقيدةِ والمنى
حيثُ اندثرْ
وحواصلُ الطَّيرِ المغرِّدِ نَشْوةً
في جنةٍ خضراءَ تزهو بالثَّمَرْ
رَحُبَتْ بروحِ مجاهدٍ
قَدْ ضاقَ عنه بنو البَشَرْ
* * *
خفقاتُ قلبٍ للشَّهيدْ
أرسلتها عبر البريدْ
يا للحياةْ !
هل طاب بعد اليوم عيدْ ؟!
إلا بقلبِ القدسِ.... أَوْ
حورٍ ينالُ رِضابـَها
جوفُ الشَّهيدْ
يا ليتَنا نخطو على آثارِهِ
خطوًا عزيزًا سامقًا
خطوًا يجاوزُ قَيْدَهُ
خطوًا ينيرُ طَريقَهُ
دينٌ يُحَطِّمُ كُلَّ ظُلْمٍ مِنْ حَديدْ
* * *
في نَحْرِ ذُلِّ العَيْشِ عَشْعَشَ سَيْفُهُ
سيفٌ يُكَبِّرُ رَبَّهَ
سيفٌ ينادي غِمْدَهُ:
(ما نمتُ فيكَ لأرتويْ
ماءَ الجهادِ وعزَّهُ)
فيجيـبهُ الغمدُ الغَضوبُ بصوتهِ:
(لا ترجِعَنَّ ونَمْ بأوردةِ المَذَلَّةِ ذابحًا
سبتَ المنجّسِ نائحًا
مَنْ أجلِ محرقة ِ اليَهودْ
عجبًا وهَلْ نامَتْ جُفونكْ ؟!
لا ترجِعَنَّ إليَّ إلاّ...
أنْ يعودَ المسجدُ الأقصى المُضَرِّجُ بالقيودْ).
* * *
لا تسألنَّ عَنِ الذي
رضعَ التُّقى منْ أُمِّهِ
مَعَ أنَّه ارتشفَ النَّوى مِنْ قَوْمِهِ
مِنْ كَأسِ نارٍ مِنْ صديدْ
عَشِقَ المنونَ مُلَبِّيًا.....
حتى ترجَّلَ فارِسًا
هزَّ البسيطةَ عشقـُهُ
قد ألقمَ الذلَّ الحجارةُ من بعيدْ
يا ليتنا نخطو على آثارِهِ
خطوًا عزيزًا سامقًا
خطوًا يجاوزُ قَيْدَهُ
خطوًا ينيرُ طَريقَهُ
دينٌ يُحَطِّمُ كُلَّ ظُلْمٍ مِنْ حَديدْ