BSMA AL SHAM
الجنس :
عدد المساهمات : 45
العمر : 30
| مابـيـن الـحـب والـخـوف ؟ |
| بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإسلام قضية كونية، الإسلام أعظم من إن يكون متعلقا بشخص أو جماعة معينة أو حتى بالبشر كلهم. الإسلام قضية الوجود كله، إنه شأن الوجود في كل زمان ومكان.
الإسلام هو الاستسلام، وليس هو استسلام المقهور للقاهر بل هو استسلام المحب للحبيب. ولقد خير الله رب العالمين البشر في ذلك الاستسلام ولم يفرضه عليهم بالاكراه والقوة (وهو الله الواحد القهّار) حيث قال سبحانه وتعالى:
[وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ] – سورة الكهف –
وأما في شأن المخلوقات (من غير البشر) فإنها أبت إن تختار أصلا واستسلمت لربها، إذ يقول الرب الجليل:
[إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ] - سورة الأحزاب –
إنها اختارت على أن لا تختار ألا ربها مطلقا ولذلك فهي مستسلمة طوعا وابتداء، ويقول الخلاق العليم:
[ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ] – سورة فصّلت –
إن الوضع الطبيعي لكل علاقة صحية سليمة في الحياة هو سيادة الحب عليها وهذا هو حال العلاقة الوثقى والمثلى بين العباد ورب العباد، وأني أرى إن الله قد خلقنا من اجل هذا الحب المقدس بينه وبين عباده. ويقول العليم الحكيم:
[وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿56﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿57﴾ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴿58﴾ ] - سورة الذّاريات –
وهكذا فإنه سبحانه وتعالى لم يخلقنا لأنه يحتاج إلينا أو لكي يكمل بنا نقصا يعاني منه (معاذ الله) فهو وحده له الكمال المطلق، ولكنه خلقنا لكي نعبده. وإن أعلى مراتب العبادة هي الحب الأعظم (الحب الطوعي الذي يتجه إلى الحبيب الأعظم لكونه أهلا لذلك الحب)، وان تلك العبادة الفضلى هي التي وصفها الإمام علي (رضي الله عنه ) بأدق وصف حيث قال عنها بأنها (عبادة الأحرار).
ذلك هو شأن (الإسلام الحق). انه القضية الكونية الكبرى التي يرعاها الله ويحفظها (ولو تخلى عنها كل البشر).
و هؤلاء اللذين ينصبون أنفسهم وكلاء لله على وجه الأرض فيقتلون ويعذبون ويرهبون ويكرهون الناس باسم الله (بهتانا أو جهلا) على ما لم يكرهم الله عليه إنما يفسدون في الأرض ؟
(في حين إنه هو خالقهم والعليم بما يصلح أحوالهم)، إن هؤلاء إنما يزرعون الخوف حيث ينبغي إن تنثر بذور الحب، ويحاولون إن يسكتوا نسائم الجنة بلهيب وأزيز السعير.
إن المعركة القائمة الآن في وسطنا ومن حولنا يمكن اختصارها بكل بساطة ووضوح بأنها معركة بين (الحب) و(الخوف).
فأينما وجد الحب ، ستجد الأيمان والقلوب الآمنة المطمئنة ، ولن يجعل الله للخوف على الحب سبيلا، لإن الحب أساس الخليقة. والحمد لله رب العالمين.
| |
|
broken.heart
الجنس :
عدد المساهمات : 318
العمر : 29
| رد: مابـيـن الـحـب والـخـوف ؟ |
| | |
|
BSMA AL SHAM
الجنس :
عدد المساهمات : 45
العمر : 30
| رد: مابـيـن الـحـب والـخـوف ؟ |
| | |
|
جامعة الكل
الجنس :
عدد المساهمات : 20616
العمر : 59
| رد: مابـيـن الـحـب والـخـوف ؟ |
| الف شكر الك يابسمة الشام نورتي حياتي سلمتِ وسلم نبضكِ وقلمكِ ياغالية ووردي ودي | |
|
سحر الشرق
الجنس :
عدد المساهمات : 2953
العمر : 48
| رد: مابـيـن الـحـب والـخـوف ؟ |
| جزاكي الله خيرا موضوع رائع كروعتك عزيزتي دمتي براحة بال | |
|