مثلة مصرية سينمائية، اسمها مريم محمد فخر الدين، مولودة في الفيوم، من أم مجرية وأب مصري ، عام 1931 حصلت على بكالوريوس المدرسة الألمانية، وفازت عن طريق مجلة "إيماج " الفرنسية بجائزة أهلتها لأن تقوم بدور البطولة في فيلم "لقيطة"، تزوجها المخرج محمود ذو الفقار وأصبحت قاسمًا مشتركًا في أفلامه وأنجبت منه ابنته إيمان، وبرزت في أفلام مع فريد الأطرش، وفي "رد قلبي". قامت بدور الفتاة المظلومة والرقيقة، وفي الستينيات ابتعدت عن السينما وسافرت إلى لبنان، وتزوجت من المطرب السوري فهد بلان، وعملت معه في بعض الأفلام، وبعد الانفصال عادت إلى مصر . وبدأت تعمل في أدوار الأم وتزوجت مرتين بعد ذلك، وظلت تعمل بدون انقطاع. تجيد التحدث بخمس لغات، وقد قامت بإنتاج ثلاثة أفلام هي: "رنة الخلخال"، "رحلة غرامية"، "أنا وحبي".
مشوارها كما ترويه هي:
في منزلها الأنيق المطل على حديقة حيوان الجيزة جرى اللقاء.. تجلس باسترخاء بجانب المدفأة و أمامها التليفزيون موجه على قناة الجزيرة تتابع الأحداث باهتمام بالغ.. بادرت بسرد آخر الأحداث و موقف الأسرى الإنجليز و الأمريكان في الحرب ضد العراق، ثم بمواقف الفنانين الحائزين على جوائز الأوسكار في الحفلة الختامية و كيفية إعلان رأيهم على الملأ في حفل تسليم الجوائز الختامية لأوسكار ضد سياسة الرئيس بوش..
"كل ما تبقى بسيطة تتفهمي أكثر" بادرت..." الأحمر و الأخضر و الأزرق ، المكياج و عمليات التجميل تضيع الصورة التي خلقنا عليها الخالق..."
"أنا ضد شد الوجه لأن الكراميش اللي ربنا حطها على وشنا حقيقة أجمل من اللي يحطه الدكتور"
"تربيت في بيت مسيحي متطرف و إسلامي متطرف، أبى مسلم من مواليد جدة يصلى و يقيم السنة و النوافل"
"أنا أحب أكثر أن يعرف الناس مريم فخر الدين الانسانة عن النجمة.. أنا فخورة بنفسي كانسانة.. محمد ابني كان بالصدفة يحضر حوار لي في إحدى القنوات الفضائية، و حين سأل عن رأيه في أجاب: أنا لا أعرف إلا مريم أمى التي تلف لي ورق العنب و المحاشى.."
هي مريم محمد فخر الدين،أو مريم فخر الدين، لقبت بملاك الشاشة، تربعت على عرش النجومية في عصر السينما الذهبي،درست بمدرسة الراهبات و كانت تدرس الدين المسيحي تقول مريم "كنت أقوم بأداء جميع المناسك حتى المناولة و الاعتراف..و ده أكثر من ماما المسيحية، حتى أخويا يوسف كان يدرس بمدرسة الفرير و كان مطرب معتمد في الكنيسة.. في سن 12 سنة التحقت بالمدرسة الألماني، في ذلك الوقت لم تكن المدرسة تدرس الدين الإسلامي، فأوراقي تفيد بأني مسلمة، فلم أعد أحضر الدروس الدينية.. " وعت مريم أنها مسلمة لكنها لم تكن تعرف حينئذ ماذا تفعل لتكون مسلمة لصغر سنها، تقول مريم "كنت أظن أن الصلاة للرجال مش الستات. كنت أكلم ربنا كانسان يطلب المساعدة من ربه .. أقول لربنا أنا زعلانة أنا فرحانة.. يارب الفيلم ينجح... تجوزت و خلفت و ظللت أكلم ربنا بطريقتي.. ثم كان فيلم الأرض الطيبة.. و كان الحوار يستدعى أن أقرأ الفاتحة لسيدي الدكرورى.. و أنا لا أعرفه و لا أحفظ الفاتحة.. من 240 فيلم اشتغلتهم لم أحفظ حوار واحد إلا الفاتحة.."
"و أنا عمري 50 سنة، بعد أربع زيجات.. كان المعروف عنى لأزواجي إنني انسانه أعد من واحد لخمسة أكون استغرقت تماما في النوم.. ذات مرة استيقظت من النوم الساعة الثانية صباحا.. مقررة أن أصلى بالطريقة الإسلامية.. لم أكن أعرف كيف فقط رفعت يدي من وراء الأذن كما كنت أرى الناس يصلون و ركعت و سجدت و أنا أقرأ الفاتحة فقط.. لأنني لم أكن أعرف غيرها.. كررت ذلك عشرين أو ثلاثين مرة.. ثم نمت.
اليم التالي اتصلت بشادية و هي سلفتى و صاحبتي، و زميلتي و جارتي.. و قصصت عليها ما حدث.. فأرسلت لي كتاب المسلم الصغير.. قرأته ثلاث مرات ثم فوجئت باتصال تليفوني من الشيخ شعراوى، كانت شادية قد حكت له ما حدث معي.. بادرني الشيخ شعراوى بسؤاله: عايزة تصلى دلوقت؟ أجبته نعم فقال لي: اتوضى.. و شرح لي.. فأجبته: أخذ دش أحسن.. قال لي لو نسيت كيفية الوضوء فأثناء الدش عليك أن تقولي أشهد أن لا اله إلا الله.. بالنسبة للصلاة فعليك حفظ بضعة آيات صغيرة بآخر المصحف الشريف.. و بالفعل حفظت الآيات و بدأت الصلاة عدا التشهد حيث أنها لم تكن موجودة بالمصحف الشريف.. كنت أرى إنني يجب أن أكون أمينة مع نفسي، فالتشهد ليست بالقرآن بالتالي لن أتلوها..
ظللت على هذا الحال لمدة الصيف كله، كنت أخذ دشا قبل كل صلاة.. ثم جاء الشتاء ووجدت عناء في ذلك فوجدت أن الوضوء أفضل لي..
ثم تليفون من حماة إيمان ابنتي، قصت على قصة الإسراء و المعراج، وجدته سيناريو رائع و مقنع.. و حفظت التحيات لله و منذ ذلك الوقت 20 سنة و أنا لا يفوتني فرضا في عز البرد أقوم أتوضأ الساعة الثالثة فجرا لأقرأ القرآن و أصلى الفجر.. ثم أنام.."
" الكلام يجرح أكثر من الضرب" تقول مريم، فوالدتها مجرية و والدها مصري، كانت لغة الحوار بينهم الألمانية.." كانا كثيرا ما يتشاجرا و كان كل منهم يتوعد الآخر و يوبخه بلغته، ثم بعد فترة وجيزة يقبلان بعضهما.. أظن لو أن أي منهما عرف ما ورد على لسان الآخر من توبيخ لكانت المشكلة تفاقمت
"من الصح و من الغلط" الأب محمد فخر الدين كان فلاحا متعصبا تقول مريم "كان ممنوع على أن أرد على التليفون أو ألبس مايوه بعد بلوغي 12 سنة..كان والدي يأمر و أمي تنفذ كأنه أمر عسكري!"
"المسيحي و المسلم" تقول مريم " أنت مالك.. أي حد ماله كل واحد صح بطريقته.. كل واحد يعرف الصح بتاعه.. من أنا علشان أحكم أو أكفر الناس..أنا لا أحاكم المسيح أو سيدنا محمد ربنا وحده له الحكم"
كان دخول مريم فخر الدين مجال الفن قصة طريفة.. كانت مريم قد ذهبت في صحبة أخيها و والدتها لمشاهدة فيلم ذهب مع الريح، و كانت تبكى على كل مأساة في الفيلم، الحرب، الوداع، الموت.. فأوضحت لها والدتها أن هذا مجرد تمثيل و أن من يموت في هذا الفيلم قد يحيا في فيلم آخر و يتزوج.. و أن الموضوع كله (كده و كده).. تقول مريم "أعجبتني قوى كده و كده، أحب عبد الحليم، أتجوزه، فريد الأطرش يموت، ثم أحب عماد حمدي .. فعلا على الإنسان أن يحيا لعبة الحياة يلعبها.. كل شئ قد يكون كده و كده في حدود المعقول و أنا آسفة على بعض الزملاء اللي منذ بلغوا خمسين سنة يمثلون أدوار ذوى العشرين سنة.. دى كدبة جامدة قوى، ممكن أكون ثلاثين سنة و أمثل دور واحدة في العشرين دى تبقى معقولة شوية.. المهم قصة دخولي الفن كانت بالفعل غريبة جدا كنت أريد أن أتصور صور فوتوغرافية، و طبعا لأن والدي كان متحفظا كان ذلك ممنوع.. تكرر طلبي و استجدائي لأمي حتى وعدتني باصطحابي لمصور في عيد ميلادي الذي سيتوافق مع سفر والدي الذي كان يعمل مهندس ري النيل، و ذهبنا للمصور الذي سألنا إن كنا نطلب الصور لدخول مسابقة فتاة غلاف مجلة أيماج الفرنسية..علمنا من المصور انه إذا كانت الصور لأجل دخول المسابقة فالستة صور مجانا أما إذا كانت الصور خاصة فبخمسة جنيه! خمسة جنيه في الوقت ده مبلغ ممكن تتجوزي بهم و كمان يتعمل بهم حفلة و نمر.. فوجئنا بعد مضى شهرين بجواب في البريد استلمه والدي و به مبلغ مائتان و خمسين جنيها مصريا لفوزي بالمسابقة.. و كانت مفاجأة و علقة ساخنة لأمي .
بما أن والدتي كانت مجرية فكان لها أسلوب في التربية، لما كنت أطلب منها مصروف علشان المدرسة، كانت تسألني تعملي به إيه، كنت أرد عليها أشترى كوكا بتعريفة زي زملائي، كان ردها: طلب المصروف ده شحاته، تأخذي فلوس من غير ما تعملي حاجة ليه، إذا كويتي مريلة المدرسة بتاعتك ممكن تأخذي فلوس المكوجى يعنى التعريفة..
أصبحت أكوى مريلتي، و قميص بابا، علشان يكون معايا مصروف كبير، احترفت المكوة لدرجة إنني أصبحت باش مكوجى البيت و كنت أول ما أشوف بابا أقول له اخلع القميص علشان أكويه..
أذكر انه حين كنت أصور فيلم رد قلبي كان الجميع ينادوني برينسس انجى، و كانت الجرائد و المجلات تتناول تحركاتي الأميرة انجى راحت، جت.. المهم في وسط كل هذه الشهرة كانت أمي تطلب منى أن أحضر لها أكلات بيدي، رغم وجود خمسة خدامين، اثنين داده و سفرجى و طباخ.. والدتي علمتني أن الست لازم تعرف كل حاجة في البيت..
الفنان أحيانا يعنى انفصاما في الشخصية.. أحيانا يختلط عليه الأمر هل هو نفسه أم انه الشخصية التي يمثلها.. أذكر يوم أن قال لي الطبيب انه سيجرى لي عملية استئصال كليتي.. كان وزنها ثمانية كيلو.. المهم حدد الدكتور ميعاد العملية اليوم التالي أي بأقصى سرعة.. لم أشعر بقلق أو أدنى خوف في حين أن ابني محمد كان يبكى، كل ما شعرت به أن عماد حمدي يجرى لي عملية في فيلم من الأفلام..
حتى الزواج كل زيجة أشعر إنها فيلم مش حقيقة.. عمري ما زعلت أو فرحت في جواز أو طلاق.. كله بالنسبة لي كده و كده.. لقد لعبت حياتي ..
عمري ما قلت لا لوالدي أو والدتي، كنت أجيد ستة لغات، العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، المجرية، .. ، كان أجرى في أول فيلم 1000 جنيه، ثم طلب أبى أجر أعلى 1500، ثم 2000، ثم 2500 ، ثم 3000 جنيه!! ذلك الرقم هو ما جعلني أتزوج محمود ذوالفقار.. كنت لا زلت قاصرا 17 سنة، كانت كل عقودي يجريها أبى لأني قاصرة، و كان يقول لا على أكثر من بند في الفيلم ممنوع قبلات...
ممنوع لبس مايوهات.. كان يرى إنني يجب أن أكون مثلا أعلى لبنات جيلي.. المهم حضر محمود ذوالفقار للاتفاق مع والدي على أجرى لبطولة فيلم من إنتاجه و إخراجه.. و طلب منه والدي 3000 جنيه.. محمود قال لنفسه امال لما أتجوزها أدفع كام.. و فكر محمود و تقدم للزواج منى.. سألني والدي عن رأيي..قلت ممكن أشوفه؟ المهم شفته، راجل شكله شيك، طول و عرض مش بطال زائد أناقة.. هو أكبر صحيح بثلاثة و عشرين سنة.. لكنه بمجمله مقبول.. و قدم لي محمود مهر 300 جنيه .. اشتغلت بهم فيلم الشك القاتل ببلاش!! كما ذكرت قبلا قبل الزواج حين كنت تحت رعاية والدي، أي مبلغ كنت أتقاضاه كان والدي يحتفظ به حتى أبقى تحت طوعه و حتى لا تفسدني الفلوس.. و حين تزوجت و أصبحت في عصمة رجل أعطاني والدي المبالغ التي كان قد ادخرها لي..في حياتي كلها لم أرضى برفقة رجل أبدا، فقد تربيت تربية سليمة.. لا أتمادى في علاقة بدون زواج على سنة الله و رسوله و قد ربيت ابنتي على ذلك..عمري في حياتي ما جريت وراء رجل أو فلوس أو شغل.. أنا أحترم ذاتي ونفسي..
خمسة و تسعين سنة و الوالدة عايشه ماتت منذ سنتين فقط.و حين توفت فعلت كما أوصت هي تماما، خشب و صليب.. و قراءات.. كنا دائما أعمل حساب لأمي.. على الرغم من إنني كنت أؤدي جميع الشعائر في رمضان... .. كنت لا أنسى أمي في الكريسماس، لأجلها كنت دائما أشتري و أزين شجرة الكريسماس. و لازلت أفعل ذلك بعد رحيلها. أذكر أن أمي حين علمت بذهابي لأداء العمرة.. قالت لي، نصرتك ثلاث مرات كيف تكوني مسلمة.. أجيبها بأنه أمر الله.. لازلت أسمع الأغاني المجرية.. نسبة إلى أصل والدتي، أشعر حين أسمعها إنني في حضن والدتي. على صدرها..
للغات.. مهمة جدا.. أهميتها في فهم الناس.. .أن اللغة هي الثقافة .. و هي مفتاح الحضارات.. لإجادتي ستة لغات لا أحس بالملل أبدا.. فلو إنني قضيت العمر كله في حجرتي لن أتضايق أبدا، فأنا أستمتع بالتنقل في القنوات الفضائية، الفرنسية، الألمانية، المجرية و غيرها.. أقرا لكتاب بلغتهم.. مهما كانت الترجمة دقيقة فاللغة الأصل لها معنى و متعة خاصة..
أهوى جمع الجنيهات الذهبية.. فأنا أجد فيها التاريخ.. عندي جنيهات ذهبية للويس السادس عشر و الثامن عشر.. تاريخ الأمة في هذه الجنيهات.
أحب الطبيعة و الطيور، كان عندي أسراب حمام، الآن عندي بطة أربيها بالبيت معي.. تعامل الإنسان مع الحيوان متعة.. لي علاقات عامة عديدة أسعد بها..
أحيانا كثيرة أقرأ و أتمعن في القرآن رغم إنني بدأت الصلاة و أنا في الخمسين من عمري.. أجد و أتأمل الآيات.. فكلمة "مثقال ذرة" أي أصغر من البرغوث.. يا سلام إعجاز,, أحيانا أشارك شادية جارتي في قراءة القران.. شادية جارتي و صديقتي تختم القرآن كل ثلاث أيام.. كذلك الدين المسيحي به معجزات.. فتخيلي رغيف عيش و أربع سمكات تكفى أربعين فردا.. معجزة أنا أؤمن بالمعجزات.. كما أن الدين فلسفة.. فتأملي المعنى، "اللي يضربك على خدك اليمن أعطيه خدك الشمال.. إنها فلسفة مسيحية.. تأملي الجزء الخاص بالميراث في الدين الإسلامي.. كله تنظي