في التاسعة والنصف مساء اليوم يلعب المنتخب الوطني لكرة القدم مع نظيره السيراليوني بإستاد القاهرة في بداية مباريات المجموعة السابعة للتصفيات المؤهلة لكأس الامم الافريقية2012 المقرر اقامتها في غينيا الاستوائية والجابون,
ويدير المباراة طاقم تحكيم سنغالي بقيادة بداردياتا. نعم.. هي ضربة البداية علي ملعب المنتخب الوطني ووسط جماهيره بحثا عن بطاقة التأهل الوحيدة في هذه المجموعة التي تضم ايضا جنوب افريقيا والنيجر, وكلما كانت البداية قوية, ابتعدنا عن الحسابات المعقدة التي اعتدنا الدخول فيها دائما عند اللعب في مجموعات بأي تصفيات ونعود بعدها لنقول: يالها من مجموعة اشبه بمجموعات الموت!!
اللعب مع سيراليون اليوم ليس سهلا كما يتوقعه البعض, لاسيما انه منافس غامض ومجهول من ناحية, وربما يلعب بشكل عشوائي يتوه معه لاعبو منتخب مصر, ومن ناحية اخري فإن هناك صعوبة ثانية تتمثل في اهمية الفوز وبعدد وافر من الاهداف فهل نحن قادرون علي ذلك في هذا التوقيت ؟!
عموما.. فأن الجهاز الفني للمنتخب الوطني وكل المسئولين في اتحاد الكرة لسان حالهم يحمل طمأنينة كبري فيما يتعلق بنتيجة مباراة الليلة, ونحن معهم وكلنا ثقة في لاعبي المنتخب الوطني رغم معاناة الاهلي والزمالك هجوميا وبالتالي خلا خط هجوم المنتخب من اي مهاجم ينتمي للقائمتين, فكانت الوجوه الجديدة القادمة من انبي وحرس الحدود والاسماعيلي, كأول مباراة رسمية لهم, ولكن هذا لايقلل من امل الجميع في تحقيق الفوز, والبداية الطيبة التي تأملها الجاهير المصرية, لاسيما ان الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة يري انه استعد جيدا وسط اجواء رمضانية روحانية, وجاهز للمباراة.
ولم تعد هناك اسرار في كرة القدم بالرغم من السرية التي يفرضها حسن شحاتة المدير الفني علي معسكر المنتخب, وعزوفه المستمر عن الحديث لوسائل الاعلام حتي وان كان هو بنفسه صاحب تحديد موعد للالتقاء بهم, ولهذا اعلن رفاقه من قبل عن اللعب اليوم بطريقة4 ـ2 ــ3 ـ1 وهي نفس الطريقة التي ادي بها الفريق في مباراته امام الكونجو الديمقراطية وديا خلال الشهر الماضي وبالتالي فالشكل المتوقع واضح ولايحتاج لمزيد من التحليل او التفسير عن تحولات في الملعب او تنقلات من مركز الي مركز, لان كل لاعب ستكون لديه تكليفات معينة ومكان لابد ان يلتزم به في ظل التحذيرات الكثيرة والمخاوف من البدايات برغم الاطمئنان بالتفوق الفني علي المنافس, حيث مازالت مباراة زامبيا في بداية تصفيات كأس العالم الماضية عالقة في الاذهان!!
وبناء علي ماسبق, يتبقي الحديث عن تشكيل البداية في هذه المباراة, وهو بالتأكيد لن يحمل مفاجآت اوتعديلات بناء علي مؤشرات منطقية وواضحة حدثت خلال معسكر الاعداد لهذه المباراة والذي يأتي نسخة بالكربون من سابقه الذي سبق مباراة الكونغو الودية, يضاف الي ذلك ان هناك عناصر اساسية لايمكن الاستغناء عنها في تشكيل البداية مادامت حالتها جيدة, خاصة وائل جمعة ومحمود فتح الله في خط الدفاع وسيد معوض ناحية اليسار واحمد المحمدي في اليمين وخاصة ان عصام الحضري سيحرس المرمي وفقا لما اعلنه مدربه احمد سليمان.
وبناء علي رغبة شحاتة في اختياره حسام غالي رغم الايقاف الافريقي واحمد فتحي الذي تم علاجه من الاصابة, فمن المؤكد ان يعتمد عليهما في قلبي الوسط المدافع لانه جربهما وفقا للطريقة التي يلعب بها في المباراة الودية التي كانت استعدادا لسيراليون, والا لماذا اصر علي احضارهما؟!
وبالتالي يتبقي الحديث في تشكيل البداية عن اربعة لاعبين احدهما مهاجم وسيكون بنسبة كبيرة احمد علي مهاجم الاسماعيلي, والثلاثة الآخرون الذين سيلعبون خلفه احدهما ابوتريكة والآخران سيكونان من بين احمد حسن وجدو ووليد سليمان.. اي ان الحسبة سهلة والرؤية واضحة, ويتبقي ان نري فقط المستوي والاداء ونسعد بالنتيجة ولكن ماذا عن المنافس السيراليوني ؟!
اي مباراة في كرة القدم هي منافسة بين فريقين وليس طرفا واحدا, وبالتالي لابد من النظر بوضوح للمنافس حتي وان كان مغمورا ومجهولا بالنسبة لنا ولايحمل تاريخا يكافيء تاريخ الفراعنة, ولكنه لديه طموح وامامه90 دقيقة سيلعب فيها وقد تشهد صحوات له بقدر ماتحظي بانكسارات يتعرض لها, والطموح الذي يتحدث به مدربهم كريستيان كول والآمال التي تضعها عليه الجماهير السيراليونية مع لاعبيه قد تدفعهم للتحول الي منافس شرس, وان لم يكن فقد يتجه للعشوائية التي تضر من يلعب امامه بكراتها الطائشة ومرور مجريات المباراة بأوقات كثيرة من الملل والسرحان!!
وقد لايختلف كثيرا الامر مع الجماهير المصرية في التعرف علي اسماء لاعبي سيراليون لان غالبيتهم يلعبون بأندية مغمورة في اوروبا لاتحرص الجماهير علي متابعة مبارياتها, وحتي السيرليوني رودني ستراسر لاعب ايه سي ميلان من2007 لايعرفه كثير من المصريين, ولكن لابد من الاشارة الي ان المدير الفني لسيراليون سيعتمد علي اكثر من لاعب محترف امثال كابا سامورا مهاجم اسبريسطا السويدي, والحسن بانجورا( بلاكبول الانجليزي) وعمر بانجورا( هوينفوس النرويجي) وبول كباكا( برشوت البلجيكي وشريف سوما,( جايس السويدي) و كيرلاي كونتيه( البينوليفي الايطالي) وكياناسو كمارا( دينامو الامريكي) وبالتأكيد سيلعب بطريقة4 ـ4 ـ2. وفي النهاية.
سيبقي الملعب هو المسرح الذي يستقبل مباراة الليلة بديكوراتها وموسيقاها التصويرية والكل ينتظر ان تكون قصتها جميلة في بداية عرض سيطوف بعد ذلك بلادا اخري مثل النيجر وجنوب افريقيا و ايضا سيراليون, ويأمل الجميع ان تنجح هذه القصة المصرية الفرعونية حتي تتأهل للعرض في غينيا الاستوائية والجابون عام2012.