منذ عامين، انتشرت ظاهرة مسلسلات الست كوم، ووصل عدد المسلسلات التى عرضت فى رمضان عام ٢٠٠٨ إلى ١٣ مسلسلا مقابل مسلسلين كوميديين عاديين فقط، وتنبأ عدد كبير من صناع الدراما ببداية سيطرة الست كوم على الدراما الكوميدية، وكانت المقارنة بينهما حتى العام الماضى تصب فى صالح الست كوم، فهى مسلسلات قصيرة ليس فيها أى تكرار أو تشابه فى الأحداث ولا يمكن أن تصيب الجمهور بملل، علاوة على أنها كوميدية وتفجر ضحكات الجمهور، أما المسلسلات الطويلة فكانت هى الخاسر فى تلك المنافسة، لاتهامها دائما بالنمطية فى الموضوعات والإخراج والأداء،
ولكن هذا العام تغيرت خريطة الدراما تماما والست كوم الذى كان مسيطرا طوال السنوات الماضية تراجع فى مقابل صعود المسلسلات الكوميدية الطويلة، خاصة بعد أن قدمها هذا العام نجوم السينما الكوميديانات أمثال أحمد مكى وأحمد عيد وأحمد آدم وأشرف عبدالباقى وهند صبرى وسامح حسين ومى كساب، الذين قدموا مسلسلات «الكبير أوى» و«أزمة سكر» و«الفوريجى» و«عايزه أتجوز» و«اللص والكتاب» و«العتبة الحمرا».
فداء الشندويلى، مؤلف «العتبة الحمراء»، أكد أنه شىء طبيعى أن يرتفع مستوى الأعمال الكوميدية الطويلة هذا العام بعد فشل جميع أعمال الست كوم فى العام الماضى باستثناء «راجل وست ستات»، خاصة بعد نجاح مسلسلات «كريمة كريمة» و«عصابة بابا وماما» و«عبودة ماركة مسجلة»، فبعدها قرر المنتجون اللجوء إلى المسلسلات الطويلة والابتعاد عن نوعية الست كوم، وقال: الأعمال الكوميدية بدأت تحظى بنسبة مشاهدة معقولة بعدما كانت منعدمة وهذا يرجع إلى أن المسلسلات الدرامية امتلأت بالعنف والدم وجعلت الأطفال والكبار يتجهون إلى الأعمال الكوميدية، لأنها مناسبة أكثر لشهر رمضان، ويجب أن يدرك المنتجون هذا الأمر حتى يتعاملوا مع المسلسلات الكوميدية على أنها درجة ثانية، فمعظم المنتجين يضعون ميزانيات ضخمة للأعمال الاجتماعية وما يتبقى منها ينتجون به عملاً كوميدياً.
بعد النجاح الذى حققته بعض المسلسلات الكوميدية جماهيريا مثل مسلسلى «الكبير أوى» و«عايزه أتجوز» طالب الشندويلى نجوم الكوميديا السينمائيين، مثل محمد هنيدى وأحمد حلمى ومحمد سعد، ألا يبتعدون عن الدراما التليفزيونية، وقال: نحن فى حاجة إلى هؤلاء النجوم فى التليفزيون حتى يرفعوا من سقف ومستوى الكوميديا، للوقوف أمام دراما العنف والدم التى اتسمت بها الدراما هذا العام، فالكوميديا لن تصبح فى مقدمة الدراما إلا من خلال هؤلاء النجوم.
ونفى الشندويلى أن يكون مسلسله «العتبة الحمرا» لم يحظ بنسبة مشاهدة، وقال: مسلسلى حصل على المركز السادس من التصنيف الذى أجرته «الأهرام» وهذه نسبة جيدة فى ظل وجود مى كساب فى أول بطولة لها فى مسلسل درامى، ولا يجب أن نحكم على العمل إلا بعد إعادة عرضه بعد رمضان.
مجدى الكدش مؤلف «أزمة سكر» قال إن الخطوة الإيجابية هذا العام عن الأعوام الماضية إننا بدأنا نتعامل مع الكوميديا بشكل محترم، وقد تفوقت المسلسلات الكوميدية هذا العام على الأعمال التراجيدية، لأن العمل الكوميدى أصبح يحتوى على الدراما والكوميديا معا رغم أن الجميع ينظرون إلى المسلسل الكوميدى على أنه درجة ثانية. وقال: لا توجد أى مقارنة بين الست كوم والمسلسلات الطويلة وليس معنى أن المسلسلات الكوميدية نجحت أن أعمال الست كوم سيئة، إنما الغرض من تواجدها هو الضحك فمعظمها يقدمها ممثلون يهرجون مع بعض لمحاولة إضحاك الجمهور، وباستثناء «راجل وست ستات» و«تامر وشوقية» لا يوجد ست كوم قوى فكله كلام فاضى ومجرد سبوبة.
وأضاف: لا أعرف موقف النقاد من مسلسلى حتى الآن، فقد حدث نوع من التعتيم عليه فلم يكتب أحد عن نجاحه أو فشله، وربما يرجع ذلك إلى الكم الكبير من المسلسلات التى تعرض هذا العام، وعلق الكدش على مسلسل «الكبير أوى» بأنه كان يتوقع من أحمد مكى أن يقدم عملاً أكبر مما قدمه، فالعمل يحتاج إلى ممثل درجة ثانية وليس ممثلا فى حجم مكى الذى ينافس أحمد حلمى فى السينما، وأكد أن نجاح «الكبير أوى» يرجع إلى أن عشاق مكى فى السينما هم الذين شاهدوا العمل، وقال: كان يجب على مكى ألا يقدم مسلسلا مادام لا يملك سيناريو جيداً، لأن الشخصية التى قدمها سبق وتابعها الجمهور فى فيلمه «طير إنت»، وذلك عكس هند صبرى التى قدمت الكوميديا بموضوع جديد ومختلف. وطالب الكدش نجوم الكوميديا القادمين للدراما بعدم الاستسهال فى الكوميديا واختيار موضوعات جديدة ومختلفة حفاظا على تاريخهم ولرفع مستوى الدراما الكوميدية.
عمرو سمير عاطف، المشرف على ورشة كتابة ست كوم، الذى ردد كثيرا أن المستقبل للست كوم وأن الأعمال الكوميدية الطويلة راحت عليها، قال: اليوم أدرك الجميع صعوبة تقديم الست الكوم، فبعد نجاح «تامر وشوقية» و«راجل وست ستات» أعتقد الجميع أنه سهل وغير مكلف ثم اكتشفوا أن إنتاج ست كوم ناجح أمر فى غاية الصعوبة، وأضاف: حتى يعود الست كوم مرة أخرى ليستمر وينافس يجب أن يكون هناك تغيير فى طريقة كتابته وتصويره وألا يتعامل المنتج معه باستسهال، وأكد أن مساحة الكوميديا هذا العام، سواء الست كوم أو الأعمال الطويلة، جيدة، وقال: يفضل ألا تزيد الكوميديا العام المقبل عن هذا العام، وإلا أصبحنا مجتمعاً مهرجاً فلابد ألا تتعدى نسبتها ٢٠% من حجم الأعمال التى تقدم فى رمضان.
ولاء شريف، المشرف على ورشة كتابة ست كوم، اعتبر مسلسل «الكبير أوى» من مسلسلات الست كوم، وقال: شاركت فى كتابة الحلقات الأولى منه والدليل على ذلك أن عدم استكمال تصويره فجأة وتوقفه عند الحلقة ١٥ لم يشعر بها الجمهور، إضافة إلى أن زمن عرضه قصير مثل الست كوم.
وأضاف: لا أحد يستطيع أن يقول إن أعمال الست كوم ستتوقف على حساب الأعمال الطويلة، لأنه أصبح نوعا من أنواع الفن والجمهور استلطفه، وربما تكون المسلسلات الطويلة لفتت نظر الجمهور هذا العام بسبب صورتها وطريقة تصويرها، ولكن الست كوم موجود ومازال يضحك الناس فالحكم فى النهاية مين يضحك؟ واعترف شريف بوجود عيوب فى الست كوم تجعله يبدو ضعيفا، فهناك تكرار فى الموضوعات والديكورات وطريقة الأداء والإخراج، ويجب أن يتم تصوير الست كوم خارجى والخروج من الموضوعات النمطية المتكررة.