لي صديق من طبقة اجتماعية معينة يفترض من أنها تعيش حالة من الرخاء من ناحية مالية وحتى من ناحية مكانة إجتماعية،
كنا نتحدث بخصوص طبقته بكل وضوح فقال لي جملة ما زلت أحفظها "نحن لدينا همومنا الخاصة"،
مع الزمن تعرفت على أشخاص أكثر من تلك الطبقة وأدركت معنى "هموم خاصة"،
ومع دراستنا كل الناس من حولنا سندرك بأن لكل فئة ولكل إنسان "همومه الخاصة".
لكن لماذا هناك من يستعد ليبتسم ويقوم بأفعال مجنونة تجعله يبدو سعيداً وهو صاحب الهموم؟
لأنهم ببساطة أدركوا بأن الابتسامة والجنون المضبوط سلاح في وجه هذه الهموم،
ولأنهم أدركوا بأن الهموم والتفكير بها بشكل مفرط تماما مثل المستنقع الذي يجعل كل ما فيه فاسداً،
وبالتالي فإن الغرق في المبالغة بأن لدينا هم يفسد روحنا ويفسد عقلنا،
ولأنهم أدركوا بأن الهم المسبب للكآبة يأتي فقط مع عدم المحاولة
وهذا معنى قول رالف ايمرسون
"للعقول الصغيرة هموم صغيرة، أما العقول الكبيرة فليس عندها وقت للهموم."
لكل إنسان هم، لكن ذلك لا يمنع من أن نعيش حياتنا،
لا يمنع بأن نحاول بصمت ونقوم بما يتوجب علينا وبنفس الوقت نبتسم،
لا يمنع من لحظات جنون تدخل السرور على قلبنا وقلب من حولنا،
لا يمنع من أن نجد دقيقة بعيدة عن كل الواقع ونعيشها بطريقتنا الخاصة التي رسمناها بخيالنا .