"مبروك المدام حامل شهور قليلة وتسقبل ولى العهد يا ترى هتسميه أيه" جملة تسمعها الأم كثيرا تبدأ بعدها الدخول فى حيرة اختيار الاسم، تتصفح مواقع الإنترنت، وتسأل الأصدقاء والأقارب، وتقرأ كل ورقة تقع تحت أيديها، وتحلم بالاسم حتى بعد استخراج شهادة الميلاد.
تقول إيمان الشيخ ربة منزل : اتفقت مع زوجى من أول زواجنا على أن أختار أسماء البنات وهو يختار أسماء الأولاد، وعندما علمت أن جنينى ذكرا سألت زوجى هتسميه أيه قال عبدالستار على اسم والدى، وقتها شعرت أن الدنيا تدور بى، وقلت "أنا ابنى يبقى عبدالستار أحمد عبدالستار يعنى شاطر ومشطور وبينهم طازج، وطلبت منه مرارا وتكرارا تغير الاسم من عبد الستار إلى عبد الرحمن ولكنه رفض وأصر على رأيه".
تضيف إيمان وصل الأمر إلى حد الخلاف، قائلة: "بعد الولادة وفى صمت وبدون أن يتكلم زوجى مع أحد كتب الاسم فى شهادة الميلاد وأصبح الاسم أمر واقع لازم نتكيف معه، حزنت كتير وبعد فترة بدأت أتعود على الاسم، وساعات كتيرة بحس أن عبدالستار أفضل اختيار".
ويقول هشام خليل مدرس إنجليزى عندما علمت أن زوجتى حامل فى بنت بدأنا نفكر هنسمى المولود أيه، وبحثت زوجتى فى مواقع الإنترنت عن أسماء المواليد، وكل واحد فى أقاربنا يختار لنا اسم يعنى أختى قالت لى نسمى البنت على أسمى ومصاريف البامبرز على حسابى، واقترحت أختى الثانية نسميه على اسم بنتها ومصاريف السبوع على حسابها، وبعد جدل استمر شهور الحمل حلمت بأن زوجتى أنجبت بنت وسميتها هاجر، فاستيقظت من النوم على صوت زوجتى تصرخ بآلام الولادة فشعرت أنها رسالة من ربنا علشان البنت نسميها هاجر.
ويقول خالد كمال محاسب أنا مابحترش كتير فى أسماء أبنائى لإيمانى الشديد بأن ربنا اللى بيسمى، فأسماؤنا مكتوبة من قبل الميلاد، وكل ما يحدث مجرد محاولات ومبررات للوصول إلى الاسم اللى مكتوب علينا.
تؤيده فى الرأى الدكتورة نعمت عوض الله خبيرة العلاقات الزوجية مؤكدة أن أسمانا ءالحقيقية مكتوبة من قبل الميلاد، مضيفة أن من حق الأب شرعا تسمية أبنائه، ولكن لأن الأم تعبت فى الحمل والولادة والتربية فمن حقها أيضا الموافقة والمشاركة فى اختيار اسم ابنها، وإلا ستنادى الطفل باسم تانى، ويظل اسم الطفل الحقيقى فى شهادة ميلاده فقط مما يسبب له مشاكل كثيرة وازدواج فى حياته بين أسمين.
وتقول عوض الله أسماء الأبناء يجب أن تكون باتفاق الأب والأم وحدهم، وآراء الأجداد والأقارب هى مجرد آراء استشارية، ومن الطبيعى من بين مليارات الأسماء العربية والمصرية والهندية والأجنبية والقديمة والجديدة – فى ظل السموات المفتوحة والعالم القريب من بعضه – سيجدوا اسم يتفقوا عليه الاثنين.
وتضيف عوض الله فى اختيار الاسم يجب مراعاة حق الطفل فى أسمه، فنبتعد عن الأسماء الغريبة والقديمة، والتى يمكن أن تسبب للطفل الإحراج أو السخرية فى كبره، فالموضة فى الأسماء حاليا قد لا تكون موضة بعد سنوات وتسبب لصاحبها إحراج. موضحة حتى لو اخترنا اسما غريبا أو قديما للطفل فمن حقه أن يعرف معنى الاسم من صغره والجمال فيه ومن هو الشخص العزيز على الوالدين اللى تم تسميته على اسمه، ويقتنع بهذا الاسم حتى يستطيع بكل ثقة أن يرد على من يسخر منه .