... ودمع لا يكفكف يا دمشق...
..و.هكذا يبقى الصراع بين الحق والباطل دائما دوام السموات والأرض إلى قيام الساعة
...وا معتصماه... وقتها دوت ..فهزت...فشحذت... فتلاها صداها : لبيك أخت الإسلام
..ما حل بكم يا أهلي ويا عشيرتي؟ ما هذا الظلام على أرض الشام...
.. وتعاقبت الشهور حبلى , وصمم في الأذان عن سماع استغاثات ..صرخات.. نداءات
الثكلى ... الأيامى .. الأيتام.....
... أليس هذا أعجب مما حدث خلال حقبات خلت وطوتها الأيام؟...
...أهلنا... إخواننا .. أخواتنا.. بين جلد الجنود , وتنكر من هم على الحدود ..أهم صيام؟
... لا عشت بعد هذا وقد جفت العيون وقست القلوب التي في الصدور ...فلا الراعي بحام الغنم
وراعيها ...وقد نبشت الذئاب القبور......
[ وراعي الشاة يحمي الذئاب عنها-*- فكيف إذا الرعاة لها ذئاب]
وكأني بعد خروجي من المسجد بعد صلاة عصر إذ بجوارحي كلها تشل ....
وفي مقلتاي مياه نهر الأمازون قد سكبت ... وفي فؤادي بركان أريزونا وإخوانه هاج وفار
وتساءلت عن تلكما الواقفتين المادتين أيديهن وشفاههن تنثر دعاء ممزوجا بالحسرة والعبر....
...أخواتكن من سوريا...من حمص... تقبل الله منكم ... جزاكم الله خيرا ...شكر لكم....
هنا توقف الزمن ... وغابت شمسه .... هنا ينحني خشوعا من كانت في قلبه ذرة إيمان
..ما هذا ؟ أأضغاث أحلام أم حقيقة ما أرى ؟... بنات الإسلام... نساء الإسلام.. أخوات الإسلام
وامصيبتاه...... واكرباه.... وامحمداه.....
وتذكرت حينها خروج زينب من الفسطاط وهي تنادي: وا أخاه... وسيداه... وا آهل بيتاه...
ليت السماء أطبقت على الأرض ... وليت الجبال تدك.... وا محمداه صلى عليك ملك السماء
أجل ما كنت بقادر على رد الدموع لمآقيها حين انهمرت.....
وما كنت بقادر على مسح العبرات من على الوجنتين ....
تمزقت فرقا وحزنا على ما آل إليه حالهم وحالهن وحالهما....
وآسيت نفسي ببعض ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي – رحمه الله-
سلام من صبا بردى أرق -*- ودمع لا يكفكف يا دمشق
ومعذرة اليراعة والقوافي -*- جلال الرزء عن وصف يدق
وقيل: معالم التاريخ دكت -*- وقيل أصابها تلف وحرق
ألست دمشق للإسلام ضئرا -*- ومرضعة الأبوة لا تعق
بليل للقذائف والمنايا -*- وراء سمائه خطف وصعق
إذا عصف الحديد أحمر أفق-*- على جنباته واسود أفق
بلاد مات فتيتها لتحيا -*- وزالوا دون قومهم ليبقوا
بني سورية اطرحوا الأماني -*- والقوا عنكم الأحلام والقوا
نصحت ونحن مختلفون دارا -*- ولكن كلنا في الهم شرق
جزاكم ذو الجلال بني دمشق -*- وعز الشرق أوله دمشق]
ألم يأن بعد أن ننظر يا دعاة الإسلام.... يا حماة الإسلام.... يا علماء الإسلام ...
يا رجال الإسلام... إلى قوله صلى الله عليه وسلم ( صلاح ذات البين أفضل من عامة
الصلاة والصوم , وإن البغضة حالقة الدين وفساد ذات البين ).
أيرضيكم هذا الذي يقع على إخوان لنا .. هم منا ونحن منهم ... إنهم قطعة منا .. من أكبادنا
وسورية ارض الإسلام يحاك ضدها وأهلها ...ويبيت لها ولأهلها ....
اللهم لا نسألك رد القضاء وإنما نسألك اللطف فيه.
ابراهيم تايحي