الثلاثاء 31 يوليو - 20:30 ALKaiser
الجنس :
عدد المساهمات : 3366
العمر : 37
| مذبحة بورسعيد بين حكم المحكمة الرياضية والتواطؤ والإهمال |
| مذبحة بورسعيد .. بين حكم المحكمة الرياضية .. والتواطؤ والإهمال !! مذبحة بورسعيد .. بين حكم المحكمة الرياضية .. والتواطؤ والإهمال !! عندما تخفف المحكمة الدولية..عقوبة نادي قتلت جماهيره 74 شاباً !!
هل يتحرك الرئيس المصري لتطهير اللعبة الشعبية الأولى من الفساد والفلول ؟
إتحاد الموظفين إنسحب من جلسة المحكمة ليخلي الساحة للمصري البورسعيدي
المسؤول الكبير يدير اتحاد الكرة بالريموت كنترول مقابل إستمرارية الموظفين
■■ أحترم الأحكام القضائية في أي مكان في العالم، ولكني لا أميل إلى مقولة " الحكم عنوان الحقيقة " ، فقد يكون الحكم أحيانا مجافيا للحقيقة ، وتصححه محكمة أخري في مرحلة الاستئناف أو النقض .. ولا أؤيد تقديس الاحكام القضائية ،أوعدم جواز التعليق عليها بإعتبار أنها إجتهاد للقضاة وهم بشر وليسوا ملائكة، وأحكامهم ليست وحياً منزلاً من السماء !
■■ .. ومن هنا ، فلم يعجبني الحكم الصادر مؤخراً عن المحكمة الرياضية الدولية، والقاضي بتخفيف الحكم الصادر عن لجنة الاستئناف او التظلمات بإتحاد الكرة المصري، والذي كان يقضي بمعاقبة المصري بإبعاده عن التنافس في الموسم الكروي القادم وهبوطه إلى دوري الدرجة الثانية بعد عودته في الموسم الذي يليه ، مع عقوبات أخري بحرمان جماهيره من حضور مبارياته أربعة مواسم ، وكذلك إيقاف ملعب إستاد بورسعيد، على أن يلعب الفريق بملعب آخر بالمدينة في نفس الفترة. أنا شخصياُ أري أن العقوبة المصرية كانت خفيفة بحق فريق ، تسببت جماهيره التي إكتسحت أرض الملعب في قتل وإزهاق أرواح 74 شاباُ وطفلاُ من مشجعي النادي الاهلي ، في المجزرة الشهيرة التي وقعت في أول فبراير 2012 وهي أبشع مأساة في تاريخ كرة القدم ، تشهد الاعتداء المباشر والنية المتعمدة من جمهور ناد في الهجوم على الجمهور الضيف بغرض القتل وليس مجرد الضرب او الترويع او الإصابة، وهي المأساة التي وصفها بلاتر رئيس الفيفا ، بأنها إحدي الليالي السوداء في تاريخ كرة القدم .
■■ ويؤسفني أن مأساة بهذا القدر من الترويع، وتصدى للحكم فيها ثلاثة قضاة أحدهم مصري وآخر أسباني وترأسهما قاضي سويسري ، لم تلفت نظر المحكمة لتحري أقصى درجات العدل والتعمق في كافة الظروف التي رافقتها، ومراعاة الردع والمبالغة في تغليظ العقوبة ، لمنع مثل هذه النوعية من الجرائم البشعة التي تستحل القتل وإزهاق الأرواح التي أمر الله سبحانه وتعالى عبر كل الديانات السماوية أن تصان وتحفظ من الأذى والاعتداء ، ولا أعرف كيف كان شعور هذا القاضي المصري، ليلة هذه الجريمة سواء كان يعيش داخل مصر أو خارجها، وهل شعر بالفزع والرعب مثل أي مصري آخر ، وهل أحس بمشاعر وترويع الأسر التي تم نحر أبنائها في هذه التراجيديا اللانسانية ، أو المئات الذين تعرضوا لإصابات مختلفة وتعرضوا لمطاردات حتى الموت ، ولن أتكلم عن ظروف التسيب والانهيار والتقصير الأمني في المباراة والذي يمكن أن يصل إلى درجة التخاذل والتآمر، ولكن كيف يهون على المصريين قتل وذبح بعضهم البعض، بسبب هتافات أو لافتة تحتوي على كلمة سخيفة في مباراة كرة قدم فاز بها الفريق المضيف ، ولكنه رغم ذلك أراد أن يحتفل بالفوز بقتل جماهير منافسيه وقتل منهم بالفعل 74 شخصاً.
■■ أما إتحاد الكرة المصري أو إتحاد الموظفين الذي إرتضت الجمعية العمومية من الاندية المصرية الذين لا يزال ينخر سوس الفساد وفلول العصر السابق فيهم ، إرتضت أن يحكمها هؤلاء الموظفين الذين ، يتلقون تعليمات بالريموت كنترول من المسؤول الكبير، لإدارة الاتحاد وفق هواه، مقابل تأمينهم على وظائفهم في الدورة الانتخابية القادمة التي قد يفوز برئاستها ، لقد تلاعب هؤلاء الموظفين بالجمعية العمومية ، و"استعبطوا" الاندية الكبيرة أيضا مثل الاهلي والزمالك بمراسلات تستهلك الوقت مع الفيفا وبتخطيط محبوك ، فمنعوا إجتماع الجمعية العمومية الطاريء لإتخاذ قرار العقوبة الحاسم تجاه الجريمة التاريخية في بورسعيد بحجة رغبة الفيفا في تغيير اللائحة الاساسية ، وهي تمثيلية ساذجة لا تمر على تلاميذ الابتدائي ، ولكن الاندية استسلمت للأسف لهذا الهراء ، بما فيهم الأهلي المجني عليه وعلى جماهيره ، وتمادى النادي المصري البورسعيدي باللجوء للشكوى للمحكمة الرياضية الدولية في بجاحة تاريخية ، وتواطأ إتحاد الموظفين بأن سمح له بذلك ، وهذا لا يجوز إلا بموافقة رسمية من الاتحاد ، وإستكمل الاتحاد تواطئه وتخاذله ،بإيعاز من المسؤول الكبير، فلم يحضر جلسة التحقيق التي دعته إليها المحكمة ، وللأسف لم يتداخل النادي الاهلي ، بحجة أنه ليس طرفاً ، وإنفرد النادي المصري عبر محاميين إسبانيين وكلهما عنه ، بإستعراض أقواله عن المظالم التي زعم أنه تعرض لها وتستدعي براءته وكأن جماهيره "البريئة" لم تقتل ولم ترتكب أبشع مجزرة في تاريخ الكرة العالمية وليس المصرية او العربية .
■■ وللأسف ، فإن القضاة وهم في مواجهة هذه المأساة العالمية لم يكونوا عند مستوى الحدث التاريخي ،بالتعمق في دراسة كافة أوراق وملابسات الواقعة، وبإصدار أومراهم الاجبارية بإستدعاء كافة الاطراف الأخرى في الجريمة الرهيبة ومنهم الاهلي والاتحاد المصري المتخاذل الذي راح مسؤولوه يقولون أنهم ليسوا طرفاً في القضية ، رغم أنهم من أعطوا الإذن للنادي المصري بالتقاضي، وللأسف صدر الحكم بتخفيف عقوبة النادي المصري، وعودته مباشرة من الموسم الجديد للعب والمشاركة في الدوري الممتاز دون إستبعاد اوهبوطه للدرجة الثانية وكأنها مكافأة على القتل والإرهاب والترويع ، وأقول لهذه المحكمة وقاضينا المصري : إن الاندية الاوروبية التي تواجه عجزا ماليا في ميزانيتها ، تهبط مباشرة للدوري الادنى ، فما بالكم بأندية يرتكب جمهورها مذبحة تاريخية ويزهق أرواح 74 شهيداً من الشباب الذين كانوا فلذات أكباد أهلهم وعائلاتهم .
■■ وبعيداً عن بوسعيد التاريخ والمدينة والشعب الشجاع الذي لا ذنب له في هذه الجريمة سوى إنتساب بعض الجماهير المجرمة إليه وهو ليس مسؤولاً عن بلطجتها وسلوكها الأرعن، وهو ليس طرفاً لتهييجه والزعم أن العقوبة تستهدفه ،فإن النادي المصري شيء آخر،ويؤسفني أنه يتلاعب وينتشي ويلبس ثوب البراءة الزائف، وهو يعرف قصة تؤاطو اتحاد الموظفين وتخاذلهم في الدفاع عن قرار العقوبة الذي كان ضعيفا وهزيلا ، ويحاول النادي الآن، أن ينسب لنفسه مجاملة الشعب المصري الجريح من هذه الجريمة البشعة، ويقول بعض مسؤوليه أنه رغم حصوله على حكم المحكمة الرياضية ، فإنه لن يشارك في الدوري الممتاز الموسم القادم مراعاة لأسر الشهداء والضحايا في هذه المذبحة التاريخية – وأتحداه أن يشارك - وأقول لمسؤولي المصري إذا كنتم تشعرون بالذنب وتأنيب الضمير، فلماذا لم تتحملوا العقوبة مثلما تحملت أندية عالمية كبيرة مسؤولياتها في مواقف مشابهة مثل ليفربول ويوفنتوس ؟.. ولماذا سعيتم إلى هذا التلاعب، ونيل صك براءة دولي زائف في غياب باقي الأطراف المقصرة عن عمد وتخاذل مثل اتحاد الموظفين أو إهمال وتراخي مثل النادي الاهلي المجني على جماهيره .. حقاً إذا لم تستح ، فإصنع ما شئت .
■■ الحمد لله أن القضاء المصري حتى الأن لم يزل يتداول هذه الجريمة في محكمة الجنايات ، ولن يهرب الجناة بأفعالهم ، كما أفلتوا بعقوبات هزيلة في اتحاد الموظفين والمحكمة الرياضية الدولية ، وأعتقد أن الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي وسط دوامة إنشغاله ، لابد أن يعطي بعض الوقت والإهتمام بتطهير أوساط الكرة المصرية من جذور الفساد والتخاذل والفلول التي لا تزال تضرب بجذورها في أعماق اللعبة الشعبية الاولى التي لم تصلها الثورة المصرية حتى الآن والتي لن تشهد نهضة وعودة من جديد ، إلا بإرساء العدل والقصاص للشهداء ومعاقبة المعتدين وتطهير الفساد والفلول وفتح ملف الغردقة ! | |
|