في زمن الغدر
في زمن الغدر تستباح حمى الفضيلة , وترقص طربا غرابيب الرذيلة , وعلى خشبة مسرح الحياة تشحذ السكاكين لتمزق أحشاء الكرامة , وتقدم تحلية لقردة داروين ولخنازير الشرك , ولسماسرة الهمم ولنخاسة الأراذل , ممن سادوا اليوم واستعلوا واستكبروا استكبارا .
في زمن الغدر تستأسد الجرذان وتتحكم المسترجلات من النسوان وعبثا حاولوا جر الحرائر من بر الأمان إلى دهاليز الحشرات من بني الإنسان , وتأبى الحرائر أنفة وعفة ذلك وتفضلن الشنق والرمي في النيران على أن يرضين بهذا الذل والهوان.
في زمن الغدر يصدق الفي امل الأشر , ويسيد المتشدق المستهتر , ويبجل المتفيهق القذر , وتوؤد الأنثى ويوؤد الذكر, غبنا تحت وابل سوء مطر , ويتحرر المرتد مناديا أصحاب صقر .. ويلكم لا تذرون كل عالم ومبصر؟.....
في زمن الغدر يدفن الوفاء بلا مقبر , وينبعث الغدار ذو الوجه المستتر , وتعصف ريح صفراء بحجارة وجمر, فلا تبقي ولا تذر , ويسأل المرء حاله أين المال؟ أين الجاه؟ أين العشيرة؟ أين المفر؟ ................................................................. إلى ربك يومئذ المستقر.
و بلا دموع عيون اليتامى , وتتحجر العبرات في مآقي الرجال , تذهل الحبلى فتضع
والمرضعة عما ترضع.
يا أسفاه... يا مصيبتاه... ويا كرباه ... بألف ألف وزد أكثر من نصف ؟ تصب من علي على ثري, حناجر تنفث لهوا إنها حقا حناجر من نار.
ويبعث الموتى قاعدون ضمأ...جوعا... طلبا لعيش كريم كما عاش الأبطال الأحرار ....
في الوطن العربي مزامير من فحيح صقر ...ترسم الدمار ...
أطفال... شيوخ... نساء... أشلاء... انهارت عليهم الأسقف ببارود وقصف ونار ...
لهوهنا.. خيلاء هناك ... جلد للأرجل وجليد غطى سطح البحار ....
رقص العراة... انتشى الحفاة... تسلط الرعاة... طفلي يرتعد فرقا أين الحماة؟
أمة العروبة بك يستغيث بعد الله الضعفاء ... البؤساء.. الفقراء ...قد عقم الفجر عن الضياء
لمن تكلوننا يا ملوك يا أمراء يا رؤساء؟, الله ولاكم أمرنا فاتقوا فينا الأطفال والشيوخ والنساء
عدو يتربص بنا ضحى ومساء ................................................................... ابراهيم تايحي |