ابعدي يديك عني فقد ضاقت أنفاسي؟
أراك صباح كل خميس تسقين أحواض نبات شرفتك , لم تتعبي ولم تكلي , لكني لم أسمع يوما أنك سقيت ذاك القابع هناك ؟ وقد مرت عليه السنين حتى جف عوده أو كاد , حتى أن السماء لم تعره وجودا أو جودا , كل الغرس نما واشتد سوقه فمنه المثمر ومنه المزهر ومنه الحلو ومنه المر.....
اخبريني عمن خدش خدك لأشكره ؟ لأنه علمك كيف تبكين ...كيف تصرخين غيظا وألما
علمك كيف تسكب الدموع منهمرة على وجنتيك الناعمتين , فتحرق بحرارتها سطح بشرة محياك ... دليني عليه كي أقبله قبلة عنترة للسيوف وهي تلمع؟
أعلم أنك عنيدة , لكن لم أكن أعلم أنك قاسية شديدة ؟ .....
أعلم أنك تجيدين القفز فوق الصلد من الصخر , وتحسنين الغوص في أعماق البحر....
لكن لم أكن أعلم أنك تتبرئين من دم ابن يعقوب , رغم أنك كنت شهادة على إفكهم ..
لم أعد أفهم أو أصلا أنا هكذا ولدت غبيا أو أنا فعلا أصم أبكم؟
تعالي أريك شيئا ؟ انظري إلى قمة ذاك الجبل ؟... أمسكي بقوة رأس الحبل ؟ ...
الآن..الآن أقول لك أني متأرجح الأمل .. فلا الجبل رفعني ولا الحبل أراحني؟
إني أذوب بين ثنايا الضباب ..إني امشي فوق السحاب ... مؤصدة أمامي الأبواب ....
انقطعت بي الأسباب ....إني ألهث وراء جادة الصواب ... وكلما حسبت أني أدركتها زادت عني بعدا ولمع السراب...
ربما أنك أتيت لكني راحل فقد سبق وأن أبيت , ربما أنك مستعجلة أما أنا فقواي مترهلة
ربما أنك مترقبة أما أنا فلازلت أأمل ....ربما أنك ضانة لكني القول أصدقك أني شبيه السموؤل
ارفعي يديك عني فقد ضاقت أنفاسي وبترت أوتار إحساسي ؟
ما بال وجنتيك علاهما الأحمر من شقائق النعمان ؟ عيناك الذابلتان ما بهما؟ شفتاك مرتجفتان ما خطبهما؟ يداك ترتعدان ما بطشهما؟أالآن علمت ما كان ؟ لا يجدي الندم فقد فا ت الأوان,
أودعك واترك لك وصيتي إن أنت يوما مررت بقبري تذكري لوعتي ؟ إن زارتك روحي احتضني وسادتي ؟ إن ضاقت بك الدنيا اعتبري سيرتي؟.كنت لك دوما ظلا وأملا,فلما انطفأت نار خيمتي أوقدت لهب فؤادي ورقصت نشوة فوق حشاشة كبدي , لم أقل شيئا حينها لأني وقتها مت , وهل يحق في عرف الحب لميت أن يحب؟
ابراهيم تايحي