حقا إنها جوهر الأخلاق
صعب التفتيش في غابة الأقزام , والأصعب المتعب العثور على مداد الأقلام
حتى وإن ألفيته لا يمكنني استنطاق كنه وجوهر العبرات من الكلام....
كلنا يبحث...كلنا يلهث... كلنا يجري وراء الأحلام.....
سراب بعد ضباب...الأقفاص خالية هجرها الحمام الزاجل , وسكنت القمم غرابيب سود
فالكل منا خائف ... وجل ... متسائل...
طرقت بابها ..سألت عن والدتها ... كست الدموع وجنتيها ومحياها ...
فعيناها البرجاء النجلاء اللتين تعودت وألفت رؤيتهما حالهما الآن ليس كما كان؟
هي أختي من أبي , وأنا أخوها من أمها , فلا مفارقة ...فلا غرابة في ضمها
ذابت الكلمات في فمي ......استرجعت حالة أمي.. وكيف حبسها ذلا وإهانة ذاك الذي كنت أدعوه عمي .أجل كنت على علم بتصرفات بعل أمها , وما آل إليه حالها وحالها , الا أنني لا أملك بين يدي ما يخفف عنها وعنها.....
حقا إنها جوهر الأخلاق , وفيها نبت , و جذوره تقوت ...
تراها أمامك رغم النصب والتعب والكد والهد .. رغم تعاستها وشقائها لصروف الدهر والقهر مقارعة, ولسنواته العجاف مصارعة ...طال الأمد ليس شيئ يغني باليد ...لم يبق ما يحبب البقاء في هذا البلد....
ومرت السنوات تطحن بعضها بعضا ..اشتد البؤس عليها ...ماتت أمها التي كانت لها سندا وعضدا , وصدرا حنونا ومهدا , ماتت التي كانت تحميها وتؤنس وحدتها ..ماتت التي كانت تزأر أسدا وفهدا .....
رحلت إلى الأبد ..وأسدل الستار وأظلمت حنايا البيت .. لا تسمع حسا ولا همسا الا أنين التقية تحت نار ورماد يتلوى منها الكبد....
قابعة ..جالسة القرفصاء ولسانها لا يفتر عن ذكر ربها ولوالدتها متوجهة إليه بالدعاء ..
رعاك الله يا أختاه ..إنك بعينيه محروسة , وفي رحاب رحمته طاهرة غير نجسة
ولا نعلم ما سيأتي به الغد . رحم الله شهداء أحد , حمزة عم رسول الله محمد بتر منه الكبد .
ابراهيم تايحي