حسبك...؟ فتحت قدميها الجنة
حملتك في بطنها وهنا على وهن لأجل مسمى
ووضعتك بعد مخاض ومخاض , وحق الذي بعيسى للسماء سما
ردمت الكرى شغفا للسهر من أجلك أيها الرضيع
وثقل كاهلها بما ألحقته بها أيها الصبي
وناء بكلكل ظهرها بما سببته لها أيها الطفل
...وصبرت على مضض , وهي لازالت صابرة عما تلقى منك اليوم , بعد ما اشتد ساعدك
وقوى عظمك , وآتتك الدنيا تختال., وكبدها إليك حن ويحن باك ولا زال.
فأنت ما برحت طفلا في عينيها , وأنت فرحتها ودموع مقلتيها , وحشاشة كبدها.
لم تقسو عليك هنيهة... لم تشتكيك لأحد ... لم تتذمر منك لحظة زمن...لم..لم....
وأنت في متاهة العصيان والضلال. بل في أوج العقوق وقمة المروق و سوء الخصال
لم تطلب منك يوما ما يكلفك .. أو يثقل ظهرك...
تنعم وبنوك وامرأتك ..أكلا وشربا.. ولباسا......وهي منك على مرمى حجر, تتلوى ألما ووجعا
ويا ليت مخبأها كان بعيدا عن مخدعك, لكي لا تسمع ولا ترى ولا تشم.......
تسمع قهقهتكم... ضحككم.. فتزداد سعادة وغبطة وحقيقتها غير ذلك
ترى الطيب مما تشتهي الأنفس بين أيديكم وفي ساحتكم , وهي المشتاقة المتلهفة,فتكبت ما بداخلها لكي لا تفسد وتقطع شهية بطونكم
تشم روائح الطهي والشوى, فتتصنع الرضا وتبدي من القناعة ما ينبئ عن عدم الحاجة
لكي لا تنغص عنكم مرحكم وفرحتكم, وتئد بترا أمعاءها لتشبع أمعاءكم
تشتاق لشربة ماء بارد في عز الحر فتنكر عنها وجوده.
ترتعد أوصالها قرا وبردا , وأنت تتغمط, وأهلك يمرحون هناء براحة ودفء
تضيق أنفاسها صيفا وأنت تسبح وذويك في بحبوحة الهواء المكيف
ويحك ..الويل والثبور لك في الدنيا والآخرة وما بينهما, إن لم تفطن؟
الا تستح من أقوالك وأفعالك تجاهها؟ أنسيت قول الحق سبحانه( ولا تقل لهما أف, ولا تنهرهما
وقل لهما قولا كريما....)
الا تخش عقاب رب العالمين؟ , وهو القائل( .. وقضى ربك الا تعبدوا الا إياه وبالوالدين إحسانا....).
الا تتق الله فيما فعلته وتفعله نحوها؟ , ونسيت قول الله عز وجل ( ...واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)
كيف تقابل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهو القائل عندما سئل عن أحق الناس بالصحبة ( أمك.......
.ثم من؟ ..أمك... ثم من؟... أمك.... ....)
ألم تع قصة العجوز الأم التي حضر الموت ابنها فعجز عن النطق بالشهادة, لأنها كانت غاضبة عليه........
ألم تسمع من بني جلدتك ما يحثك على طاعة الوالدين؟
ألم تدرس – وما أظنك بدارس- عن حقوق الوالدين؟
أم أنه ران على قلبك – والعياذ بالله- ؟
عد لها وقبل قدميها وامسح بلسانك دموع قلبها ؟
عد إليها – قبل غرغرة – ولملمها ؟
عد إليها ولفها بين ذراعيك ؟
عد إليها ذليلا صغيرا , باكيا , متهالكا إنها تنتظرك.....إنها تنتظرك..
حسبك يا ضال؟إنها أمك ... إنها والدتك...إنها جنتك ... إنها نارك...
حسبك يا تائه في مستنقع الشيطان .....حسبك ..؟ فتحت قدميها الجنة
اللهم اهد أبناءنا لطاعتك وطاعة الوالدين؟وأبدل عصيانهم رضا ورحمة وألفة ومودة
اللهم آمين ... آمين..
ابراهيم تايحي