هي هناك وأنا الباكي
أنا هنا على الشاطئ الأسمر أعد حصاه, وأبكي مجدا راح ولم يعد
هي هناك ترفل بثوب هندي قشيب , يبدو هاديه ذو منصب ومدد
أنا هنا أغازل ريم الصحاري وأثني على قدها ورشاقتها وخفتها
هي هناك تقتنص سمك القرش بلوعة , وباعت كنهها وحقيقتها
أنا هنا أمشي فوق نعيم الرمال , أستبيح حرها وقرها
هي هناك بين خيوط دخان مصانع الغرب تستنشق سمها
بعدت المسافة مكانا وزمانا وأضحى بيتي كوخا صرصارا
لا جدارا يستر من بداخله ولا بابا يصد رماة الحجارة
حتى نوافذه اقتلعت , فراحت الريح تقذف خشبا ومسمارا
وأمسى بلا سقف وكأنه مرصد للكواكب السيارة
وصدر الحكم , ونطق القاضي فلا نقاشا ولا حوارا
صرخت: أيها القاضي على رسلك إني لحكمك محتارا
أيها القاضي إن جوهري استبدلوه وقدموا لك نجارا
أنصفن أيها القاضي ...ظلموني أرحن بحبس بمغارة
أو أعد لي قلبي وبصيرتي إني أراك للحق نصارا
أيرضيك أيها القاضي حالي دقق وأبصر إبصارا
أسمعت بعد قيس وجميل من لوعة أشد من لوعتي خسارا
أصدقك القول والحق أقول إن حبي لها جار ليلا ونهارا
لا يسبق قلبي الا ذكر ربي به استجرت وبه أهفو استمرارا.
ابراهيم تايحي