أمي والمطبخ
*- الساعة منتصف النهار وثلاثون دقيقة
*- المجتمعون حول طاولة السفرة يتغمطون
*- ربة البيت تطفئ لهيب القدر بقطرات من ماء آسن
*- رب الأسرة بالكاد يحضر رغيف الخبز
لوحة فنية برعت في رسم معالمها الناطقة الصامتة , الحية الميتة , الحاضرة الغائبة , العارية الكاسية . يد السوق . ذاك الذي ضاع فيه الغني والقني , واحتار في خوض غمار حربه مع جنود ذي أرجل عرجاء , وأيدي بتراء , وأبصار عمياء , وألوان سوداء .
سوق أحتكر من قبل أناس أخذهم السبات والنعاس , وفتنهم شدة البأس ....
فهم المخططون... وهم المنفذون... وهم المستفيدون... وهم المسيطرون ....
مساحة اللعب مفتوحة خصيصا لهم دون سواهم , وما على القادمين الا أن يجعجعوا ما في جيوبهم من دراهم بخص , لا تقدم ولا تؤخر .. فعرائس السوق دون عريس ... هي فقط للعرض , لا تصلح حتى للعض .. ويا ليتها كانت تفي بالغرض؟
هذه الفاتنات من العرائس لا تستهوي الا من كان من أهل الدسائس..............................
فالبطاطا : الحق عنها قد شاط
والطماطم: فحيح جهنم متلاطم
والحار: محرم على ربة الدار
والبصل : إياك عنه تسأل
والقرعة : تصيبك منها ( الخلعة)
والشفلور: ذليل رأسك منه يدور
والبنجال: أملس أسود محتال
والخص : لا تقربه فترخص
والبطراف: دمه جف وأمي منه تخاف
والجزر: ألياف منه أحذر
والخردل: مكور لونه يبهدل
ربطة الحشيش: حمام بلا ريش
المعندوس ذليل حوله يحوم الناموس
البسباس: حلو المذاق كثير الوسواس
ونام من هم في انتظار السفرة , على طاولة خاوية , رؤوسهم هاوية وأرجلهم ملتوية , فهدأت الأمعاء في عمق الحفرة
أمي أين الطعام؟
وترد الأم بعد عناء : ذهب مع الرحماء الكرام.
ابراهيم تايحي