رمتني بسهام حبها
رمتني بسهام حبها رشقا, فاستقرت في السويداء من القلب
وسارعت تكفكف دموعه, من احمر الدم تسقيه وبالقنب
وبحاجبين هلاليين غمزت , لي فارتاح الخافق لزقزقة الحب
وتبسمت بعد عبوس زادها , حياء فطابت نفسي شغفا للصحب
وبين الخمائل شممت طيبها, زعفرانا بخلط مسك فاح في الجنب
أسدلت رداء قشيبا عليها خوفا, من لساعات البشر وأنياب الذئب
فارتخت أطرافها ضما وتقبيلا, على صدرا لرضيع اليتيم المقرب
فقلت لها حين لمست ودها صدقا, أيا جارة معا نسلكا هذا الدرب
بقامتها رشاقة وبهاء مالت , وقالت : على رسلك ليس الميثاق الا القرب
وما ذاك الذي تبرمه فتيلا, لا يغني عني وعنك في القول ولا في السبب
كل خفيف على الميزان تطفو كفته, وثقل حبنا صنوبر وطعم العنب
وكل زبد يذهب جفاء بعد, طلوع فجر ويصفى رحيقه حين المغرب
اكتم علي قولا قلبي لك ناثره؟, إن طال اللقاء لا تغير مجرى المركب؟
إني لك منذ حلمت أمة بعد, الله فكن ذاك الرجل الفحل كن البعل المهذب؟
ففينا نحن النساء خصال محمودة, وفينا من الخصال ما تعجز عنه حمر الغرب
بالإسلام صفا معدننا وطهر , قائدنا رسول الله محمد جده ابن هاشم عبد المطلب
أبان لنا الحلال وزينه مخبرا , بعدا عن فحشاء القوم من سالف العرب.
ومن رمت منا بخمارها عشاء, فليست من حرائر النسوان ولا النسب
وكل متزينة لغير زوجها أفل, نجمها وإن بدا نوره أعلى القبب
الجمال جمال النفس والمعدن , خلقنا القرآن والذي سخر السحب
ابراهيم تايحي