خبز الحلال دونه جبال وتلال
الراحة لا تأتي الا بعد نصب, والشهد لا يستطعمه الا من ذاق مر العنب
ولا يفطر الصائمون لرمضان الا بعد أذان مغرب, ولا يحن صدر الأم لرضيعها الا بدفء وقرب.
فكيف بخبز الحلال في زمن بيعت فيه الذمم , ورخصت فيه الضمائر, والحفاة العراة على الدينار تتكالب
حبات العرق المسترسلة من على الجبين , هي ملح لهذا الطحين.
هم ثلاثة لا رابع لهم . أما أولهم وثانيهم فكتب عليهما أن يشقيا ليكسبا , وأما ثالثهم ففي الوظائف والرتب جزافا هكذا يرقى .
وطحنت السنون شهورها وأيامها والحال كما هو عليه , فهذا هيكل وراء آلة , وذاك شبح أمام وكالة , أما ذلك لا يعرف له اسم ولا نسب ... حاجاته قبل أن يرتد إليه طرفه تقضى , وعن طريق الهاتف تمضى....
هذا على فراش قش هش يتمدد وأطفاله , وذاك أحسن منه قليلا فهو على سرير رسمت عليه أضلاعه , وذلك على سرير موضون متكئا طوال أيامه.....
وبصم الزمن خمسا فلا تسأل عن رغيف خبز يابس وحبات عدس ...
وحار الأحرار من الرجال فيما هم فيه , لقمة العيش الكريم دونها انحنى ظهر الفرس
ويأبى الأبي أن ينال من كرامته , ويشمخ عزا وعزة نفس
ويرتع الضباع في حمى غيرهم خيلاء وزهوا فلا منافس
اللهم يا مغني ويا مقني أحفظ عبادك المخبتين , وتولاهم وارحمهم يا رب العالمين
اللهم أغنهم بحلالك عن حرامك , واحشرهم في زمرة من إليك تاب وأناب .
اللهم اهد من مرق وتجبر وعن الفقير تولى وأدبر
اللهم يا رب ارحم ضعفنا ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا .... أمين... آمين
ابراهيم تايحي