توج المنتخب الإسباني بلقب كأس الامم الأوروبية للمرة الثانية على التوالي ،بعد تغلبه على المنتخب الإيطالي برباعية نظيفة في المباراة النهائية التي جمعت بينهما مساء الأحد بكييف عاصمة أوكرانيا.
تقدم ديفيد سيلفا للماتادور بهدف رائع في الدقيقة 14 ،وأضاف جوردي ألبا الهدف الثاني في الدقيقة 41 محرزاً هدفه الأول والأغلى مع الإسبان وتمكن البديل توريس من إحراز الهدف الرابع في الدقيقة 84 ،وإختتم البديل خوان ماتا في الدقيقة 88 ليحقق الإسبان أكبر فوز في النهائي الأوروبي.
الفوز باللقب كتب أسماء الإسبان بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة العالمية ،بعدما أصبحوا أول فريق يحقق لقب اليورو مرتين متتاليتين،وليصبحوا أول فريق في العالم يحقق الثلاثية بلقب كأس العالم ولقبي اليورو على التوالي في إنجاز تاريخي سيكون من الصعب تكراره.
دخل المنتخب الإيطالي اللقاء مهاجماً بقوة ،لكن سرعان ما تغيرت الأحوال وفرض الماتادور سيطرته على مجريات اللقاء ونجح في إحراز هدفيه.ولم تفلح المحاولات الإيطالية لتعديل النتيجة في إختراق الجدار الدفاعي للإسبان ومن وراءه العملاق المتألق كاسياس.
تفوق ديل بوسكي بشكل كبير على برانديلي طوال فترات اللقاء وألحق به اول هزيمة بعد 16 مباراة مع الأتزوري،وتمكن "المعلم" الإسباني من إبطال مفاتيح لعب الأتزوري وفي مقدمتهم بيرلو الذي لم يكن موفقاً ،في وقت تألق فيه الثلاثي إنييستا وتشافي وسيلفا وقادوا فريقهم للفوز الغالي بعدما تلاعبوا بالدفاع الإيطالي الذي لم يكن في حالته.
فضل ديل بوسكي خوض اللقاء بطريقته المعهودة 4-3-3 ،كما فضل خوضها بنفس تشكيل لقاء الفريقين في الدور الأول،من خلال الدفع بالرباعي الدفاعي أربيلوا وراموس وبيكي والبا،وإعتمد في منطقة الوسط على الثلاثي بوسكيتس والونسو وتشافي،وتحمل الثلاثي أنييستا وفابريجاس وسيلفا المهام الهجومية دون وجود رأس حربة تقليدي.
في المقابل لم يغير برانديلي خطة 4-1-3-2 ولم يجر سوى تغييراً واحداً في تشكيلة الفريق التي خاضت لقاء ألمانيا ،لكنه أجرى 4 تغييرات على التشكيلة التي واجهت إسبانيا في الدور الأول،ودفع بالرباعي أباتي وبارزالي وبونوتشي وكيليني ،ودفع بالمتألق بيرلو كمحور إرتكاز يؤدي الكثير من الواجبات الدفاعية والهجومية ،أمامه الثلاثي ماركيزيو ومونتوليفو ودي روسي ،مع الدفع بكاسانو وبالوتيلي كرأسي حربة.
البداية الإيطالية لم تتغير عن لقاءي إنجلترا وألمانيا،وهاجم منذ اللحظة الأولى في مغامرة غير محسوبة أمام غزوات الإسبان التي لا يأمنها أحد رغم دخولهم اللقاء بهدوء ماكر.
الهدوء الإسباني لم يدم كثيراً فبعد جولة إستطلاعية لإستكشاف الدفاع الإيطالي ،تحرر أبناء ديل بوسكي بقيادة سيلفا وفابريجاس وإنييستا ،ومن هجمة منظمة بين الثنائي الكتالوني كاد أن يفتتح إنييستا أهداف اللقاء بتسديدة قوية مرت فوق العارضة.
التحرر الإسباني نجح في فك لوغاريتمات الدفاع الإيطالي القوي من هجمة منظمة بدأت من إنييستا الذي مرر الكرة لفابريجاس المنطلق في الجبهة اليمنى ليمر من كيليني ويرسل كرة عرضية رائعة حولها سيلفا برأسه في المرمى بشكل رائع معلناً عن إحراز هدف التقدم الإسباني في الدقيقة 14.
أشعل الهدف الحماس الإيطالي بعد فترة من التراجع،وقاد كاسانو ودي روسي ومونتوليفو العديد من الهجمات التي شكلت خطورة كبيرة على العملاق كاسياس،في وقت لم تتزقف فيه الخطورة الإسبانية.
ولأن المصائب لم تأت فرادى..فقد تعرض كيليني للإصابة وإضطر برانديلي إلى إستبداله ببالزاريتي في الدقيقة 20.
تألق كاسياس في إبعاد الخطورة عن مرماه خاصة في التصدي للكرات العرضية الإيطالية ،كما تصدى لتسديدة قوية لكاسانو الذي إنطلق في الجبهة اليسرى وراوغ أربيلوا وسدد أرضية زاحفة مرت من الجميع ولم تمر من كاسياس،لكنها لم تكن أخطر من تسديدة نفس اللاعب القوية في الدقيقة 33 التي أبعدها ببراعة.
لم يظهر بيرلو المتألق خلال المباريات السابقة بمستواه المعهود ،الامر الذي أثر بالسلب على المستوى العام للمنتخب الإيطالي .
رغم المحاولات الإيطالية المتعددة لخطف التعادل لكن الدفاع الإسباني كان بالمرصاد ،وظلت الهجمات الإسبانية خطيرة للغاية خاصة في وجود مساحات خالية في الدفاعات الإيطالية.
وبالفعل نجح الماتادور في إستغلال هذه المساحات وإنطلق تشافي هيرنانديز في العمق ،ومرر الكرة للمنطلق المتألق في الجبهة اليسرى ،جوردي ألبا لينفرد ببوفون ويضعها على يمينه محرزاً الهدف الثاني في الدقيقة 41.
حاول الأتزوري مجدداً من أجل العودة للمباراة وأطلق مونتوليفو صاروخاً من على حدود منطقة الجزاء ،لكنته إصطدم بجدار كاسياس الحديدي.
على الرغم من تألق كاسانو في الشوط الأول ،إلا أن برانديلي فضل إستبداله بدي ناتالي الذي كان قريباً من تذليل الفارق بضربة رأس في أول ظهور له لكن الكرة مرت فوق العارضة.
لكن فابريجاس رد بقسوة عندما إخترق من الجبهة اليمنى وراوغ بالزاريتي وراوغ بونوتشي وسدد الكرة في يد بوفون ووقعت من يده لكن أباتي أبعد الكرة قبل أن تصل لتشافي.
الدقيقة 49 شهدت لقطة مثيرة للجدل عندما أطلق راموس صاروخاً برأسه إرتطم بيد بونوتشي في وقت أشار فيه الحكم بإستمرار اللعب.
ظهر دي ناتالي مجدداً في الصورة بعدما إنفرد بالمرمى الإسباني إثر تمريرة رائعة من مونتوليفو ،لكن العملاق كاسياس أنقذ الموقف ببراعته.
أجرى المنتخب الإيطالي تغييره الثاني بإشراك تياجو موتا بدلاً من مونتوليفو،في وقت لم يهدأ فيه الإسبان وشكلت تحركاتهم الكثير من الخطورة على الدفاع الإيطالي.
حاول ديل بوسكي إرهاق الدفاع الإيطالي أكثر وأكثر ،وقام بإشراك بيدرو رودريجيز بدلاً من ديفيد سيلفا.وبعد فترة من السيطرة عاد وأشرك فيرناندو توريس بدلاً من فابريجاس.
دب اليأس في نفوس المنتخب الإيطالي مع إقتراب اللقاء من نهايته وأصبحت مهمتهم هو عدم زيادة الفارق ،في ظل تفوق إسباني غير عادي وهجمات شكلت الخطورة على مرمى بوفون.
وقبل أن يلفظ اللقاء أنفاسه الأخيرة نجح البديل توريس في وضع بصمته عندما تلقى تمريرة حريرية من تشافي لينفرد ببوفون،وبكل سهولة يضع الكرة في المرمى محرزاً الهدف الثالث في الدقيقة 84.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فمن اول لمسة للبديل الثالث للإسبان خوان ماتا الذي شارك بدلاً من إنييستا ،نجح في إحراز الهدف الرابع في الدقيقة 88 وواصل الإسبان تفوقهم حتى أعلن الحكم نهاية اللقاء التاريخي.