طالبت د. هبة قطب أستاذة الطب الجنسي والشرعي
بجامعة القاهرة الأزواج بعدم الانقطاع عن العلاقة الحميمة في رمضان بحجة
إفراد الشهر كاملا بأيامه ولياليه بالعبادة، مؤكدة أن ممارسة الجنس بين
الزوجين في وقت الإباحة صدقة مضاعفة الأجر.
وأكدت د. هبة وهي أول
طبيبة عربية تتخصص في أمور العلاقات الجنسية أن أفضل أوقات الأداء الجنسي
بعد صلاة التراويح، مشيرة إلى أنه لا مانع من القبلات والطبطة والأحضان
الحنونة أثناء الصيام.
وقالت: لا رهبانية في الإسلام، وهذه
مسألة محسومة بالقرآن الكريم والسنة النبوية. النفس البشرية لا تصبر، ويرى
بعض الفقهاء ذلك من تمام العبادة، فالرجل عندما يأتي زوجته يؤجر أجر صدقة،
ومن ثم فالأجر مضاعف في رمضان.
بروتوكول الجنس في رمضان
وأوضحت
أن بروتوكول العلاقة الجنسية في رمضان، يبدأ أولا من الالتزام بالمواعيد
المباح فيها ذلك وهي من أذان المغرب إلى أذان الفجر، أي من الإفطار إلى
الامساك، والعلاقة الجنسية بين الزوجين مستحبة جدا في هذه الفترة حتى لا
ينقطع الود بينهما طوال الشهر بحجة تخصيص ليله للعبادة فقط.
وأضافت
أن هناك شكوى من الطرفين بامتناع الطرف الآخر عن ممارسة الجنس في رمضان
اعتقادا أن ذلك تقرب من الله، وأنا أرى أنه فهم خاطئ يؤثر سلبا على علاقة
الزوجين وعلى حبهما أيضا للعبادة، فنحن لا نريد أن يتململ الناس من رمضان
إحساسا منهم بأنه يمنع شهواتهم الطبيعية كأن تعتاد المرأة أن يبتعد عنها
زوجها في هذا الشهر فتبدأ عندها مرحلة القلق كلما اقترب دخوله.
وتساءلت: ما دام القرآن والسنة حللا اللقاء الجنسي بعد أذان المغرب،
فلماذا نسعى إلى تقييده. نريد أن يظل الناس على حبهم لرمضان، معززين هذا
الحب بالأفعال والتصرفات.
الممارسة الجنسية أثناء الاعتكاف
وبالنسبة
لأيام الاعتكاف في العشر الآواخر من رمضان والتي ينقطع فيها الزوجان عن
العلاقة الجنسية أوضحت د. هبة قطب: الجهاز العصبي يقوم ببرمجة نشاط الجسم
الجنسي عند الزوجين في أيام الاعتكاف على عدم الممارسة، وبالتالي لا يشعر
أي منهما بالحرمان.
وضربت مثلا بالصيام عن الطعام والشراب في
النهار، فالاحساس بالجوع والعطش يكون أقل بعد التعود على ذلك بسبب ما يقوم
به الجهاز العصبي من برمجة، بينما الإنسان لو تأخر غداءه مثلا في غير
رمضان لشعر بالجوع الشديد.
وأشارت د. هبة إلى أن المشاكل الجنسية
في رمضان لا تزيد عنها في غير رمضان، لأن الناس يشعرون أنهم أقرب إلى الله
وإلى التصرف بحكمة وعقلانية نحو حل مشاكلهم.
وضربت أمثلة بنوعية
هذه المشاكل الجنسية الرمضانية، مثل شكوى الزوجة من هجر زوجها لها في
رمضان وانقطاعه للعبادة، أو رفض الزوجة لقاء زوجها في ليل رمضان بدعوى أنه
يجب تأجيله إلى بعد انقضاء رمضان اكراما له وحرصا على تخصيصه للعبادة فقط،
بل أنها ترفض حتى تقيبله لها، معتبرة أن القبلة تفطر، مع أن الرسول صلى
الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم.
التقبيل أثناء الصيام
وأضافت:
لا مشكلة في التقبيل في نهار رمضان إذا علم الزوجان بأنهما يستطيعان أن
يملكا نفسيهما ولا تتطور الأمور إلى أكثر من ذلك، لكن ما دام اللقاء
الجنسي مسموح بعد الإفطار فمن الأفضل تأخير المقدمات القوية إلى بعد
الأفطار للابتعاد عن الإثارة التي قد تؤدي إلى ما يبطل الصوم، لكن القبلات
والطبطة والأحضان الحنونة فلا مانع أبدا في نهار رمضان بشرط ألا تؤدي إلى
استثارة ينتج عنها ما يفطر الصائم.
وعن الوقت المثالي لممارسة
الجنس بعد الإفطار قالت د. هبة قطب: لا توجد أضرار صحية للممارسة بعد
الإفطار مباشرة، لكن الأداء لن يكون جيدا، وإن كان ذلك يتوقف على كمية
الطعام ونوعيته على مائدة الإفطار.
وأشارت إلى أنه لا يجب الفصل
بين النشاط الجنسي وأي نشاط آخر ومن ضمن ذلك نشاط الجهاز الهضمي، فاللقاء
الجنسي يحتاج لمجهود دورة دموية وتوافق عضلي عصبي. الإنسان يحس بالخمول
والكسل بعد تناول الإفطار، ومن ثم فإن الأداء الجنسي لا يكون سليما لعدم
حدوث ضخ دماء بالشكل المطلوب لعملية جنسية ناجحة، بسبب انهاك الجهاز
الهضمي، خاصة إذا كانت العناصر الغذائية التي تناولها غير خفيفة.
متى يلتقي الزوجان على الفراش؟
وأوضحت:
إذا أفطر الزوجان على عناصر غذائية خفيفة فيمكن لهما الممارسة بعد الإفطار
بعشر دقائق، أما إذا كان الإفطار على المحشيات والمحمرات وغير ذلك من
العناصر الدهنية الثقيلة، فهو يحتاج إلى عدد من الساعات لكي ترتاح المعدة
ويتم الهضم، وهذا يختلف حسب نوعية الأكل، فكلما احتوى الإفطار على دهون
أعلى كلما كان الأداء الجنسي أسوأ لأنها تستغرق وقتا أطول في الهضم.
والوقت
المثالي للممارسة حسبما ترى د. هبة بعد العودة من صلاة القيام، حيث يكون
قد تم الهضم بصورة أكبر وارتاحت المعدة نتيجة المجهود البدني في تلك
الصلاة.
وتنصح المقبلين على الزواج بتأخير الزفاف إلى ما بعد
رمضان بسبب احتياجهم إلى عدد مرات أداء اكثر في اليوم الواحد مع شهوة
جنسية عالية، وهذا يلزمه مجهود لا يكفي معه فترة ما بعد الافطار إلى
الامساك.