محمود 66 _
الجنس :
عدد المساهمات : 13454
العمر : 42
| الحداثة في قلب التاريخ |
| الحداثة في قلب التاريخ
«تاج محل» يعتبر بحق من أجمل المباني في العالم، وهو مشبع بالطراز الاسلامي. لكن نيودلهي كلها تحفة تاريخية عظيمة، لكل جدار قصة، ولكل شارع ماض، ولكل قلعة ملحمة بطولة. والمدينة التي تضم أهم جامعات العالم ومعالمها السياحية، مبهرة على أكثر من صعيد، وهي بكنوزها التراثية ومبانيها المعاصرة تشكل عناقاً بين الأصالة والحداثة. تقع في شمال الهند، وتمتد على ضفتي نهر «يامونا» وكانت تسمى عند العرب «دهلي». ويقال ان الاسم مشتق من كلمة «ديلي» أو «دهالي» الهندوسية التي تعني «الحد»، وهي ذات أهمية سياسية فائقة منذ القدم، أعلنها المستعمرون البريطانيون عاصمة للبلاد في مطلع القرن العشرين. المدينة بين مباني القرن الحادي والعشرين التجارية والسكنية وناطحات السحاب، والمباني الاثرية، اضافة الى حديقة شهيرة يحتاج السائح الى عدة ايام كي يتعرف الى جميع اقسامها كحديقة الحيوانات، والمجمّع النباتي، ومجمع المنتزه، حيث يمكن ممارسة رياضة المشي او ركوب الدراجات الهوائية. وتعتبر هذه الحديقة نقطة جذب للعائلات وفيها يجد جميع افراد الاسرة ما يناسب اهواءهم ورغباتهم. أما عشاق الآثار التاريخية فعليهم اولاً زيارة «القلعة الحمراء» اشهر معالم المدينة بجدارها الحديدي وشرفاته التي تطل على معظم انحاء الجزء القديم من دلهي، والمعروف باسم «اولد دلهي». فقد قام الامبراطور شاه جاهان ببناء القلعة الحمراء التي تتألف من مجموعة من المباني المتقنة والجميلة، تنتمي الى فن «موغال» الهندسي، في القرن السابع عشر. اما بوابة لاهور، في الجانب الغربي من القلعة فقد كانت رمزاً فاعلاً في القتال من اجل الاستقلال ولا تزال تعتبر موقعاً مقدساً للشعب الهندي. مقابل القلعة الحمراء ينتصب مسجد جاما الرائع الشكل والهندسة، الذي بناه أيضاً الامبراطور شاه جاهان في العام 1656، وهو اكبر مسجد في الهند، اذ اجتمع لتشييده اكثر من خمسة آلاف عامل ونحات لمدة ست سنوات. تبلغ سعة المسجد الذي بُني على طراز فن «موغال» المعماري ايضاً، 25 الف شخص، وهو يتألف من منارتين واربعة ابراج وثلاث بوابات مقوسة وجدران مكسوة بأحجار حمراء ورخام أبيض. اما قباب المسجد فيبلغ عددها 15 قبة رخامية مرفوعة فوق 260 عموداً. وهذا المسجد، الى جانب قصر تاج محل، يشكلان اهم مراكز الجذب السياحي في العاصمة الهندية. وفي وسط مدينة دلهي، يقوم ضريح الامبراطور هومايون، الذي شيدته ارملته الملكة هاجي بيغوم في القرن السادس عشر، وهو يضاهي، من الناحية المعمارية، مبنى تاج محل العريق. وليس بعيداً من هناك تقع «بوابة الهند» الشهيرة، وتتألف من قوس ضخم يبلغ ارتفاعه 42 مترا، وقد بني لتخليد ذكرى الجنود الهنود الذين قضوا في الحرب العالمية الأولى، وتنير اسفل البوابة شعلة خالدة. الى جانب هذه البوابة يرتفع مبنى «جانتار مانتار» المخصص للمراقبة والاستطلاعات الفلكية، وقد اشاده الملك جاي سنغ الذي اهتم كثيرا بعلوم الحساب والفلك في العام 1724، ولا يزال حتي اليوم يشكل محجاً لطلاب المعرفة من المؤرخين وعلماء الفلك. بعد الاستمتاع بمشاهدة المعالم السياحية والاثرية في وسط نيودلهي، لا بد للسائح من تخصيص يومين او اكثر لزيارة الجزء الجنوبي من المدينة، حيث يقع برج «منار قطب» الضخم الذي تم تشييده تخليدا لذكرى سيطرة المسلمين على دلهي. يبلغ ارتفاع البرج 72.5 متراً، وقد نحتت فوق جدرانه واعمدته آيات عديدة من القرآن الكريم، وصبغ الكثير منها بماء الذهب. وهو اليوم عبارة عن متحف ضخم جدا يحتوي على العديد من اللوحات التي توثق مراحل النضال الاسلامي للسيطرة على نيودلهي. وقد تم ترميم هذا البرج، مع اكثر من مئة من المباني التراثية هناك في اطار الاستعدادات لاستضافة دورة ألعاب الكومنولث في العام الماضي 2010. المؤسف أن تتكون لدى العديد من الأشخاص افكار خاطئة عن الهند عموماً، وعن نيودلهي خصوصاً، قبل زيارتها، فيتصورون وجود الشحاذين في الشوارع، بالاضافة الى الابقار التي تجوب الممرات والازقة، ومناظر غير طبيعية لكن مثل هذه الافكار تتبدد فور مشاهدة مدينة جميلة وحضارية ونظيفة تسابق العصر بمبانيها التاريخية الرائعة، وناطحات السحاب الحديثة، وحدائقها الواسعة وشوارعها العريضة، ومترو الانفاق الذي يضاهي بجماله وتصميمه مترو الانفاق في باريس ولندن. كل ذلك بالاضافة الى وجود مدينة جديدة يطلق عليها اسم «مدينة السيليكون» في ضاحية دلهي، وجميع مبانيها ناطحات سحاب تم تصميمها على احدث طراز معماري. ويخيل اليك وانت تمشي في شوارع نيودلهي انك تسير وسط غابة بفضل كثرة الاشجار الباسقة التي تغطي الأبنية احيانا، والحدائق الجميلة والواسعة والكثيرة. وتتميز نيودلهي بأسواقها المتعددة المنتشرة في كل انحاء المدينة بالاضافاة الى الفنادق من مختلف الدرجات، والمطاعم الشعبية والراقية التي تقدم وجبات سريعة، او وجبات محلية تشتهربها او حتى افضل الوجبات الغربية. وتحيط بموقع «منار قطب» اسواق شعبية للمسلمين بحيث يستطيع الزائر شراء ما يحلو له من اقمشة وملابس وتذكرات يدوية الصنع، باسعار زهيدة اذا كان الشاري ماهراً في فن المساومة. على صعيد آخر، فإن من يحب مشاهدة المباريات الرياضية، وخصوصا رياضة الكريكت، يستطيع الذهاب الى احد الملاعب العديدة في نيودلهي، خصوصا ميدان «فروز شاه كولتا»، وهو من اقدم ملاعب الكريكيت في الهند، وتجري فيه مقابلات دولية عدة بصورة منتظمة. يستطيع السائح كذلك زيارة الجامعات ومراكز التعليم العالي في نيودلهي، مثل جامعة «جواهر لال نهرو» التي انشئت في العام 1969، والتي اصبحت اليوم من اهم الجامعات في الهند والعالم، او «الجامعة الملية الاسلامية»، التي توفر مختلف التخصصات، وفيها عدد من المراكز التي تعنى بالبحوث، واكاديمية دراسات الشرق والعالم الثالث، وجامعة «بنارس الهندوسية» المعروفة عالميا بـ«معبد التعليم»، وما عدها من الجامعات والمعاهد العليا. اما نهاية المطاف السياحي فيفترض ان يكون في قصر «تاج محل» الذي يعتبر، بحق، من اجمل مباني العالم. هناك تقف مبهورا امام هذا التصميم المعماري الفريد الذي بني قبل حوالي 380 سنة، وهو مشبع بالطراز الاسلامي من حيث الروعة والزخرفة وهو عبارة عن مبنى عملاق وسط مساحات شاسعة من الحدائق على ضفة نهر بامونا، وتحيط به حديقة كبيرة تعتبر قمة في روعة التخطيط والتنسيق تضم نوافير المياه الجميلة، والاشجار العالية المنتظمة بطرق هندسية فريدة.
عدل سابقا من قبل محمود 66 في الخميس 5 أبريل - 17:05 عدل 1 مرات | |
|
فرات السلام
الجنس :
عدد المساهمات : 54
العمر : 34
| رد: الحداثة في قلب التاريخ |
| | |
|
الأربعاء 25 أبريل - 17:57 محمود 66 _
الجنس :
عدد المساهمات : 13454
العمر : 42
| رد: الحداثة في قلب التاريخ |
| مروركــــم اســـــــــــــــــعدني ... شرفتوا موضوعي | |
|