الجمعة! , يُقالُ , صَبيحةِ
ما يُقالُ في صَبيحةِ يوم الجمعة!
ما يُقالُ في صَبيحةِ يوم الجمعة!
بابُ ما يُقالُ في صَبيحةِ الجمعة -كتاب الأذكار للإمام النووى
اعلم أن كلَّ ما يُقال في غير يوم الجمعة يُقال فيه، ويُزاد (44) استحبابُ كثرة الذكر فيه على غيره، ويُزادُ كثرةُ الصلاة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
1/206 وروينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي اللّه عنه
عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "مَنْ قالَ صَبِيحَةَ يَوْمِ الجُمُعَةِ قَبْلَ صَلاةِ الغَدَاةِ: أسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الحَيَّ القَيُّومَ وأتُوبُ إِلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ".
ويُستحبّ الإِكثارُ من الدعاء في جميع يوم الجمعة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس رَجاءَ مصادفة ساعة الإِجابة، فقد اختُلف فيها على أقوال كثيرة، فقيل: هي بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس، وقيل: بعد طلوع الشمس، وقيل: بعد الزوال، وقيل: بعد العصر، وقيل غير ذلك. والصحيحُ، بل الصوابُ الذي لا يجوز غيرُه ما ثبت في صحيح مسلم (45) : عن أبي موسى الأشعريّ، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؛ أنها ما بينَ جلوس الإِمام على المنبر إلى أن يُسَلِّم من الصلاة. (46)
بابُ ما يَقولُ إذا طلعتِ الشَّمس
1/207 روينا في كتاب ابن السني، بإسناد ضعيف، عن أبي سعيد الخدريّ رضي اللّه عنه، قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا طلعت الشمس قال: "الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي جَلَّلَنا اليَوْمَ عافِيَتَهُ، وَجاءَ بالشَمْسِ، مِنْ مَطْلَعِها، اللَّهُمَّ أصْبَحْتُ أشْهَدُ لَكَ بِما شَهِدْتَ بِهِ لِنَفْسِكَ، وَشَهِدَتْ بِهِ مَلائِكَتُكَ وحَمَلَةُ عَرْشِكَ وَجَمِيعُ خَلْقِكَ إنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ القائِمُ بالقِسْطِ، لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، اكْتُبْ شَهادَتي بَعْدَ شَهادَةِ مَلائِكَتِكَ وأُولِي العِلْمِ، اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَإِلَيْكَ السَّلامُ، أسألُكَ يا ذَا الجَلالِ والإِكْرَامِ أنْ تَسْتَجِيبَ لَنا دَعْوَتَنَا، وأنْ تُعْطِيَنَا رَغْبَتَنا، وأنْ تُغْنِينَا عَمَّنْ أغْنَيْتَهُ عَنَّا مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ أصْلحْ لي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أمْرِي، وأصْلِحْ لي دُنْيايَ الَّتِي فِيها مَعِيشَتِي، وأصْلِحْ لي آخِرَتِي الَّتِي إلَيْها مُنْقَلَبِي".(47)
2/208 وروينا فيه عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه موقوفاً عليه أنه جعلَ من يَرْقبُ له طلوع الشمس، فلما أخبره بطلوعها قال: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لَنَا هَذَا اليَوْمَ وأقالَنا فِيهِ من (48)
بابُ ما يقولُ إذا استقلَّتِ (49) الشَّمس
1/209 روينا في كتاب ابن السني، عن عمرو بن عبسة رضي اللّه عنه،
عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما تَسْتَقِلُّ الشَّمْسُ فَيَبْقَى شَيْءٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالى إِلاَّ سَبَّحَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحَمِدَهُ إِلاَّ ما كانَ مِنَ الشَّيْطانِ وأعْتَاءِ بَنِي آدَمَ" فَسألْتُ عَنْ أعْتاء بَنِي آدَمَ؟ فَقالَ: "شِرَارُ الخَلْقِ".(50)
بابُ ما يقولُ بعدَ زَوَال الشَّمسِ إلى العصر
قد تقدم إذا لَبِسَ ثوبَه، وإذا خرجَ من بيته، وإذا دخلَ الخلاءَ، وإذا خرج منه، وإذا توضَّأَ، وإذا قصدَ المسجدَ، وإذا وصلَ بابَه، وإذا صارَ فيه، وإذا سمع المؤذِّن والمقيمَ، وما بين الأذان والإِقامة، وما يقولُه إذا أرادَ القيام للصلاة، وما يقولُه في الصلاة من أوّلها إلى آخرها، وما يقولُه بعدها، وهذا كلُّه يشتركُ فيه جميعُ الصلوات.
ويستحبّ الإِكثار من الأذكار وغيرها من العبادات عقبَ الزوال.
1/210 لما روينا في كتاب الترمذي عن عبد اللّه بن السائب رضي اللّه عنه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يُصلِّي أربعاً بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال: "إنَّها ساعةٌ تُفْتَحُ فِيها أبْوَابُ السَّماءِ، فأُحِبُّ أنْ يَصْعَدَ لي فِيها عَمَلٌ صَالِحٌ" قال الترمذي: حديث حسن.
ويُستحبّ كثرةُ الأذكار بعد وظيفة الظهر؛ لعموم قول اللّه تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْد رَبِّكَ بالعَشِيّ وَالإِبْكارِ} غافر: 55 قال أهل اللغة: العشيُّ من زوال الشمس إلى غروبها. قال الإِمام أبو منصور الأزهري (51) : العشيّ عند العرب: ما بين أن تزولَ الشمس إلى أن تغرب. (52)