دعوه يبكي وحده...؟
أيام زمان ألِف أهل المدَر حب الصدق وعليه تآلفوا , ونبذوا كل من جاء بدم كذب وغدر.........
هم بحنكة مخضها العقل فتمخضت عن حكمة .. أياديهم متشابكة عهدا ومد.سندا وعضدا....
وكان أبي أحدهم , وكنت أنا لأبي الأوحد من بين ثلاثة أشقاء...
ألآ فابصروا يا ذوي النهى والتدبر..؟
تدرجت ثم سلم الحياة درجت فلما قربت من قمته تدحرجت
من فقه العلم والحديث أخذت نصيبا .. مُيزت في عيون القوم فاكرموني فزوجوني بغريبة للعرب ربيبة
وامتدت الأيام طولا وقصرا, ومرت الأعوام خفافا وثقالا حلوا ومرا,والحال هو هو , ما يحل يوم إلا وازدادت ضيقا الحلقات حول عنقي فكنت لها سجينا حرا ....
رحت اسأل نفسي ما بال شمس الغرب لا ترحل وفي بلاد العرب رجل؟
استفتيت قومي بقولي: هل فيكم رجل رشيد إذا سمع الكلام غربله وبالعقل محصه , ولما يقول:أريد فهو يريد. هيا اسألوه ماذا يريد؟
إنه يريدها عمياء.. بكماء.. صماء.. مكتوفة اليدين .. مصفدة الرجلين...
صه.. لا غوغاء هنا أتوقف فلا أزيد.
به استخف كل من حضر, واستصغره كل من غاب عن المشهد ولم يسمع الخبر.. و ترى ألسنتهم تلوك أطراف الحديث دون تبصّر, وقالوا:رجلنا ؟ حسبناه طودا وإذ هو أجهل خلق الله من العبيد .... وشهد شاهد من بني جلدتهم له قول وله صول: صدق القول قاله , وعين العقل ما أراده ..
إنها امرأة يندر وجودها بين نساء الحي إن كنتم من الأحياء ...
هي للهداية أقرب ...عينها لا تنظر ولا تبصر إلا المباح الميسر..
يريدها بكماء ذات لسان عاقر إلا عن الذكروالحمد والشكر...
يريدها صماء في أذنيها وقر ’ لا تسمع إلا طيبا ولا تخلط أبيضا بأسود فتزل وتضل تضر وتتضرر
يريدها مكتوفة اليدين , لا تمتد يداها إلا ما الله أحله و يسّر
يريدها مصفدة الرجلين ليست بصاحبة خطوات ولا مرتدية مستنقعات ولا مسترجلة ليلا نهارا تغشى الساحات ...
أأستوعبتم قوله ومراده ؟ فإن أنتم كنتم كذلك فخلوا سبيله ..؟
إنها في أنتظار تنتظره ...إنها أمه .. إنها أمه ...إنها أمه..
دعوه يبكي وحده فله رب يعضده...؟
إبراهيم تايحي