آآآآآآآآآآآآآآآه ه ه!!! لقد مللتُ وأنا أتحمل.. مللتُ من كثرة المشاكل والهموم.. مللتُ من استهتار البشر وعدم مبالاتهم.. مللتُ من المصالح والاستغلاليات.. مللتُ من غبائي.. مللتُ من مشاعري وأحاسيسي الزائدة تجاه الآخرين في الوقت الذي هم لا يقدرون ولا يفهمون ذلك.. صحيح أنهم يحبونني ولكن ليس كما أحبهم ولم يفهموا ما أحس به يوماً.. أنا لا أستطيع أن أتخيل بعدهم عني بالمقابل هم لم يفكروا في ذلك لأنه لا يعنيهم و حتى لا يُهمهم.. لم يقدروا يوماً قيمة الدمعة ومعناها.. مللتُ من مجاملتي للناس ومن إجباري على البقاء مع من لا أرتاح لهم.. بالمختصر مللت.. مللت.. مللت.. مللتُ بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى... لن يستطيع أي أحد يقرأ هذه الحروف أن يفهمني ولا يحسّ بي ولا حتى يضع نفسه مكاني.. ولكن أتعرفون؟؟ هو ليس مضطراً لأن يضع نفسه مكاني أو يشعر بجزء من الذي في داخلي فكل إنسان له مشاكله وهمومه التي قدِّرت له في حياته ولن يستطيع أحد قتل قدره!!! ولكن السؤال إلى متى سأستطيع الصبر والاحتمال وضبط نفسي من الانفجار؟؟؟!! ولكني واثقة ومتأكدة من أنني لن أنفجر أبداً وأقول ما بداخلي!! لأني ريم.. ريم التي عاشت كاتمة لمشاعرها وخجولة من كل البشر.. خجولة حتى من البشر الذين لا يستحقون الاهتمام، وربما لا يستحقون الحياة.. ريم التي كانت دموعها رفيقة دربها وصديقتها التي تعانقها لتشعرها بالدفء والأمان والحنان.. كم مرة تمنيت أن أعيش لوحدي في كوكب آخر بعيداً عن كل البشر حتى بعيدة عن من أحبهم حباً غير عادي؟!! ولكني مللتُ من كل قلبي ولا زلتُ أحتمل وأحتمل وأحتمل... ولكن إلى متى؟؟؟!! إنها مرات لا تعد ولا تحصى التي تمنيت فيها أن أهرب من كل ما حولي.. آآآآآآآآآآآآآآآه ه ه!!! من أعماق قلبي أقولها لكل البشر... ما أقسى أن تقول الآه ولا يسمعك سوى الجدران، ولا يرد عليك سوى الصمت والخوف من المستقبل المجهول، ولا يواسيك سوى الوحدة مع أن البشر حولك!! يا لها من قسوة وبشاعة فظيعة لا يستطيع أحد الشعور بها إلا إذا عاشها لحظة بلحظة.. وتذوق مرارتها كل جرعة بملعقة.. وعانى من وحدتها وشرب الخوف بكأس حرمان بارد خالي من الدفء.. ولكن الحروف لن تستطيع يوماً أن تشعرنا بإحساس وشعور وألم كاتب تلك الحروف ولكنها تحمل جزءاً من أوجاعه عن قلبه المليء بأشياء لا يعرفها سوى الذي يعلم ما في الصدور.. ولكن مع أن الحروف والكلمات وحتى المواضيع الطويلة التي تملأ كتباً وتستهلك حبراً لا تستطيع مداواتي وإراحة قلبي ولكن مع ذلك كله أنا أعشقها وأحبها أكثر من أي شيء.. كلمة "تحمُّل" كم هي قاسية!! أ ليس كذلك؟؟ تخيلوا أن مجرد حروف من حبر تحمِل أوجاع وهموم قلوب.. هموم ليس لها بداية ولا نهاية.. ليس لها حجم ولا وزن.. سأبوح لكم بسر من أسراري الدفينة بين ضلوعي: أتعرفون أنني في كثير من الأحيان أحزن وأتقطع من ألمي على هذه الحروف المسكينة التي تحمل همومي أنا أو هموم أي شخص آخر.. إنها حقاً مسكينة.. هي مجرد حروف صغيرة وأنا دائماً أسأل نفسي كيف تستطيع التحمل والسكوت دون إبداء أي رأي.. ولكن كما قلتُ من قبل هي مجرد حروف وهذا قدرها وهو أن تبقى صامتة للأبد..... ولكن هذا أفضل لها ولنا أيضاً.. فنحن دائماً بحاجة من يسمعنا دون أن يتكلم هو؛ لأننا دائماً نريد أن نتكلم والجميع ينصت لنا دون أن نفكر يوماً أن نستمع وننصت لأحد..!!.. ولكن نحن بشر فماذا في وسعي أن أقول؟؟!!! لن أقول سوى أنه لا يوجد في الحياة بأسرها أجمل من كلمة "أحبك" ليقولها الناس لبعضهم البعض ولكن ليست الكلمة هي الجميلة ولكن معناها ووجه الشخص عندما يقولها بكل صدق وإخلاص هذا هو الجميل وإذا قلنا هذه الكلمة لبعضنا بكل صدق صدقوني سيترتب على هذه الكلمة كل كلمة جميلة وكل شيء جميل.. وأريد منكم أن تفكروا في معنى كلمة جميل التي لم تعد تعني لنا أي شيء!!...
بقلم: ريم حسّان