تغيير منهاج بكلوريا في سوريا 2012/2013
التربية : مناهج جديدة لطلاب الشهادات في العام الدراسي القادم
أشارت وزارة التربية إلى أنها تتابع عملية تطوير المناهج الدراسية الحديثة لتضعها بين أيدي طلاب الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي والتعليم الأساسي والصف السادس في التعليم الأساسي، مع بداية العام الدراسي القادم.
ونقلت وكالة الأنباء السورية( سانا) عن الموجه الأول لمادة التاريخ أحمد صالح قوله إن "المناهج الجديدة تركز على أساسيات المعرفة والتقليل من التفاصيل وتعمل على تنمية مجموعة من المهارات كالبحث والتفكير والاستنتاج والتفسير والتعلم الذاتي والعمل ضمن فريق موضحا أن الكتب جميعها تخضع دائماً لإعادة النظر حيث تتلقى الوزارة الملاحظات من المدرسين في الميدان ومن الأهالي وتأخذها بعين الاعتبار ومنها تلافي الحشو في بعض الدروس التي وردت للوزارة ملاحظات حولها".
وكانت وزارة التربية أدخلت هذا العام المناهج الجديدة على صفوف الخامس والثامن في التعليم الأساسي والحادي عشر في التعليم الثانوي، في حين أشارت إلى أن المناهج الجديدة للصف السادس الأساسي وللصف الثالث الثانوي وللصف التاسع الأساسي ستطبق العام الدراسي القادم.
وحول كتب مادة التاريخ بين الصالح أنها "تضمنت مجموعة من المربعات الإثرائية والصور والخرائط البيانية والخطوط الزمنية والأشكال التوضيحية والأسئلة التحفيزية التي تسهم في تنمية مهارات التفكير لدى الطالب إضافة لأنشطة وتدريبات صيغت بطريقة تساعد الطالب على البحث والاستقصاء مع مراعاة الفروق الفردية والمرحلة العمرية مؤكدا ان إرفاق الكتب بدليل المعلم يساعد على اختيار الإستراتيجية المناسبة للبيئة الصفية والأهداف التعليمية ومستوى الطلاب".
بدوره اعتبر الموجه الأولى لمادة الفلسفة الدكتور أحمد غنام أن الفرق الجوهري بين المناهج القديمة والحديثة يقوم على الاختلاف بين التعليم أو التلقين الذي تقوم عليه المناهج القديمة ومبدأ التعلم الذي تستند إليه المناهج الحديثة موضحا أن هذا المبدأ يحرص على تنشيط الطلاب في عملية التعلم باستخدام طرق حديثة مثل عصف الدماغ وحل المشكلات والتعلم التعاوني".
وأوضح غنام أن "نسبة قليلة من الأهالي والطلاب والمدرسين رفضت المناهج الجديدة لأنها تعودت على فكرة التلقين وهم سيتقبلون هذه المناهج فيما بعد لأن التغيير يحتاج إلى فترة زمنية".
وفي السياق نفسه اعتبرت الموجهة الأولى للفيزياء والكيمياء ملك الشوا أن "الوحدة الدرسية تتضمن العديد من المميزات من خلال احتوائها على مجموعة من الأنشطة والتدريبات والمسائل والعديد من الصور الملونة والرسومات التوضيحية والجداول وقالت إضافة إلى ذلك فإن مفردات الكتب تنسجم مع تسلسل الصفوف وترتيب المعلومات وحجم الموضوعات يتناسب مع عدد الحصص الدرسية".
وأضافت أن مناهج صفوف الخامس والثامن والثاني الثانوي التي وضعتهم الوزارة بين أيدي الطلاب هذا العام لاقت قبولا ورضا كبيرين بين الأهالي والمدرسين والطلاب على حد سواء، مشيرة إلى أهمية دليل المدرس المرافق للكتب في المناهج الجديدة الذي ساعد المدرسين والأهالي على توضيح كثير من المعلومات تربوية كانت أم علمية أم إثرائية".
وأشار مدير المناهج والتوجيه في وزارة التربية عبد الحكيم الحماد إلى أن "المناهج الجديدة وما تضمنته جاء وفق دراسة الواقع الراهن لمعالجة الجوانب السلبية وتعزيز الجوانب الإيجابية وأن تطوير المناهج لن يتوقف عند سنة أو صف معين والاكتفاء بما تم وضعه من مناهج لبعض الصفوف، لافتا إلى أن ذلك ينسجم مع تطور متطلبات المجتمع واختلاف المهارات المطلوبة مع هذا التطور لمواكبة التقدم المجتمعي والعلمي والثقافي والتقني والاقتصادي".
واستعرض الحماد الفروق في بناء المناهج الحديثة عن القديمة والتي تدرس حاليا وقال إن "المناهج الحديثة تؤلف في ضوء المعايير والمخرجات التعليمية التي تمثل النواتج التعليمية بدقة وأن عملية تأليفها تتم وفق خريطة مفاهيم تتسع وفق خصوصية المرحلة العمرية والأهداف التعليمية فيما القديمة والتي تدرس حاليا جاءت وفق عملية تطوير جزئية على مستوى المادة والصف في أحسن الأحوال ووفق الأهداف العامة للتربية والأهداف الخاصة بالمرحلة ما يجعلها أقل وضوحاً من المناهج الجديدة".
ويتابع حماد إن "المناهج الجديدة تراعي المنحى التكاملي بين مجالات المادة الواحدة وبين المواد الأخرى لجهة البناء والمجالات المعرفية والأدائية والوجدانية، ومستويات التفكير المختلفة من التذكر والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم موضحا أنها تركز على المهارات الحياتية والمهارات الخاصة بكل مجال من مجالات المادة الدراسية، وعلى الأنشطة البحثية والمهارات التطبيقية خلافاً للمناهج التي تدرس حالياً والتي تم تأليفها وفق مفردات المنهاج المنبثقة عن الأهداف الخاصة للمادة الدراسية وهي أقل دقة لتحديد المخرجات والنواتج التعليمية".
وبدأت وزارة التربية العام الماضي تطبيق المناهج الدراسية الجديدة لمختلف المراحل التعليمية والصفوف، حيث قامت بتغيير المناهج للصف الأول الأساسي، والصف الرابع والصفين السابع الأساسي والأول الثانوي.
ووضعت وزارة التربية خطة لتأهيل الكادر التعليمي في المدارس سواء لجهة المناهج الجديدة وتطوير طرائق التدريس واستخدام الوسائل التعليمية أم لجهة دمج التكنولوجيا بالتعليم وذلك لتحديد الملامح الإيجابية لها بهدف تعزيزها وتحديد السلبيات لتصويبها في الطبعات القادمة انطلاقا من كون نجاح العملية التعليمية يرتبط بتكامل أطراف هذه العملية المتعلقة بالمدرسين والطلاب والكتاب.
يذكر أن المناهج الدراسية الجديدة تعرضت للانتقاد من بعض الأهالي والمدرسين نتيجة حاجتهم لبذل جهود أكبر مع أبنائهم والطلاب لمتابعته، في حين يرى المعنيون أن تطوير المناهج يأتي في إطار عملية شاملة لكل المجالات والمواد والصفوف وان بناءها جاء وفق مدخل المعايير الوطنية التي تراعي الخصائص النفسية والعمرية للمتعلم وتواكب التطورات العلمية إضافة إلى ما تتيحه من إمكانية قياس مخرجات العملية التربوية.