قصة الاصمعي مع الفتى العاشق
كــان الأصمعي يتجول في باديه من باديه الحجاز وإذا به يرى صخرة مكتوب عليها
يا معشر العشاق بالله خبروا *** إذا حل عشقٌ بالفتى كيف يصنعُ
فكتب الأصمعي بيتاً كنوع من المداعبة تحت هذا البيت يقول فيه :
يداري هواه ثم يكتب سره *** ويخشع في كل الأمور ويخضعُ
فجاء اليوم الذي يليه فوجد بيتاً
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى *** وفي كل يوم قلبه يتقطع
فكتب الأصمعي وكان شاعراً فحلا
إذا لم يجد الفتى صبرا لكتمان سره *** فليس له شيء سوى الموت ينفعُ
فجـــاء الأصمعي اليوم الذي يليه فوجد شاباً في ريعان شبابه ميتاً بجانب الصخرة وقد كُتب عليها :
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغـوا *** سلامي إلى من كان بالوصل يمنع
هنيـــــئا لارباب النعيم نعيمهم *** وللعاشق المسكيـن ما يتجرع