12 وهما شائعا حول صحة الفم والأسنان تفندها المفاهيم العلمية
هناك كثير من المعتقدات التي يتداولها الناس ويصفونها لبعضهم البعض والخاصة بصحة الفم والأسنان وبعضها خاطئ ولا يمكن الاستفادة منه وبعضها الآخر يمكن الاستفادة منه ولكنه في نفس الوقت ضار بطريقة لا يشعر بها المريض. ونستعرض هنا بعض هذه المعتقدات والمفاهيم الخاطئة والمتعلقة بصحة الفم والأسنان من منطلق علمي لتحديد موقعها بين الحقيقة والوهم.
وهم 1
ان الطب الشعبي يعتبر طب بديل لطب الأسنان وان استخدام الأعشاب يساعد على القضاء على أمراض اللثه وتسوس الأسنان. فالبعض يقوم بزيارة طبيب شعبي عندما يشعر بآلام في أسنانه ويقوم الطبيب بوصف أنواع من الأعشاب المسكنة والتي يرتاح لها المريض احيانا. فمثلا استخدام زيت القرنفل يساعد على التقليل من انتفاخات اللثة والام الأسنان. ووضع القرنفل المسحوق أو البنادول على الأسنان مباشرة يقلل الآلام.
حقيقة 1
ان أمراض اللثة وتسوسات الأسنان لا يمكن علاجها الا بازالة العوامل المسببة، ولا يمكن ذلك الا عن طريق طبيب الأسنان. فيجب أولا تشخيصها وتشخيص أسبابها ومن ثم وصف العلاج اللازم.
وفي معظم الأحيان يحتاج العلاج الى ازالة الجير والكلس وهي المسببات الرئيسه لكثير من أمراض وتسوسات الأسنان. كما ان الجزء المسوس من السن يجب ازالته للحد من تفاقمه وكل هذه العلاجات لا يمكن انجازها الا بعلاج ميكانيكي بحت يتضمن كحت الجير والكلس وازالة التسوس ومن ثم استبدال الجزء المزال بحشوة مناسبة وأحيانا يتطلب العلاج سحب العصب الملتهب وحشوه.
ومن ذلك يمكن ان نستدل ان هذه الطرق البدائية من وضع المحاليل أو الزيوت أو المساحيق ليست الا للتخفيف المؤقت للآلام المصاحبة. كما ان استخدام بعضها قد يسبب نتائج عكسية مثل استخدام مسحوق القرنفل والذي قد يسبب هيجان اللثة الملامسة والتهابها اذا ما تم استخدامه لفترات طويلة وبتركيز عال. اما البنادول والأسبرين وغيرهما من المسكنات فانها صنعت للاستخدام عن طريق التأثير على الجهاز العصبي وليس للاستخدام المباشر على الأسنان. فمثلها مثل القرنفل في التأثير الضار على الأسنان. الفرشاة وغسول الفم
وهم 2
ان استخدام الفرشاة والمعجون وغسول الفم باستمرار كاف لمنع تراكم الجير والكلس ومنع التسوس دون الحاجه الى زيارة طبيب الأسنان.
حقيقة 2
ان الحفاظ على صحة الفم والأسنان هدف يحتاج الى مجموعة من الواجبات منها تفريش الأسنان بانتظام واستخدام الخيط السني بالطريقة الصحيحة وزيارة طبيب الأسنان بانتظام والحمية الغذائيه ضد التسوس وليس فقط تفريش الأسنان.
كما ان تنظيف الأسنان يحتاج الى تعلم الطرق الصحيحة فكثير منا لا يعرف ذلك ونحتاج الى استشارة طبيب الأسنان. وهناك بعض الأمراض التي لها مسببات أخرى غير الجير والكلس. فاحرص على زيارة طبيب الأسنان المناسب بانتظام لصحة أفضل.
وهم 3
استخدام غسول الفم باستمرار يساعد على منع التسوس والتهابات اللثة.
حقيقة 3
يستخدم غسول الفم في علاج اللثة، ولكن لفترات مؤقتة وبعد استشارة طبيب الأسنان. فبعضها يحتوي على مادة الكلوروهيكسيدين والتي يؤدي استخدامها لفترات طويلة الى تلون الأسنان باللون الأسود. ولذلك يجب استخدام بعض الأنواع الأخرى الخالية من مادة الكلوروهكسيدين وذلك بعد استشارة الطبيب المختص وليس لفترات طويلة.
وهم 4
التفريش يكون بعد تناول الوجبات الرئيسيه مباشرة.
حقيقة 4
عادة ما يتكون غذاؤنا من بعض المواد الحمضية والمشروبات الغازيه والمركزة بالأحماض والتي نستخدمها كنوع من النكهات المشهية وأحيانا لتسريع الهضم. وهذه بدورها تجعل الوسط الفمي حامضي، الأمر الذي يؤثر بدوره على الطبقة الخارجية للأسنان وذوبان الأملاح منها مما يجعلها عرضة للتآكل. وتفريش الأسنان مباشرة بعد تناول وجبة كهذه يؤدي الى تآكل الطبقة الخارجيه تدريجيا ومن ثم الأصابه بحساسية الأسنان المفرطة.
ولذلك ننصح بأن تغسل فمك وتتمضمض بعد الأكل وتتريث قليلا الى ان تتم معادلة تلك الأحماض في الوسط الفمي، ومن ثم تقوم بتفريش أسنانك بعد ذلك. كما ان أكل بعض انواع الفواكه مثل التفاح والموز والتقليل من المشروبات الغازيه يساعد في تعديل الوسط الحامضي.
وهم 5
يعتبر استخدام فرش الأسنان الخشنة وتحريكها بطريقة دائرية على الأسنان، الطريقه المثاليه للتفريش.
حقيقة 5
إن استخدام فرشاة خشنة وبطريقة دائرية قد يؤدي إلى تآكل طبقة المينا وانحسار اللثة عن الجذور. الأفضل استشارة طبيب الأسنان لاختيار الأدوات المناسبه للتنظيف. ولكن في جميع الأحوال احرص على استخدام فرشة اسنان متوسطة الخشونة لمن ليس لديه انحسار في اللثة وناعمة لمن لدييه انحسار في اللثة وحساسية مفرطة وتفريش الأسنان بتحريك شعيرات الفرشة في مكانها وبدون حركات قد تؤدي الى نحت الأسنان واللثة. والتأكد من تفريش جميع أسطح الأسنان بلا استثناء.
وهم 6
استخدام نكاشات الأسنان مفيد جدا ويغني عن استخدام الخيط السني لتنظيف اسطح الأسنان الجانبية من بقايا الأكل.
حقيقة 6
إن استخدام النكاشات بالطريقة العامية مؤذ جدا، حيث انه يسبب تآكل اللثة ونزفها خاصة في المنطقه البينية للأسنان. ولكن يمكن استخدامها بعد استشارة طبيب الأأسنان وتعلم الكيفية الصحيحة لاستخدامها وبصفة عامة فان استخدام اعواد الأسنان لتنظيف الفراغات البينية اذا كانت الأسنان متباعدة، عمل لا بأس به اذا نصح به طبيب الأسنان. وكذلك الخيط السني يجب استخدامه بالطريقة الصحيحة، والا كان مؤذيا للثة.
وهم 7
أن استخدام السواك كافٍ ويغني عن استخدام الفرشاة والمعجون.
حقيقة 7
الاعتماد على السواك فقط غير كاف والمشكله تكمن في شكله حيث ان استخدامه لا يضمن نظافة جميع أسطح الأسنان. كما أنه يجب أن يتم تجديده وغسله بعد كل استعمال والمشكلة الأخرى وضعه في الجيب مكشوفا ومعرضا لتراكم الأوساخ. فاذا أردت استخدامه فاحرص على تجديده ونظافته واحرص أيضا على عدم نحت الأسنان وايذاء اللثة به. والآن يوجد بعض مستحضرات الأسنان مستخلصه من السواك مثل معاجين الأسنان وغسول الفم.
وهم 8
ان استخدام الفحم المطحون أو مساحيق التبييض المباعة في المحلات التجاريه لتبيض الأسنان من الطرق الناجحة وغير المكلفة وتفريش الاسنان بها ينظف الأسنان ويساعد على تبييضها.
حقيقة 8
ان هذا السلوك خطير جدا ولا ينصح به في أي حال من الاحوال. نعم يمكن تبييض الأسنان بها ولكنها خشنة وقد تسبب تآكل طبقة المينا وجعلها خشنة الملمس مما يزيد من معدل تراكم الأوساخ والأصباغ ولا ننسى أمرا آخر في غاية الخطورة وهو ان مادة الفحم والمواد الكربونية تعتبر من مسببات سرطان الفم حسب ما اثبتته التجارب العلمية.
وهم 9
أن ارضاع الطفل عند النوم عن طريق الرضاعة الصناعية وتعويده على ذلك يساعد على تنويمه بسهولة.
حقيقة 9
نعم ان هذا حقيقي وذلك عن طريق التعود. ولكن له اثار جانبية خطيرة على الأسنان. فالحليب الصناعي يحتوي على سكريات تؤدي إلى تسوس الأسنان وبيات الأسنان في بحر من الحليب باستمرار يؤدي الى تسوس يصيب معظم الأسنان خاصة الأمامية منها في سن مبكره ( baby bottle caries ) ويصاحب ذلك بالطبع كثير من الألم والانتفاخات المقززة. وقد يقول البعض بان الأسنان اللبنية غير مهمة وسيتم استبدالها بالأسنان الدائمة وهذا منطق غير صحيح ، حيث أثبتت الدراسات أهمية الحفاظ على الأسنان اللبنية لما لها من دور في صحة الطفل العامة والنفسية وصحة الأسنان الدائمة وتناسقها فيما بعد.
وهم 10
الطبيب الماهر هو الذي يحافظ على الأسنان بشتى الطرق وينصح بانقاذ السن الطبيعي بأي طريقة كانت.
حقيقة 10
هذا كلام جميل جدا ولكن ضمن حدود معينة. فهناك عوامل يجب دراستها للتأكد من امكانية الحفاظ على السن من عدمها خاصة في عصرنا الحاضر، حيث يتوفر البديل الناجح الا وهو زراعة الأسنان والتي أثبتت الدراسات على ارتفاع نسبة نجاحها الى أكثر من 90%. فتصور بان لديك سن مسوس وقد وصل التسوس الى لب السن مما أدى الى موت العصب وتكون خراج أسفل السن.
وأقترح عليك الطبيب المعالج طريقتي علاج مختلفتين: التقليديه هي ان يقوم بتنظيف السوس والعصب ومن ثم حشو العصب وبناء التاج ومن ثم تلبيسه وعمره الافتراضي هو 5 سنوات. والطريقه الحديثه هي ان يقوم بخلع السن ومن ثم زراعة سن كامل وعمره الافتراضي مثل اي سن طبيعي اخر ولا يوجد فرق كبير في التكلفة المالية. فأيهما ستختار؟ لذلك اختلف المبدأ المنادي بالحفاظ على الأسنان الطبيعيه بأي طريقة كانت. الأصح ان نقول نعم نحافظ على الأسنان بقدر المستطاع ولكن ضمن حدود معينه يحددها الطبيب المعالج.
وهم 11
توجد طريقة تقويم أسنان حديثه يتم بها العلاج في زيارة واحدة.
حقيقة 11
هذه الطريقه تعتمد على نحت الأسنان لتعديلها ون ثم تلبيسها بقشرة البورسليين وليست من طرق علاج التقويم، وانما هي طريقة تجميل ينصح بها للأسنان المشوهة بكسور أو بأصباغ تؤثر على الشكلة العام للأسنان.
وهم 12
ان أحسن وقت لعلاج تقويم الأسنان هو بعد بزوغ الأسنان الدائمة أي بعد سن الثالثة عشرة.
حقيقة 12
هذا مفهوم خاطئ في ظل وجود ما يسمي بتقويم الأسنان الوقائي والذي يمكن ان يمنع حدوث كثير من التشوهات السنية والفكية وذلك قبل خلال فترة بزوغ الأسنان الدائمة. فزيارة طبيب تقويم الأسنان الأولى يجب ان تكون في بعد بزوغ الأسنان الدائمة الأمامية وذلك للكشف الأولي وتشخيص أي تشوهات موجودة.
وهكذا نرى ان هناك كثير من المفاهييم الخاطئه لدى الناس. ولمعرفة العلاج المثالي لمشكلتك يجب عليك زيارة الطبيب المختص.