محمود 66 _
الجنس :
عدد المساهمات : 13454
العمر : 42
| للاهمية هل النار في الأرض أم في السماء ؟ |
| هل النار في الأرض أم في السماء ؟
(( فتاوى للشيخ ابن عثيمين عن نار الآخرة ))
هل هناك ناران نار لأهل الكفر ، ونار لأهل المعاصي الذين يعذبون فيها ثم يخرجون؟ 182- وسئل فضيلة الشيخ : هل هناك ناران نار لأهل الكفر ، ونار لأهل المعاصي الذين يعذبون فيها ثم يخرجون؟ فأجاب بقوله : زعم بعض العلماء ذلك وقال : إن النار ناران نار لأهل الكفر ، ونار لأهل المعاصي من المؤمنين وبينهما فرق ، ولكن هذا لا أعلم له دليلاً لكن عذابهما يختلف ، لا شك أنها على عصاة المؤمنين ليست كما هي على الكافرين وكوننا نقول بالتقسيم بناء على استبعاد عقولنا أن تكون نار واحدة تؤثر تأثيرين مختلفين لا ينبغي ؛ لأن هذا الاستبعاد لا وجه له لأمرين: الأمر الأول: أن الله على كل شيء قدير ، وأن الله قادر على أن يجعل النار الواحدة لشخص سلاماً ، ولآخر عذاباً . الأمر الثاني: أن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا أبداً لظهور الفرق العظيم بينهما ، فلا يجوز أن تقيس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا لتنفي مالا يتسع له عقلك ، بل عليك بالنسبة لأحوال الآخرة أن تسلم وتقبل وتصدق ، أليست هذه الشمس ستدنو من الخلائق قدر ميل يوم القيامة؟ ولو كانت أحوال الناس يوم القيامة كأحوالهم في الدنيا لأحرقتهم ؛ لأن هذه الشمس في أوجها لو أنها نزلت ولو يسيراً أحرقت الأرض ومحتها عن آخرها ونحن نحس بحرارتها الآن وبيننا وبينها مسافات عظيمة لا سيما في أيام الصيف حين تكون عمودية ، ومع ذلك تدنو من الخلائق يوم القيامة على قدر ميل ولا يحترقون بها ، كذلك أيضاً في يوم القيامة في مقام واحد المؤمنون لهم نور يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ، والكفار في ظلمة ، لكن في الدنيا لو كان بجانبك واحد على يمينه نور وبن يديه نور فإنك تنتفع به ، أما في الآخرة فلا، وفي الآخرة أيضاً يعرق الناس فيختلف العرق اختلافاً عظيماً بينهم ، وهم في مكان واحد، فمن الناس من يصل العرق إلى كعبيه ومنهم من يصل إلى ركبتيه ، ومنهم من يصل إلى حقويه ، ومنهم من يلجمه العرق ، وهم في مكان واحد. فالمهم أنه لا يجوز أن نقيس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا ثم نذهب ونحدث أشياء لم تأت في الكتاب والسنة كتقسيم النار إلى نارين : نار للعصاة ونار للكافرين فالذي بلغنا ووصل إليه علمنا أنها نار واحدة لكنها تختلف.
هل نار جهنم لها اسم واحد أو أسماء متعددة؟ (183) سئل فضيلة الشيخ : هل نار جهنم لها اسم واحد أو أسماء متعددة؟ فأجاب قائلاً :نار جهنم لها أسماء متعددة وهذا التعدد في الأسماء لاختلاف صفاتها ، فتسمى الجحيم ، وتسمى جهنم ، ولظى ، والسعير ، وسقر ، والحطمة ، والهاوية ، بحسب اختلاف الصفات والمسمى واحد فكل ما صح في كتاب الله أوسنة الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، من أسمائها فإنه يجب على المؤمن أن يصدق به ويثبته.
إذا استعاذ الإنسان من عذاب جهنم فهل المراد أنه يعوذ بالله من المعاصي المؤدية إلى جهنم أو يتعوذ بالله من جهنم؟ (184) وسئل فضيلة الشيخ: إذا استعاذ الإنسان من عذاب جهنم فهل المراد أنه يعوذ بالله من المعاصي المؤدية إلى جهنم أو يتعوذ بالله من جهنم؟ فأجاب بقوله :يشمل الأمرين فهو يستعيذ بالله من عذاب جهنم أي من فعل الأسباب المؤدية إلى عذاب جهنم ، ومن عذاب جهنم أي من عقوبة جهنم إذا فعل الأسباب التي توجب ذلك ، لأن الإنسان بين أمرين إما عصمة من الذنوب فهذه إعاذة من فعل السبب ، وإما عفو عن الذنوب وهذه إعاذة من العذاب، وقولنا : العصمة من الذنوب ليس معناه العصمة المطلقة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) . وقال : (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) .
هل عذاب النار حقيقي أو أن أهلها يكونون فيها كأنهم حجارة لا يتألمون ؟ (185) وسئل فضيلة الشيخ: هل عذاب النار حقيقي أو أن أهلها يكونون فيها كأنهم حجارة لا يتألمون ؟ فأجاب فضيلته : عذاب أهل النار حقيقي بلا ريب ، ومن قال خلاف ذلك فقد أخطأ وأبعد النجعة فأهلها يعذبون فيها ويألمون ألماً عظيماً شديداً ، كما قال -تعالى- في عدة آيات : {لهم عذاب أليم} حتى إنهم يتمنون الموت ، والذي يتمنى الموت هل يقال : إنه يتألم أو إنه تأقلم ؟ لو تأقلم ما تألم ولا دعا الله أن يقضي عليه {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون . لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون} إذاً هم يتألمون بلا شك ، والحرارة النارية تؤثر على أبدانهم ظاهرها وباطنها ، قال الله تعالى في كتابه العزيز : {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً} . وهذا واضح أن ظاهر أبدانهم يتألم وينضج ، وقال تعالى : {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه} وشيُّ الوجوه واللحم معروف فهم إذا استغاثوا {يغاثوا بماء كالمهل} بعد مدة طويلة وهذا الماء إذا أقبل على وجوههم شواها وتساقطت والعياذ بالله فإذا شربوه قطع أمعاءهم {وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم} وهذا عذاب الباطن ، وقال النبي ، صلى الله عليه وسلم ، في أهون أهل النار عذاباً : (إنه في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه) أعوذ بالله الدماغ يغلي فما بالك بما دونه مما هو أقرب إلى النعلين وهذا دليل واضح على أنهم يتألمون ، وأن هذه النار تؤثر فيهم وكذلك قال -تعالى- : {وذوقوا عذاب الحريق} أي المحرق والآيات والأحاديث في هذا كثيرة واضحة تدل على بطلان قول : من قال (إنهم يكونون كالحجارة لا يتألمون) .
هل النار في السماء أو في الأرض؟ (186) وسئل فضيلة الشيخ : هل النار في السماء أو في الأرض؟ فأجاب قالئلاً:هي في الأرض ، ولكن قال بعض أهل العلم:إنها هي البحار، وقال آخرون :هي في باطن الأرض ، والذي يظهر أنها في باطن الأرض ،ولكن ما ندري أين هي من الارض ، نؤمن بأنها في الأرض وليست في السماء ولكن لا نعلم في أي مكان هي على وجه التعيين. والدليل على أن النار في الأرض ما يلي: قال الله تعالى -: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين} وسجين هي الأرض السفلى ، كذلك جاء في الحديث فيمن احتضر وقبض من الكافرين فإنها لا تفتح لهم أبواب السماء ، ويقول الله تعالى : (اكتبوا كتاب عبدي في سجين وأعيدوه إلى الأرض) ولو كانت النار في السماء لكانت تفتح لهم أبواب السماء ليدخلوها ؛ لأن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، رأى أصحابها يعذبون فيها ، وإذا كانت في السماء لزم من دخولهم في النار التي في السماء أن تفتح أبواب السماء. لكن بعض الناس استشكل وقال : كيف يراها الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، ليلة عرج به وهي في الأرض؟ ؛(1) وأنا أعجب لهذا الاستشكال ، إذا كنا ونحن في الطائرة نرى الأرض تحتنا بعيدة وندركها ، فكيف لا يرى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، النار وهو في السماء؟ فالحاصل أنها في الأرض وقد روي في هذا أحاديث لكنها ضعيفة ، وروي آثار عن السلف كابن عباس ، وابن مسعود ، وهو ظاهر القرآن {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} والذين كذبوا بالآيات واستكبروا عنها لا شك أنهم في النار.
هل ما يذكر من أن أكثر أهل النار النساء صحيح ولماذا؟ (187) سئل فضيلة الشيخ - حفظه الله- : هل ما يذكر من أن أكثر أهل النار النساء صحيح ولماذا؟ فأجاب بقوله :هذا صحيح ، فإن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال لهن وهو يخطب فيهن : (يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار) وقد أورد على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، هذا الإشكال الذي أورده السائل قلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : (تكثرن اللعن وتكفرن العشير) فبين النبي ، صلى الله عليه وسلم أسباب كثرتهن في النار ، لأنهن يكثرن السب ، واللعن ، والشتم ، ويكفرن العشير الذي هو الزوج فصرن بذلك أكثر أهل النار.
فتاوى ابن عثيمين المجلد الثاني ( 11 من 380 )
الله يجنبنا عنها يارب العالمين منقول للاستفادة محمود66 | |
|
احمد علوش
الجنس :
عدد المساهمات : 3627
العمر : 45
| رد: للاهمية هل النار في الأرض أم في السماء ؟ |
| | |
|