عرب ادول وتقليد الغرب
عرب أدول«التمثيل والاستهبال واللجنة الضائعة»!
مقال من الكاتب:محمد الرشيدي
بعد تسع سنوات منذ ان اطلق الانجليزي سايمون فيلر برنامج (امريكان ادول) الماخوذ اصلا من برنامج (بوب ادول) عام 2002م، وصل لنا نحن العرب النسخة المعربة بالكامل من البرنامج كعادتنا بهذا الخصوص، وكمنهج عربي بالتقليد طبق الاصل، حيث اطلقت ال mbc برنامج (عرب ادول) بحملة اعلانية ضخمة وبرهان على نجوم معروفين مقسمين بين الخليج ممثلة بأحلام، ولبنان ممثلا براغب علامة، ومصر ممثلة بحسن الشافعي.
لن نختلف على ان التقليد التقليدي عادة او سمة تلفزيونية اعتدنا عليها، ولن آتي بجديد بهذا الخصوص؛ لانني وكثيرين سبق ان تناولنا هذه الظاهرة منذ سنوات، وتحدثنا عنها كثيرا، ونحن نعرف ان ظاهرة البرامج العالمية ظاهرة معروفة تلفزيوينا خصوصا كبرنامج (امريكان ادول) حيث يوجد ايضا (استريلين ادول) (وكنيدين ادول)، ولكن نحن نختلف عنهم بتطبيقنا التقليد بحذافيره، من دون اي لمسات ابداعية تعطي البرامج نكهة خاصة، فبعد متابعتي لحلقتين من (عرب ادول) وجدت اننا امام شبه تمثيلية للفت الانتباة للبرنامج بعيدا عن العفوية الطبيعية، التي اعتدنا عليها من (امريكان ادول) ونحن نشاهد نجوم لجنة تحكيم البرنامج قبل الحالية: بولا عبدول، وراندي جاكسون، وسايمون كول، وهم يتعاملون بلباقة اكثر مع المشاركين، ويقدمون لهم الاعتذار والاسف عندما يضطرون للضحك على نوعية مشاركة المتسابقين بالبرنامج، تماما عكس احلام وراغب وحسن في محاولتهم المستميته ليكونوا اكثر خفة دم، ومحاولة الاستهتار بصلافة مع بعض (الممثلين) عفوا المشاركين!!
فمع احترامي لبداية البرنامج الضعيفة جدا التي لم ولن تتجاوز نجاحات برنامج (سوبر ستار) العربي الشهير ورصانة لجنة التحكيم فيه، اقول ان ما شاهدته برنامج بدايته ضعيفة جدا وغير مركزة، ومحاولة الاضحاك اكثر منها من التطريب او الاستمتاع باصوات جيدة، يمكن ان يفرزها البرنامج، مع انني اشك بذلك، كما ان النواحي الانتاجية بالبرنامج عادية جدا، حتى لو كانت كاميرا البرنامج تتنقل من دون تنظيم او تنسيق بين بيروت والكويت والقاهرة ولندن!
انا هنا بحكمي الاستباقي على بداية البرنامج اؤكد اننا لن نشاهد مواهب تستطيع ان تكون ذات شأن كبير؛ لان لجنة التحكيم واخراج البرنامج والنواحي الانتاجية فيه، للاسف ضعيفة وغير مناسبة للاسف مع نجاحات سابقة لقناة ال mbc كنجاحهم الشهير مع برنامج (من يربح المليون)، وانا هنا اثق ان مسئولي ال mbc دائما هم اكثر شجاعة في تدارك بعض الضعف او الهفوات التي تحدث عند انطلاق اي برنامج يقدمونه، وهنا لابد ان نذكر برنامج (الصفقة) الشهير على القناة التي اتاحت فيه القناة الفرصة للصوت الاذاعي احمد الحامد، وسجل اربع حلقات وتفرغ للبرنامج ولكن بعد فشله التلفزيوني الذريع في البرنامج تم الاكتفاء بظهور الحامد، في حلقة واحدة واستبدل بمذيع مصري قاد البرنامج لبر الامان لكون احمد الحامد لا يتناسب مطلقا مع الظهور التلفزيوني، وانعكس هذا الامر عليه في استمراره برتم برامجي واحد، وهذا الامر يعطينا دلالة على بعد النظر لدى مسئولي ال mbc واحترامهم السريع لملاحظة المشاهد.
لهذا ارى انه لابد ان يكون هناك لحظة مكاشفة سريعة لطبيعة رتم البرنامج الحالية وخصوصا في التناغم بين لجنة تحكيمه، والأهم ان يركز في الاصوات وليس على حركات الاستهبال التمثيلية التي يتم اقحام البعض فيها؛ ليوهم المشاهد لهذه النوعية من الحركات التي لن تمر على المشاهد، وكأن الامر عفوي، نحن ننتظر ان يكون لبرنامج (عرب ادول) مساهمة ملموسة لكشف المواهب كما فعل (امريكان ادول) عندما اوجد لنا حاليا نجوما كبارا فازوا بحلقاته مثل: كيلي كلاركسون (2002)، روبن ستودارد (2003) واخيرا ديفيد كوك (2008) وكريس ألن (2009) وهذا ما نتمناه مع انني اراه مع البرنامج الحالي من الاحلام.