الملك ريتشارد قلب الأسد
ولد ريتشارد قلب الأسد عام 1157 م , وهو الابن الثالث للملك هنري الثاني. على الرغم من مكانته التي وضعه ابوه فيها, وجعله في منزلة الدوق, الا انه لم ترق له هذه الحياة ولم يرض بغير الملك, فثار مع اخوته على ابيه عام 1173–74 م . ثم ما لبث وان تقاتل مع اخوته ايضا على الملك, وعاد مرة اخرى وقاتل ابيه في معركة عنيفة عام 1189 م .
قام هذا الملك الصليبي بقيادة (حملة الملوك) الصليبية والتي تعرف بالحملة الصليبية الثالثة, برفقة ملك فرنسا فيليب الثاني (فيليب اغسطس) , و ملك المانيا فريدريك الأول (ذو اللحية الحمراء). وفي طريقه الى فلسطين, قام بتأديب لصوص قبرص الذين لم يعلموا مقدار قوته عسكريا التي كانت حوالي 250 ألف جندي صليبي , فقام بتاديب لصوص قبرص وجلس في قبرص مدة قصيرة, وكانت سببا في تأخره لمقاتلة المجاهدين في فلسطين.
وصل الملك الصليبي الى فلسطين بهدف تحريرها من المسلمين, ودارت بينه وبين القائد العظيم صلاح الدين يوسف عدة معارك مهمة لعل اهمها هو معركة أرسوف التي كانت المعركة القاصمة والتي اسفرت عن مقتل الالاف من المسلمين, وهزيمة الجيش الاسلامي في نهاية المعركة.
مما يجدر ذكره ان هذا الملك الصليبي قد تعرض للموت مرات عديدة, وقد عُرف عنه انه مجازف لدرجة الجنون, ولعل هذا كان سبب موته وسنأتي لها لاحقا. على الرغم من انتصار الجيش الصليبي المقدر بـ 500 ألف جندي ذلك الوقت وبقيادة ملكين لأقوى دولتين في أوروبا ذلك الوقت, الا ان ذلك لم يجعله يصل الى مراده بوجود القائد البطل صلاح الدين يوسف بجيشه الذي يقارب الـ 3000 جندي فقط. مما جعل ريتشارد يرضخ لسيادة المسلمين لمدينة القدس والعودة فورا لأوروبا بعد ان أعلن اخيه (جون) عصيانه وتلقيب نفسه بملك انجلترا عوضا عن ريتشارد.
أُسر ريتشارد وهو في طريقه الى بلاده من ملك النمسا(ليوبولد), وتم ارساله الى امبراطور روما هنري, وتم ايضا سجنه هناك ولبث فيها الى ان فدى نفسه بمبلغ ضخم جدا كان حافزا له ليستعيد ملكه بالقوة. وبعد عودته للعرش, قاتل صديقه (في الأمس) ورفيق دربه الصليبي الملك الفرنسي فيليب اغسطس الثاني. قتُل ريتشارد في احدى المعارك الصغيره نتيجة لإهماله وعدم الاخذ بنصح مستشاريه العسكريين عام 1199 م.
ومن الصفات التي لم تعجبني في هذا الملك الصليبي, هي انه كان مجرم حرب بصورة لا يستهان بها, فقد خالف النصوص السماوية وقتل 3000 من أسرى حصون عكا المسلمين فقط لأن صلاح الدين تأخر في دفع فديتهم, وقد أخذ عليه المؤرخون الغرب هذا الشيء قبل المؤرخين العرب, بمعنى أدق وفي مصطلح العصر, لقد كان الملك الصليبي إرهابيا لا يعرف للحق مبدأ.
ومن الصفات القيادية التي اعجبتني في هذا الرجل, انه كان عقلية داهية في عصره, حتى يقال انه داهية زمانه (أرطبون) . وكان اغلب الملوك يخشون بطشه وقوته, نظرا لعدم اعترافه بمبدأ التراجع او الخوف ابدا. ايضا كان محنكا في الخطط العسكرية البحتة, على الرغم من فشله الذريع في اخذ القدس من صلاح ال
محمود66