من يظن ان الله لايغفر له
وقال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً.
قال: الذي يظن أن الله لا يغفر لهم.
إذا أمسى فراشي من تراب *** وصرت مجاور الرب الرحيم
فهنوني أحبائي وقولوا *** لك البشرى قدمت على كريم
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل موته بثلاثة أيام يقول: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز
وجل». رواه مسلم.
أخي المسلم: حفظني الله وإياك من كل سوء وهدى قلبي وقلبك إلى الحق.
أخي: "القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه والخوف
والرجاء جناحاه فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع
الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر".. الإمام
ابن القيم
أتيتك راجياً يا ذاالجلال *** ففرج ما ترى من سوء حالي
إلى من يشتكي المملوك إلا *** إلى مولاه يا مولى الموالي
وها أنا ذا عبيدك عبد سوء *** ببابك واقف يا ذاالجلال
فإن عاقبت يا ربي فإني *** محق بالعذاب وبالنكال
وإن تعفو فعفوك أرتجيه *** ويحسن إن عفوت قبيح حالي
أخي المسلم: كم من هذه النفس محبة للآمال والرخص العريضة.. سرورها في الكسل
والأماني الرخيصة.. وها أنا أخي أدلك على علامات الطريق وأرشدك إلى ملاك
الأمر فاستعصم به أخي تفز..
قال مالك بن دينار: "إذا عرف الرجل من نفسه علامة الخوف وعلامة الرجاء فقد تمسك بالأمر الوثيق
أما علامة الخوف: فاجتناب ما نهى الله عنه..
وأما علامة الرجاء: فالعمل بما أمر الله به".
فاجمع أخي الهمة.. وكن من هؤلاء: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ
رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ
مَحْذُورًا } [الإسراء: 57]
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات