الآ, الفراق
الم الفراق
لم الفراق
كل حكاية لها بداية ونهاية ...
نهايتها تتفرع لفرعين ...
إما الفراق وإما اللقاء الأبدي ...
لكني في كل لحظة من لحظات عمري أجد أن الأولى
هي دائما نهاية لكل قصة
عشتها أو تعايشت معها ... فلا بد أن يأتي الفراق
وعندما أتى ذلك اليوم تمنيت لو أنك سمحتي لي بفرصة
تتوج لي بها أمنية أخيرة
أريدها ...
تلك اللحظة تشبه اللحظات الأخيرة في حياة المحكوم
عليه بالإعدام ...
فنحن بتلك اللحظة مثله ننقاد للإعدام بطريقة أخرى ...
لذا كنت أتمنى لو أنك سمحتي لي بأمنية أخيرة
وبعد الفراق أصبحت تائه بين المشاعر المختلطة
والأحاسيس المبعثرة ...
مشاعر الشوق والحنين والإحساس بالجرح والمهانة .
وأقف حائر , هل من الطبيعي أن أفكر فيكي بعد الفراق
؟ هل يحق لي أن أسال عنك بعد الفراق ؟
ولا تقف الأمور لهذا الحد بل تتخطاه , فعندما يفيض
الشوق داخلي أجدني دون وعي ...
اريد سماع صوتك اخبارك
فلا يحق لي سماع صوتك في هذا الوقت كل الأصوات
مباحة إلا صوتك ...
كل الأحاسيس مسموحة لي إلا تلك المتجهة إليك ...
يحق لي الاشتياق لكل العالم إلا أنتي ...
فأنتي الحكاية التي ابتدأت يوماً وانتهت يوماً ...
أنتي الإحساس بالجراح ... الإحساس بالغربة ...أنتي
الإحساس بلا وعي... والإحساس بالحب
بالشوق ...بالأمل ...
أتدري رغم ضيق صدر الشوق
ورغم ضيق مساحة الأمل إلا أنني أشعر حقاً
بوجودهما داخلي بعنف وقوة ...
لم أعد أشعر بالجرح من غيرك فالجراح من بعدك
جراح تافهة لا معنى لها ...
طفيفة ... لا تأثير لها ...
اسمحي لي بعد الفراق بأن ارفع يدي مودع أياماً حملت
لحظاتي الجميلة وذكرياتي المدهشة ...
اسمحي لي بأن ألوح بيدي لتلك الايام التي قضيناها معاً ...
اسمحي لي بأن أسلم بيدي على دقائق عمري الجميلة التي
كنتي تتوجنها بقربك فيها ...
الوداع ... هي كلمة الفراق ... فودعاً ...
ولن أوقع باسمي كالمعتاد ... فمن كتب اليوم رجل
أخر كتب عن نهايته ونهاية حكايته ...
فهل أوقع باسم رجل فارق الحياة ... أم أوقع باسم رجل تخطى مرحلة من الحياة ...
أم بأخر بدأ معاناة الحياة ... لا أدري أي منهم الصواب فربماً من الأفضل أن
أوقع باسم رجل سيعيش رغم الألم ورغم الفراق ...
رجل يتحدى الفراق