«الدبل فيس»
تسيّد عالم اللواصق في فترة وجيزة..وأصبح الأكثر شهرة واستخداماً واماناً ونظافة من بين أنواعها المختلفة مثل الــ: «صمغ، التيب، الغراء، آلآجو»..صحيح أن سعره مرتفع قليلاً لكنه يؤدي خدمة هائلة لمستخدمه...
لاصق «الدبل فيس»..يلجأ اليه عادة من يريد ان يخفي عيباً ظاهراً، او يثبّت غرضاَ ما دون ان تظهر وسيلة التثبيت للعيان ودون ان تترك ندباً في الحائط او الخشب وذلك بسبب خاصيته اللاصقة على الوجهين فهو يمكن ان يمسك «بالغرض» الظاهر للعيان ..ويمكن ان يمسك بالقاعدة المرتكز عليها بنفس الوقت بمعنى آخر هو خادم مطيع للجهتين المتنافرتين...
لاصق «الدبل فيس» سيّد الخدعة..فعادة ما يستخدمه الممثلون في أدوارهم التمثيلية عندما يريدون ان يثبّتّوا اللحى المستعارة فيقوم بتثبيت الشعيرات المزيّفة بالجلد الناعم فيبدو «الزعلطي» ورعاً..ويبدو الشاب كهلاً وتبدو ألامرأة رجلاً...وعند انتهاء الدور يقوم الممثل بسلخ اللحية المستعارة والرجوع الى طبيعته دون ان يترك اثراً او «دبقاً» او يثير حساسية على الوجه الطبيعي ..ثم يقوم بعدها بسلخ «الدبل فيس» من اللحية المستعارة ورميه في القمامة، فهذا اللاصق وان كان سعره مرتفعاً وخدماته هائلة الا انه لا يستخدم لأكثر من مرة..وعند أداء دور جديد في مشهد تمثيلي جديد لا بدّ من «دبل فيس»جديد يخدم القصة.
في كل دول العالم الــ» دبل فيس» واحد من الأدوات المكتبية، الا عندنا فالــ»دبل فيس» واحد من أدوات السياسة.. برقيات «ويكليكس» كشفت لنا ان الكثيرين من آل «دبل فيس» الكرام كانوا يزيّفون قناعاتهم أمامنا ويتعرّون بأفكارهم أمام «السفير»..كانوا يمثّلون علينا بــ»الورع الوطني» والثوابت الوطنية ثم يمارسون «فغاغتهم وزعلطيتهم» خلف الباب «الواشنطني» الموصد..
شكراً ويكليكس .. فقد خُدعنا أكثر مما يجب.