غض البصر .. كحل المؤمن
البصر نعمة..
يغفل المؤمن عن تذكر أن البصر نعمة من نعم الله علينا؛ أعطاها لنا أمانة. وهذه الأمانة لها حرمتها، ولا بد من صيانتها، وألا يُترك لها العنان. فقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "العينان تزنيان وزناهما النظر"، فلنحذر إذن من الإفراط في النظر، وليكن النظر بغرض الحاجة والضرورة فقط.
ويدخل النظر في إطار صيانة عورات الناس، ومن هنا جاء أمر الله بالاستئذان قبل دخول البيوت؛ يقول - عز وجل - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (النور: 27).
وروي أن سعد بن أبي الحسن قال للحسن "إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورءوسهن"؛ فقال له: "اصرف بصرك".
وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أيضا عن إطلاق النظر، فقد قال عندما مر بقوم يجلسون على الطرقات: "إياكم والجلوس على الطرقات، فإن أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر" (رواه البخاري ومسلم).
وللنساء نصيب..
المؤمن يغض البصر عن المحرمات
لقد ورد الأمر بغض البصر للرجال والنساء؛ حتى لا تظن النساء أن الرجال هم من اختصوا بهذا الأمر، فيطول التأثير السلبي لإباحة البصر الجنسين كليهما؛ فقد قال - تعالى -قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (النور: 30) وقال أيضا وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ (النور: 31).
ومن الأمور المعينة على غض البصر الزواج لأنه صيانة للشاب ووقاية للمرأة؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
أي وقاية للشباب وعصمة من الفتن، فبدلا من أن ينظر المسلم إلى امرأة أجنبية ينظر إلى زوجته، فلا يرتكب معصية، ولا يغضب الله - سبحانه وتعالى -.
فوائد غض البصر
هناك فوائد شتى تعود على ذلك المسلم الذي يتقي الله، ويطيع أمر ربه، ويغض بصره لأجل مرضاته، نذكر منها:
- الحفاظ على القلب؛ فكما قلنا يتبع القلب البصر.
- البعد عن المعاصي وترك الشهوات.
- غلق منافذ الشيطان للتسلل إلى القلب.
- الانشغال بما هو نافع ومفيد، والابتعاد عما هو ضار.
- الحفاظ على أمانة الله "العين"، والابتعاد بها عن المشاهد التي تغضب الله.
- الاقتداء بالصالحين من الصحابة والصحابيات والتابعين.
وفي الختام، أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن، واتباع سنة رسوله الكريم، والحفاظ على ذلك الخلق الحميد، والمداومة عليه، والابتعاد عما حرم الله على عباده.