أناس يجعلون للحياة معنى
من أكثر الأشياء مللا هو أن تسافر وحدك إلى مكان غاية في الروعة من حيث الطبيعة ولكن لا تجد من يتفاعل
مع مشاعرك وتعبيراتك عن روعة المكان والطبيعة, كذلك الحياة ومتعتها وبكل ما فيها من تحديات وصعاب
تحتاج إلى أناس يشركوننا إياها , فيجعلون لها معنى .
ولهؤلاء الناس أيضا قدرة عجيبة في جعلنا نحس بأننا بالنسبة لهم شيء خاص, بل خاص جدا, وعطاءهم هذا
يجعلنا نحس بقيمة وخصوصية وجمال كل كلمة ننطق بها و كل فعل نقوم به .
هذا النوع من الناس هم نعمة من نعم الله التي يجب أن نعترف بها ونحمد الله عليها ونحافظ عليها, ويحتاج الحفاظ
على هذه النعمة أو هؤلاء الناس إلى فن في التعامل ورقي في المشاعر وخصوصية لا يشاركهم أحد إياها .
فهؤلاء الناس هم أغلى من النسمة اللطيفة في يوم حار في وسط الصحراء , هم فعلا واحة النفس ومتنفسها
وبدونهم تكون الحياة بلا معنى .
وهؤلاء الناس هم من يجعلون لكل مشكلة حل, بل قد لا تشعر بالمشكلة وتصل للحلول وبسهولة ممتعة طالما
هؤلاء الناس حواليك, يلفون حياتك بالمحبة دون شروط , وبالمشاعر والدعم المستمرين دون مقابل, والحقيقة انك
لن تجد في الدنيا شيء يقابل مشاعرهم ورقتهم وحبهم مهما بحثت, فلا تبحث !
واكتفي بالعرفان في كل مناسبة ممكنة .
لهؤلاء الناس صفات بشرية تجلب السعادة من حولينا وبشكل سحري, فهؤلاء يسمعون فيجعلون للكلام سحر
ومعنى وقيمة وان كان كلام عادي , فهم يلونون الكلام بجمال سماعهم .
وهم من يحولون الأفعال العادية إلى أفعال سحرية بسحر قبولهم لها وجاذبية رضاهم عنها .
فان أردت أن تحسد أحدا على شيء , فأنظر هل لهم وحولهم في هذه الدنيا هذا النوع من الناس , وان أردت أن
تعرفهم وتعرف صفاتهم فهم من يتميزون بالعطاء دون ملل وبالحب دون حدود وبالدعم دون سؤال , وهم من
يتميزون بالبسمة لا تغيب عن محياهم, وهم من إن غبت عنهم أحسست بالغربة ومن إن التقيت بهم أحسست بأنك
في وطنك ومن إن استقبلوك أحسست انك نجم النجوم , ومن إن تحدثت معهم أحسست أن كلامك تحول شعرا ,
ومن إن استمعوا إليك أحسست أن العالم كله يصغي إليك .
فإن كان من حولك هؤلاء الناس فاحمد الله لأنك من أغنى الناس وأسعدهم , وإن لم يكونوا حولك فتأكد بأن القادم
من حياتك هو الأجمل , فهم دائما هناك ينتظرون ليعطوا من يحتاج . اليامي ,,,ALYAMI