عشرون من السنوات مرت.....
وأنا زهرة وحيدة في إناء الزمن.....
تدور علي الأيام متوالية ......
وتأتي علي في جميع فصولها....
عشت ربيع الطفولة في أحضان العذاب.....
في ربوع التشتت والنسيان.....
أفكر بالفراق ولا أعرف غيره......
أعيش مع الحزن ولا صديق غيره......
أعشق الهدوء ولاحبيب قبله........
ويمضي قطار الزمن علي ليمضي الربيع.....
الربيع الذي يسمونه ربيع.....
إلا أنني لم أعرفه إلا خريف ......
و أشب زهرةً نضرة تستسوغها الحياة.....
وأنظر حولي فلا أجد سوى أشواك......
إن نظرت خلفي أرى في ماضييَ عذاب ....
وإن نظرت يميني أرى شقاءٌ في صورة إنسان....
وإن نظرت يساري أرى قدراً يجري إلي كالخيال.....
وإن نظرت أمامي فلا أرى سوى أزهاراً .....
أزهاراً خافت ان تذبل قبل أوانها .....
كما ذبلت أنا وأضحيت أموت قبل اواني ....
وفكرت ملياً... أأترك الحياة لأرحل ....
ونظرت بصمتٍ للحياة.....نظرة حزنٍ عميقة....
فرأيت أن للإنسان أحلاماً تلازمه كالأمال......
و يسعى لتحقيقها وتبقى تلك الأحلام ....
كذلك الأمل بمثابة النور في وجه الظلام ..........
ظلام القدر والأيام أو أنه نافذة الهروب.......
الهروب من خريف الأيام إلى ربيعها ونورها الدائم.......