ال الله سبحانه وتعالى : ( ومن اَياتة أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً إن في ذلك لآيات لقومِِِ يتفكورن ) وقال الله سبحانه وتعالى ( هو الذي خلقكم من نفسً واحدةً وجعل منها زوجها ليسكن إليها ) إن الحياة الإنسانية إعمار الأرض بالبشر قائم على الشركة بين الرجل والمرأة , وقد جعل الخالق كلاً من الجنسين مفتقراً إلى الآخر, مكملاً له , بحيث تحصل السعادة والسرور ويتحقق الخير والصلاح باجتماع هذين الجنسين .
ومثلما أن الصحه عظيمة لا يعرف قدرها إلا المريض , فكذلك السكن والمودة والرحمة نعمة عظيمه لا يعرف قدرها إلا من يفتقدها ... والمرأة حين يجعلها الله سبحانه وتعالى سكناً للزوج فهي نعمة عظيمة أيضاً لا يعرف قدرها إلا من كان بلا زوجة .
فالرجل يعرف مشاعرة تجاه المرأة ... وصلته بالمرأة تشغل أعصابه ومشاعره ... وقد جعل الله سبحانه وتعالى في هذه الصلة سكناً لنفس الرجل وأعصابه , وراحة لجسمه وقلبه , واستقراراً لحياته ومعاشه , وأنساً لروحه وضميره ... فالمرأة تلبي حاجات الرجل الفطرية : النفسيه والعقليه والجسديه , بحيث يجد عندها الراحة والطمأنينة والأستقرار , ويجد في اجتماعه بها السكن والاكتفاء , والمودة والرحمة ... لأن تركيب المرأة النفسي والعصبي والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغبة الرجل .
فلا سكن للرجل إلا مع المرأة و ولا مودة ورحمة وألفة بين روحين أعظم مما بين الزوجين . ولهذا كان من أكبر الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الساحر هو التفرقة بين هذين الروحين مع ما بينهما من الخلطة والائتلاف , كما قال الله سبحانه وتعالى الذين يتعلمون السحر : ( فيتعلومن منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ) والتفرقة بين الزوجين هي , أكبر شر , وأعظم فتنة تقوم بها الشياطين كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم : أن إبليس يضع عرشه على الماء , ثم يبعث سراياه , فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة , يجيء أحداهم فيقول : فعلت كذا وكذا . فيقول : ما صنعت شيئاً . قال ثم يجيء أحداهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته . قال : فيدنيه منه ويقول : نعم أنت