كشفت سوريا إحدى أوراق التورط الإسرائيلي في اغتيال الشهيد عماد مغنية،
وذلك عبر بثها لإعترافات الجاسوس إياد يوسف أنعيم من مواليد 1976 عمان -
الأردن، الحامل للجنسية الفلسطينية الأردنية، خريج فلسفة من جامعة تشرين
باللاذقية والذي تم تجنيده في عالم 2006 لصالح جهاز مخابرات العدو
الإسرائيلي بعد اعتقاله من قبلهم خلال زيارته لعائلته وأقربائه في مدينة
الخليل بفلسطين المحتلة وتم إرساله إلى سوريا لتنفيذ مهام مخابرتية.
وروى
أنعيم عن تفاصيل تجنيده حيث قال أنه وبعد تخرجه من قسم الفلسفة في جامعة
تشرين باللاذقية عام 2000، عاد إلى الأردن للبحث عن فرصة عمل، حيث عمل في
عدة مهن وآخرها كان مضيف طيران، وخلال عمله تقدم شاب لخطبة أخته عام 2005،
وبحكم العادة ذهب أنعيم لحضور حفل الزفاف، حيث توجه لزيارة أهله، وهناك
تعرف على شخص يدعى أحمد المهتم بمجال الطيران، وعن طريق النقاش تبين لأحمد
أن أنعيم على اطلاع بالطيران وخاصة في مجال الصواريخ، وفيما بعد تعرف
أنعيم على عبدالله المهتم أكثر في هذا المجال والذي كان يملك تفاصيل أكثر
وطلب أحمد وعبدالله من أنعيم تعليمهم كيفية صنع الصواريخ وزيادة المدى
والتوازن، وبدوره أبدى الأخير استعداده وطلب منهم فترة لتجميع بعض الكتب
متفقين على موعد محدد.
ويتابع أنعيم أنه طلبت منهما ورشة وبعض المواد الخاصة في مجال صناعة
الصواريخ، حيث التقى معهم في الموعد المحدد وركب برفقتهم في سيارة "سوبارو"
لون "بيج".
ويقول أنعيم: "وأنا في السيارة كنت أراجع بعض الكتب التي
جلبتها معي لأفاجأ بعد فترة أننا محاطون بالجنود الإسرائيليين الذين
اعتقلوني ووضعوني في السجن حيث بقيت هناك مدة 3 أشهر، وتعرضت لكثير من
أساليب التعذيب ووقعوني على تعهد يفيد إما بقبول العمل معهم أو البقاء في
السجن".
ويروي أنعيم أنه تبين له أن عبدالله وأحمد هم عملاء
لـ"إسرائيل".
ويشير أنعيم أن شخص يدعى المحقق بيرن هو الذي تواصل معه
وهو الذي عرفه إلى محقق آخر يدعى كامل موسى، وهذه كانت المرحلة الأولى.
ويضيف
أنعيم: "أنه وفي منتصف 2006 وافقت على تجنيدي، وفي عام 2007 طلب مني
التوجه إلى سوريا عن طريق الأردن، لأعود مرة ثانية لأخبرهم عن المعلومات
التي حصلت عليها". ويقول: "عدت بعدها إلى الخليل من الأردن بعد أن كنت في
سوريا حيث تم التواصل معي عن طريق المحقق موسى لتزويددهم بالمعلومات في
إحدى المستوطنات، وفعلاً توجهت إليهم، وهناك تعرفت على داوود الذي عرفني
بدوره على المرحلة الثانية، التي تتضمن عملية البحث وإيجاد غطاء لي في
سوريا".
وقال أنعيم: "أعطوني مبلغاً من المال مقداره ألف دولار ثم توجهت
إلى سوريا، وفي تلك الفترة كان أخي يدرس في نفس الجامعة التي درست فيها،
حيث أقمت عنده، ووجدت أن مجال الدراسة هو أفضل غطاء لي لوجودي في سوريا، ثم
توجهت للأدرن وبقيت لأسبوع ثم إلى مدينة الخليل حيث التقيت بداوود لأزوده
بمعلومات عن تكاليف الإقامة والسفر وبداية الدوام، وفي الشهر الناسع طلب
مني أن أتوجه إلى سوريا حيث تم تزويدي بشريحة هاتف دولية بلجيكية للتواصل
معهم، وخرائط وجهاز كمبيوتر، وكان لقائي المطول هذا في مدينة القدس، حيث
قابلني ضباط، لم أعرف أسمائهم، ناقشوني في المعلومات التي أملكها عن
اللاذقية، وعرضوا علي صوراً وشرحوا لي كيفية التواصل معهم وبعض التوجيهات
حتى لا أثير شكوك حولي في سوريا – اللاذقية".
وروى أنعيم "بالنسبة للتواصل بيني وبين الإسرائيليين كان عن طريق الهاتف
حيث تواصلنا كان أسبوعي، وخلال الأسبوع كانت اتصالات وهمية، كما ومنع علي
أي اتصالات شخصية سواء أكانت بداخل القطر أو خارجه، ويجب علي تجنب أي شخص
يعمل في مؤسسة أمنية والمشروب والنساء والدخول في نقاشات طويلة".
و"طلب
مني معلومات عن طبيعة مدينة اللاذقية وأعمال سكانها وساعات دوامهم
والطوائف، وأي معلومات عن المشاكل بينهم، وماهي أعمال أغلبية الناس، ونسبة
العاملين في الدولة، ونسبة البطالة.
كان يجب علي أن أحصل على معلوماتي
بطرقي الخاصة، وحديثي معهم كان بدون ترميز في هذه المرحلة ـ وتركز إعطائي
للمعلومات في اللقاءات المطولة التي كانت بيننا، أما على الهاتف فاقتصر
حديثنا على رؤوس الأقلام.
في تاريخ 3-2 تم الإتصال معي لأتوجه إلى دمشق،
وأعطوني عنوان لسيارة كندية وبدوري توجهت إليها في 4-2، وطلب مني معلومات
عن سفارات أوهيئات أو مراكز لحماس وحزب الله، ولكني لم أجد أي شىئ من
المعلومات التي طلبت مني، واتصلت به لأخبره ماحصل معي".
ويتابع أنعيم:
"وتوجهت للمرة الثانية إلى دمشق بعد عودتي من اللاذقية لأعاود البحث من
جديد في محيط السفارة الكندية والسفارة الإيرانية عن العنوان المطلوب،
ولكني أيضاً لم أجد أي تجمع لأي منظمة دولية أو هيئة سياسية، لأعاود
الإتصال به وأخبره أن لاوجود لماطلب".
ويشير أنعيم: "ولغاية 11-2 طلب
مني التوجه للمرة الثالثة إلى دمشق ليطلب مني نفس الطلب، وبتايخ 12-2 مع
تزويدي باسم شارع فرعي، توجهت إلى دمشق ومشيت في الشارع وهنا اتصل معي
ليزودني "ببلكونة" سقفها قرميد أحمر، وأنا عائد بنفس الشارع كان يوجد شخصين
أمام سوبرماركت، وشخصين في سيارة كورية بلون أسود، وهنا اتصل معي للمرة
الثالثة وأصر علي للبحث وزودني أن هناك سيارة باجيرو بلون فضي وطلب مني
البقاء البحث عنها، وعندما خرجت للشارع الرئيسي دخلت بالفعل سيارة باجيرو
لون فضي ودخلت خلفها سيارة مرسيدس وأعطيته رقم السيارة، وهنا لم أرد أن
أبقى لأني خشيت إنكشافي وعدت إلى اللاذقية، حيث اتصل فيني بالطريق وعاتبني
عن سبب تركي للشارع".
وقال أنعيم: "وبعد بقائي في اللاذقية بعد فترة
وجيزة وأثناء متابعتي لمواقع الإنترنت قرأت خبراً عن اغتيال الشهيد عماد
مغنية، ولاحظت أن السيارة الموجودة في صور التفجير هي سيارة باجيرو بلون
الفضي".
"وهنا لاحظت أنهم مستعدين للإستغناء عني فطلبت تغيير شرائح
الهواتف وطرق التواصل والمواعيد، حيث أعطوني شريحة فرنسية، وهنا بدأت مرحلة
الترميز خلال الحديث والتواصل بيننا فكنا نسمي السفينة "حبة بندورة"،
السفينة الحربية تسمى "بطاطا"، الرشاشات "جزرة".
وختم أنعيم "وفي الفترة
الأخيرة كان التركيز بطلبهم معلومات عن النشاطات التجارية والسفن في
الميناء و الروافع و قدراتها وسعاتها وأرقام السفن السرية وجنسياتها".
واستمر
الجاسوس أنعيم بالعمل مع الإسرائيليين حتى إلقاء القبض عليه.