النقرس هو نوع من التهابات المفاصل ينتج عن ارتفاع مستوى حمض البول في الدم مؤدياً إلى ترسب بلورات هذا الحمض في المفاصل، وهذا الشيء بدوره يؤدي إلى التهابات حادة ومن ثم مزمنة. كما تترسب هذه البلورات في الكلى مؤدية إلى حصوات متكررة وفي بعض الأحيان إلى قصور كلوي بسيط.
يبدأ المرض عادة بنوبة التهاب حاد في إصبع القدم الكبير أو مفصل القدم على شكل ألم شديد مصحوب بانتفاخ واحمرار في ساعات الصباح الأولى، كما يوضح الدكتور سمير سامي اختصاصي علاج السمنة في حديثه لصحيفة “الإتحاد” الإماراتية، بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية، وهي مرحلة تكرار هذه النوبات الحادة في القدمين ومفاصل أخرى كالركبتين واليدين. في حالة إهمال هذه النوبات المتكررة وعدم العلاج يتطور المرض إلى المرحلة الثالثة المزمنة والتي تؤدي إلى التهابات مزمنة في المفاصل الطرفية وتشوهات وبروز كتل من حمض البول تحت الجلد بمحاذاة المفاصل المتأثرة.
في عصرنا الحاضر، برزت مسببات جديدة للنقرس من أهمها مرض ارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي المزمن، بالإضافة بالطبع إلى عدد من الأدوية التي يستخدمها مرضى القلب مثل الأسبرين ومدرات البول. ومن الأدوية الأخرى المسببة للنقرس دواء السيكلوسبورين الذي يستخدم لتثبيط المناعة عند مرضى زراعة الكلى. أما الإفراط في المشروبات الكحولية، فلا يزال من المسببات الرئيسية خاصة في العالم الغربي.
مثل الكثير من أمراض المفاصل يعتبر مرض النقرس من الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى علاج دائم وإشراف مباشر من طبيب الروماتزم حتى لا يصل المريض إلى مرحلة تشوه المفاصل والإعاقة، ولعلاج هذا المرض يعتمد على ركنين أساسيين العلاج الدوائي والعلاج الغذائي.
وقد أثبتت دراسات عديدة في التغذية العلاجية أن الحمية الغذائية لها دور حيوي وفعال في علاج مرض النقرس ولوحظ تحسن ملحوظ في نسبة حمض البوليك. وكل من يعانى من مرض النقرس بإمكانه أن يعتمد على الخضار والفواكه، كما يوضح الدكتور سمير حيث يعتبر الخضار والفواكه أفضل أنواع العلاج للكثير من الأمراض التي تؤثر على جهاز المناعة وعمليات البناء والهدم، فالجسم يحتاج الفيتامينات لاستمرار نمو الخلايا لتأمين عمل الأعضاء بانتظام.
وللمحافظة على جسم معافى، لا بد للصائم من الاهتمام بالتغذية السليمة بحيث تحتوي على الخضار والفواكه والتي تعتبر مصدرا مهما للفيتامينات والأملاح المعدنية والأحماض، وغيرها من المواد الغذائية الهامة لصحة الجسم ، والتركيز على شرب الماء بكثرة والعصائر الطبيعية ويفضل تناول الفاكهة كاملة مثل التفاح والذي يحتوي على مادة البكتين التي تعتبر من المواد المخفضة للكولسترول في الدم والمقاوم لمشكلة الإمساك، حيث بينت الدراسات إن للتفاح أثرا في الوقاية من سرطان الأمعاء الغليظة ويعتبر مهدئاً للسعال كما يساعد في زيادة نشاط القلب والتخلص من عسر البول.
إلى جانب التقليل من تناول اللحم الأحمر وتقليل كمية البروتين المأخوذ، يجب الإكثار من تناول الكوسا والبروكلي والزهرة والملفوف والباميا والباذنجان والسلطات الخضراء من الخيار والخس وغيرها، وبالنسبة للفواكه الأناناس والجريب فروت البطيخ والشمام والكمثرى. كذلك لا بد أن نؤكد ان الخضار المطبوخة والطازجة والفاكهة لهم بالغ الأهمية لمريض النقرس وخاصة الصائم، حيث تعطي الصائم الشعور بالشبع وتجنبه الإحساس بالعطش.